2024-11-10 17:01:02 | ||
- نزهة الموت إلى بحيرة زرزر |
- نزهة الموت إلى بحيرة زرزر - نزهة الموت إلى بحيرة زرزر لم تكن أي من الفتيات اللواتي خرجن هذا الصباح في رحلة من مدرستهم بدمشق(عين جالوت) إلى منطقة الزبداني، تدرك ان الموت ينتظرهن في قاع بحيرة زرزر الطينية، حيث انقلب المركب الذين كان يقلهم في نزهة داخل البحيرة، بعد ان تسربت المياه اليه، ووجدن أنفسهن(نحو30 طالبه) وسط صراع مع موت محتم، فنجا من نجا، فيما توفيت 8 فتيات غرقاً(أكبرهن صف عاشر-16 سنه)، وشابين، احدهما سائق المركب والآخر شاب حاول المساعدة فابتلعته البحيرة. غرق المركب "البدائي" بعد إقلاعه بقليل نحو 11.30 صباحا، حيث تسربت اليه المياه وانقلب خلال اقل من دقيقتين، وفقا لرواية إحدى الطالبات اللواتي كنّ على متنه، فيما استمرت عمليات البحث عن مفقودين وانتشال الضحايا، حتى السابعة مساءً، حيث تم انتشال جثة الفتاة غيداء القضماني(صف عاشر). كيف تم الغرق إحدى الطالبات اللواتي كنّ على متن المركب (غنى المهايني) تقول:" كنّا متجهين إلى الزبداني ونزلنا إلى البحيرة من اجل الفطور واستراحة الصباح، والمديرة كانت تقول لنا ونحن على الطريق بان هذه البحيرة جرت فيها حوادث غرق كثيرة، صعدنا إلى المركب نحو 40 طالبه وصعد معنا بعض الطالبات من مدرسة أخرى(مدرسة زملكا الثانوية للفنون النسوية)، كن متواجدات هناك برحلة أيضا..". تابعت غنى" كانت معنا المديرة حنان الصباغ ومدرسة العربي ومشرفين من الشبيبة، سألت المديرة صاحب المركب ان كان يستوعب كل هذا العدد فأكد لها بأنه يستوعب، وكوننا عدد كبير خفض التسعيرة من 50 ل.س(للطالبه الواحدة) إلى 25 ل.س". أمر آخر تكشف عنه غنى:" المركب لم يستطع الإقلاع والتحرك، فقام نحو أربعة شباب من معارف صاحب المركب بدفعه إلى الأمام، وبعد قليل لاحظت ان المياه أخذت تتسرب الى أرضية المركب فقلت للمشرف الذي قال بدوره لصاحب المركب، فرد بالقول (هذا الجزء الثاني من التيتانيك..) مستهترا بالتسرب الحاصل، وسرعان زادت المياه داخل القارب ووصلت إلى أعلى من ركبنا، ثم مال المركب وغرق.." تتابع غنى موضحة بان الأمر لم يستغرق برمته سوى دقيقتين بعدها انقلب المركب: "انا اعرف السباحة و كنت أحس بان شيئاً يشدني إلى الأسفل، كنا نصرخ بكل قوة، المراكب التي كانت في البحيرة لم تأت الا بعد ربع ساعة من انقلاب مركبنا، وكثير من الرجال الذين كانوا على ضفة البحيرة لم يتمكنوا من النزول واكتفوا بتشجيعنا للوصول إلى حافة البحيرة..". يقول سائق باص إحدى رحلات المدارس التي كانت هناك:" سمعنا الأصوات فركضنا إلى حافة البحيرة ورأينا الفتيات وهن يستنجدن لكنني لا أجيد السباحة، والبحيرة خطرة لأنها مليئة بالوحل والنباتات المائية". تقول المشرفة النفسية (ملك) التي كانت مع الطالبات (نحو 200 طالبة) مدرسة عين جالوت الإعدادية:"انا لم اصعد معهن في المركب، لم يكن في خطتنا أساسا ان نأتي إلى البحيرة، وكنا حاجزين في مطعم بالزبداني، ولكن تحت رغبة الطالبات وبعض المدرسات مررنا إلى البحيرة" وتنفي المدرسة ملك الكلام عن وجود نحو 40 طالبة على ظهر المركب مؤكده بان العدد هو عشرين، وبان كل 25 طالبة هناك مدرسة مسؤولة عنهن. الأهل.. حزن وغضب تجمع أهل الضحايا مع مئات الأشخاص على الضفة منتظرين عثور المنقذين على جثث الطالبات في مشهد مؤلم، كلما وجدت الفرق جثة، كان يهرع إليها أم أو أب ليرى ان كانت ابنتهم.. فيما كانت الجثث يتم انتشالها وهي مازالت بكامل فرحها التي أتت تبحث عنه على ضفة البحيرة، إحداهن تلبس كنزة حمراء واخرى بوط زهري... يقول احد المنتظرين، خال الطالبة غيداء قضماني التي انتشلت جثتها في وقت لاحق:" هذا إهمال كبير فكيف لمركب ان يصعد عليه 40 شخص وهو لا يستوعب سوى 20 ،المفروض من المديرة والموجهة ومسؤولي المدرسة ان ينظموا الأمر ولا يتركوا الأمر لصاحب المركب، ثم أين عوامل الأمان على ظهر المركب، المسؤول الأول هن المدرسات والمدرسة، ثم المسؤول الثاني هو قائد المركب". فيما يقول نبيل السمان: ابنتي آلاء استطاعت ان تسبح وتخرج سليمة لكن ابنت خالتها التي جهزت معها البارحة كل تفاصيل الرحلة، وعمولوا تبوله، واشتروا أغراض الرحلة معا لقد غرقت وما زالوا يبحثون عنها". في مشفى الزبداني الوطني كان أهل الطالبة بالصف التاسع آيا سكر(من مدرسة عين جالوت) يستلمون جثة ابنتهم التي خرجت صباحا مفعمة بالحياة، لتعود الان جثة هامدة يقول عمها:" احمل المسؤولية للمدرسة التي سمحت بان يركب على المركب ثلاثين، لو ان هناك عمليات إنقاذ فعلا لما خرجت البنت بعد خمس ساعات". فيما قال الخال:" المسؤولون الذين يعرفون بان القوارب تعمل دون اي ترخيص ودون اي تنظيم يتحملون مسؤولية ما جرى، اين عوامل الأمان.." وعن وسائل الإنقاذ قال:" ما نفع وسائل الإنقاذ بعد موت الضحايا". مدير مشفى الزبداني الوطني د.راشد مظلوم أكد نقل 10 جثث، تم تسليم 7 منها، بينما يوجد 3 جثث لم يحضر أهلهم لاستلامهم، وعن مساهمتهم بالإسعاف ومعالجة المصابين قال:" أرسلنا أربع سيارات إسعاف فور تلقينا الاتصال، وكنا هناك بعد نصف ساعة من الحادثة، لقد أسعفنا 6 حالات جميعهم تخرجوا بخير، وما تزال المديرة حنان الصباغ والمدرسة زينه الهبيان قيد العلاج لكن حالتهما بخير ولا تدعو للقلق، وهما في قسم العناية الاسعافية"، وأشار إلى زيارة السيد وزير الصحة لتفقد المرضى. انتقادات لعمليات الإنقاذ وصلنا(سيريانيوز) إلى البحيرة في نحو الساعة الثالثة ظهراً، كان لا يزال الزوارق الثلاث تبحث عن المفقودين، وكان يعتقد بان الشاب صاحب المركب هارب، ولم تستطع المشرفة النفسية بمدرسة عين جالوت ان تحدد فيما اذا كانت إحدى الفتيات التي قيل ان اسمها غير مسجل في قوائم الرحلة، فيما اذا كانت مفقودة داخل البحيرة، أما أنها لم تخرج أساسا، ولم يتمكن اي من المسؤولين إعطاء أرقام دقيقة عن عدد المفقودين الذين يتم البحث عنهم، فيما انتقد احد أهالي المنطقة (كان متواجدا منذ وقوع الحادث) عدم قدرة المعنيين تحديد عدد الضحايا بالقول: "عم يتحزوا تحزير، ساعة بيقولوا أربعة ساعة خمسة، اتصوا مع المدرسة لكنهم لم يتمكنوا من إحصاء كل الطالبات". ولوحظ تواجد العديد من سيارات الإطفاء من محافظات أخرى مثل درعا والقنيطرة، يقول قائد فوج إطفاء درعا العقيد محمد الأحمد:" أتينا حوالي 3.30 ظهرا بناءاً على توجيهات محافظ درعا، وانتشل غطاسينا ثلاثة جثث.." وتحدث عن الطين وأعشاب الماء بكونها تعيق عمليات البحث، والتي تجري في عدة نقاط، بطريقة الغطس الاعمى بسبب تعذر الرؤية داخل البحيرة". فيما أكّد العميد حمد السرحان قائد الإطفاء في وزارة الإدارة المحلية بان عدد الضفادع البشرية التي تبحث هي 27 وهم مدربون، ونفى ان يكون هناك نقص بمعدات الإنقاذ..". بينما انتقد الخبير بالحوادث محمد الكسم ما يجري بالقول:" البحيرة شهدت عشرات الحوادث أثناء التنزه ولم تقم أي جهة بمنع هذه الظاهرة المتخلفة..". وحول كفاية فرق الإنقاذ قال:" لا يوجد بريف دمشق اي زمرة أو معدات للإنقاذ مما استدعى طلب مساعدات من إنقاذ دمشق ودرعا والقنيطرة وحماه..!" واستغرب الكسم السماح لقوارب مهترئة ان تحمل مواطنين وتنطلق بهم نحو المجهول، دون وجود وسائل للسلامة كأطواق النجاة وغيرها"، وأشار الكسم إلى ان الطين والأعشاب البحرية والمراد اللاصقة تعيق حركة السابحين والمشاركين بعملية الإنقاذ. فيما لوحظ حصول اكثر من حالة تشنج للغطاسين بسبب البرودة المتسربة لهم من بدلات السباحة التي هي دون المستوى، كما بقي المركب وسط البحيرة ولم يجر سحبه وعلل مسؤول ذلك بسبب عدم وجود رافعة بذراع طويل. المسؤولون ينتظرون التحقيق.. تواجد في مكان البحيرة كل من السيد وزير الإدارة المحلية هلال الاطرش ومحافظ ريف دمشق السيد زاهد حاج موسى والسيد وزير التربية د.علي سعد الذي صرح لسيريانيوز بالقول:" هذه كارثة لوزارة التربية أولا وللأهل ثانيا، يتم التحقيق بالامر وسننتظر النتائج ليتم توظيفها والاستفادة منها، الوضع غير مناسب للحديث الان عن المسؤوليات". وعن كونها ليست المرة الأولى التي يتعرض بها طلاب إلى مثل هكذا حوادث وضرورة وجود تعليمات وضوابط يقول الوزير:" بالتأكيد هناك نواظم وتعليمات، وهي واضحة فيها الكثير مما يشير إلى تنظيم الرحلة، وتشمل كيفية الاستعداد إلى الرحلة، والفئات العمرية والأماكن التي يحظر الاقتراب منها، والأماكن التي يمكن المبيت بها...الخ لكن بالمجمل من المبكر التحدث عن تقصير أو مسؤوليات محددة قبل انتهاء التحقيق.." من الملاحظ عدم وجود لافتات تحذر من طبيعة قاع البحيرة وتعطي بيانات للزائرين حول المخاطر المحتملة، في نفس الوقت اشار العديد من الحاضرين إلى الدروس المستخلصة وهي تتعلق من جهة بضعف عملية بتنظيم الرحلات المدرسية والإشراف عليها، وعدم وجود تنظيم لعمل المراكب ليس فقط في بحيرة زرزر بل بكل المسطحات المائية، التي تعمل دون ضوابط وتراخيص ودون تحديد للأعداد المسموح بها على كل مركب، وعدم وجود تجهيزات للإنقاذ والسلامة، فكيف ان كان ركابها هم أطفال وتلاميذ المدارس.. الضحايا: من مدرسة عين جالوت الاعدادية في دمشق 1. ماريا حريب 2. نعيمة عتمه 3. علا الريس 4. لمى الخطيب 5. آية سكر 6. علا مصاصاتي 7. ايناس المعلم من مدرسة زملكا الثانوية للفنون النسوية 8 غيداء القضماني 9. محمد خالد شلس (25 سنه) صاحب المركب 10.محمد الهبج (بالعشرينات) حاول انقاذ الطالبات جديع دوارة - سلاف ابراهيم - سيريانيوز البوم الصور شاهد جزء من لحظة الحادثة http://www.syria-news.com/view.php?albumid=173 منقول-ماجدة الصباغ- فرجينية .:. 2009-03-21 منقول-ماجدة الصباغ- فرجينية .:. |