2024-11-10 16:49:48 | ||
- حكمة صدى الحياة |
حكمة ( صدى الحياة ) .. - حكمة صدى الحياة حكمة ( صدى الحياة ) .. يحكى أن أحد الحكماء ذهب مع ابنه خارج المدينة ليعرفه على تضاريس الحياة في جوٍّ نقيٍّ بعيدٍ عن صخب المدينة وهمومها... سلك الاثنان وادياً عميقاً تحيط به جبال شاهقة....وأثناء سيرهما تعثر الطفل في مشيته وسقط على ركبتيه...صرخ الطفل على اثرها بصوت مرتفع تعبيراً عن ألمه آه آه ....فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوتٍ مماثل آه آه...؟؟؟ نسي الطفل الألم وسارع في دهشةٍ سائلاً مصدر الصوت (ومن أنت؟)...فإذا الجواب يرد عليه سؤاله(ومن أنت؟) انزعج الطفل من هذا التحدي في السؤال....فردّ عليه مؤكداً ...ومرة أخرى لا يكون الرد إلا بالجفاء نفسه وبالحدة نفسها........ فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب....فصاح غاضباً(أنت جبان)....فما كان الجواب إلا من جنس النداء وبنفس القوة جاء الرد (أنت جبان).... أدرك الصغير عندها أنه بحاجةٍ لأن يتعلم فصلاً جديداً في الحياة من أبيه الحكيم الذي وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهد الذي كان بالقانون الذي وضعه الله في الطبيعة... قبل أن يتمادى الطفل في تقاذف الشتائم...تملك الابن أعصابه وترك المجال لأبيه لإدارة المشهد حتى يتفرغ هو لفهم هذا الدرس.... تعامل الأب – كعادته – بحكمة مع الحدث...وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة وصاح في الوادي (إني أحترمك)...فجاء الجواب مماثلاً....بنغمة الوقار نفسها (إني أحترمك).... عجب الطفل من تغير لهجة المجيب....ولكن الأب أكمل المساجلة قائلاً: (كم أنت رائع!!)...وكان الرد على تلك العبارة الراقية(كم أنت رائع!!).... ذهل الطفل مما سمع...ولكنه لم يفهم سر التحول في الجواب..ولذا صمت بعمق لينتظر تفسيراً من أبيه لهذه التجربة الفيزيائية... علّق الحكيم على الواقعة بهذه الحكمة: (أي بني: نحن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية في علم الفيزياء...(صدى)... لكنها في الواقع هي الحياة بعينها...إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ماتعطيها...ولا تحرمك إلا بمقدار ماتحرم نفسك منها... الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك...إذا أردت أن يحبك أحد...فأحب غيرك...وإذا أردت أن يرحمك أحد... فارحم غيرك...وإذا أردت أن يسترك أحد..فاستر غيرك...وإذا أردت أن يساعدك أحد...فساعد غيرك...وإذا أردت أن يستمع إليك الناس ليفهموك...فاستمع إليهم لتفهمهم أولاً...لا تتوقع أن يصبر الناس عليك...إلا إذا صبرت عليهم... أي بني:هذه سنة الله التي تنطبق على شتى مجالات الحياة...وهذا ناموس الكون الذي تجده في كافة تضاريس الحياة...ستجني ماقدمت ... وستحصد مازرعت....! قال عز وجل(فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره* ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره) صدق الله العظيم... روند .:. 2009-04-11 روند |