- تحت عجلات سوزوكي... ضاعت دماء «ناصيف»

تحت عجلات سوزوكي...ما بين بلدية الأشرفية والمواصلات والخدمات الفنية ضاعت دماء «ناصيف»لم يعلم «ناصيف» ذو الخمسة والثلاثين عاماً أن خاتمة حياته كتبت عند الساعة العاشرة والنصف من مساء أول من أمس بنزيف دماغي حاد حسب تشخيص الطبيب المسعف في إحدى المستشفيات الخاصة بجديدة عرطوز، وجاءت ساعة الوفاة عقب صدم سيارة «سوزوكي» للمرحوم على طريق دمشق -بيروت العابر لمدينة أشرفية صحنايا بحسب تأكيد رئيس بلدية صحنايا زهير عبيد لـ«الوطن» وهذا العبور أضاع المسؤولية، فالطرق داخل المدن تتبع الإدارة المحلية، والدولية منها تتبع المواصلات والواقعة خارج المخطط التنظيمي بعهدة الخدمات الفنية.
لدى عبوره الشارع فوجئ «ناصيف» بالسيارة وعمل سائقها على نقله مباشرة إلى المستشفى الذي قضى نحبه فيه بعد ساعة من الزمن، وهنا يرى خبير السلامة والوقاية من الحوادث محمد الكسم أن المشكلة أكبر من حادث عابر راح ضحيته شاب لديه زوجة وابنة بعمر شهرين لأن طرق الريف مسؤولة عن النسبة الأكبر من قتلى المرور حيث السرعات والطيش والفوضى والرعونة والتي جاءت نتيجة السهولة في السير على طرق دون وجود عائق صناعي ويعود ذلك بحسب تصريح الكسم لـ«الوطن» لثلاثة أسباب أهمها قلة الخبرة وانعدام الوعي بقواعد وأصول السير لدى أغلبية السائقين والمشاة، في حين عمدت والحديث للكسم جميع دول العالم المتطورة لتعليم قواعد المرور وأصول القيادة ضمن مناهج التعليم الأساسي لجميع الأطفال، وذلك بشكل علمي وتجريبي معزز بالصور، وهذا فعال ومهم جداً وغير مكلف. وتلك التجربة التي تحدث الكسم عنها خفضت بحسب تأكيده مستوى الضحايا الأطفال والشبان بشكل كبير جداً خلال السنوات العشرين الأخيرة في حين لم تسع وزارتا النقل والتربية لتحقيق ذلك حتى تاريخ اليوم، ولا تزال وزارتا الإدارة المحلية والمواصلات غير متفقتين على صياغة إدارة مشتركة للطرق ولا تزال مقسمة إلى دولية تتبع المواصلات بحسب تأكيد حسين عامر مدير مواصلات ريف دمشق الذي أكد لـ«الوطن» أن مسؤوليتهم تنحصر عند حدود الطرق الدولية وجميعها مؤمنة بشكل جيد أما الطرق الواقعة داخل القرى فتقع ضمن مسؤوليات الإدارة المحلية أي البلديات والطرق خارج المخطط تتبع مديرية الخدمات الفنية ولا يوجد شبكة تواصل متفق عليها حتى تاريخه ولكنه أكد وجود نية لبناء نظام مروري موحد لجميع الطرق الدولية والفرعية والداخلية تحت ما اصطلح على تسميته الكود السوري للطرق وهذا المشروع لا يزال قيد التصديق في وزارة الإدارة المحلية وربما يرى النور بحسب توضيح عامر مع بداية العام القادم.
لكن الكسم يحمل رأياً مخالفاً لرأي «عامر» فأغلبية الطرق في الريف تعاني إخفاقاً وتخلفاً وسوء بنية وتلاحظ تدرجاتها وحفرها وضعف إنارتها وعدم تجهيزها بالطلاء والشاخصات حسب المواصفات العالمية، أما الشارات الضوئية فقليلة وقديمة وضعيفة النور كتقاطع صحارى. أما إشارة أتوستراد درعا مفرق داريا فمعطلة المصابيح، ويستحيل أن تجد بحسب الكسم طريقاً عريضاً ومستقيماً بكل مدن الريف وضرب مثلاً حرستا وداريا، وتنفذ الطرق في الريف عشوائياً بلا مواصفات وطنية موحدة وحقيقية.
وفي الطرف الآخر لأسباب تلك الحوادث أكد الكسم انعدام دور الضابطة المرورية لعدم وجود مفارز مرورية ثابتة بأكثر من 90% من مدن وقرى الريف في سورية عموماً وليس فقط ريف دمشق، والمفترض إرسال حملات مرورية قوية مكثفة ومفاجئة تدخل قرية أو مدينة لعدة أسابيع لتفرض وتعلم الأهالي تنفيذ القانون فيعتادونه ثم تنتقل لمدينة أخرى، ويفترض وبالطبع الحديث للكسم تكليف شرطة المخافر في الريف بتنفيذ قانون السير ويجب تبيان أهميته لهم لأنه أساسي للحفاظ على حياة الناس في حين نلاحظ ضعف أو انعدام تنفيذ القانون وأصول السير في معظم المدن الريفية وغالباً ما يحل محلها الفوضى والموت.

عنوان التعليق*:

اسم الكاتب*:

نص التعليق*: