2024-09-18 20:07:02
- صيدنايا أيقونة الشرق

- صيدنايا أيقونة الشرق




ياشـــاهورة كرمالـــك بركع وبوس قدامـــك
أول ركعـــة لـــ اللــــه وثـــانـي ركعـة قدامك

ـ صيدنايا أيقونة الشـرق ـ
بدعوة مشكورة من عائلة زوجتي المتجذرة في صيدنايا , شاركت مع عائلتي في احتفالات البلدة بأعياد التجلي وانتقال السيدة , وخلال زيارة التبرك لدير القديس جاورجيوس , لفت نظري كتاب بعنوان " دير سيدة صيدنايا البطريركي " الصادر عام 2009 للكاتب والباحث والمعد الأستاذ عجاج ميخائيل عازر الزهر , ونلت شرف مطالعته , وودت أن أنقل ملخصاً عنه للأخوة الأحباء مطالعي هذه السطور.
قام المؤلف بإهداء كتابه إلى رئيسة وراهبات دير سيدة صيدنايا , وقامت الأم الرئيسة كريستينا باز بكتابة المقدمة منوهة " دير السيدة يعتبر أقدم نسيج نسجه لا المهندسون , ولا البناءون , وإنما تم بإيحاء من الرب , وبدلالة من الأم الطاهرة السيدة العذراء مريم ... " .
وفي مقدمة للمؤلف كتب فيها " هذه نتفٌ من تاريخ ديرٍٍٍٍ تكحلت به عيناي مذ أبصرت النور , وسجدت أمام أيقونته مذ وعيت الحياة , وعملت في حقوله وبساتينه عندما أصبحت يافعاً وكتبت عن عظمته يوم تمكنت من ناصية الكلمة " .
فمن تعريف لغوي للفظة صيدنايا الآرامية الأصل حسب المؤلف , إلى التباهي عن جدارة بأنها مدينة محظوظة " لأنها ومنذ تاريخ نشوئها كانت سيدة بلدات ذاك الزمان " , وعبر صيدنايا مدينة الأسرار والآثار, حيث عاش سكانها منذ العصر الحجري في مغاور وكهوف طبيعية , ومع الانتقال إلى مغاور جديدة حفروها بأيديهم ,إلى الاستنتاج " بأن قدسية بعض الكهوف لم تبدأ مع القرون الأولى لانتشار المسيحية , بل قبلها بكثير " .
وينقلنا الكاتب عبر عنوان " صيدنايا أيقونة الشـرق " ,( وهو عنوان لكتاب أصدره عام 1995 وأعاد إصداره عام 2004 ) إلى أن سكان صيدنايا الذين آمنوا بدين العدل والمحبة والسلام , قد " اتخذوا الأجمل من بيوتهم المنحوتة في الصخر مقامات آمنة لصلواتهم " ,ثم "شرعوا بنقل أماكن صلواتهم من بطون الأرض إلى أماكن قريبة ورحبة , أجمل وأرفع , وكانت كنيسة مار يوحنا أقدم كنائس ومصليات صيدنايا على الإطلاق " , ويعدد الكاتب هنا أسماء بعض الأديرة ومنها " دير القديس توما الذي يحوي كهوف ومدافن قديمة ومغارة الديوان " وكذلك " دير الشيروبيم المغرق في القدم والذي أعيد بناؤه من جديد " بهمة ومساعي وجهود الأم الراحلة الحاجة كاترين أبي حيدر ( طيب الله ثراها وأسكنها مع الأبرار والقديسين ) , وكذلك " دير القديس جاورجيوس الذي رمم وجدد مرات عديدة ومؤخراً وسعت مبانيه ورفعت قبابه " وأنيطت إدارته بكاهن بار من كهنة الرب الحقيقيين الذي ألهب فيه نهضة روحية أنطاكية , وكذلك دير " القديس خريستوفوروس الذي يضم الآن بالإضافة إلى الدير القديم بكهوفه وآثاره الرهبانية , مركز المؤتمرات الأنطاكي الحديث " , ومن تعداد الأديرة إلى ذكر الكنائس القديمة والحديثة , يختتم الكاتب فصله هذا ليذكر " أهم , وأعرق, وأشهر, وأكبر, وأقدس أديرة صيدنايا وأعظمها شأناً وشيوعاً وهو دير سيدة صيدنايا , دير الشاغورة " التي يلفظها أبناء صيدنايا " الشاهورة " أي المشهورة وذائعة الصيت .
وعبر عناوين فصول الكتاب نطالع " ريحانة الجرود", و" تنصر صيدنايا ", و "الثمرة التي برزت من العاقر ", و " دير السيدة ", و " دير السيدة عبر التاريخ ", و " وقفة خشوع وتأمل ", و " اسم الدير ", و " موقع الدير ", و "أقسام الديروأجنحته ", و "الكنيسة ", و "مقام الشاغورة ", و " المتحف والمكتبة ", و " دائرة الرئاسة ", و " دائرة البطريرك ", و " حارة الراهبات ", و " جناح الأيتام ", و " المدرسة ", و " دور الضيافة ", و " عظمة دير سيدة صيدنايا ومكانته العالمية ", ليختتم الكاتب كتابه بالحديث عن " عيد السيدة " واحتفال أهل صيدنايا أولاً به , إلا أنه وبمرور الزمن أصبح عيداً جامعاً وتقليداً من التقاليد المسيحية الثابتة , وينوه الكاتب مشكوراً بأن عيد السيدة هو عيد لأبناء صيدنايا كلها ,ويذكر معاني العيد , والاحتفالات الكنسية بطقوس العيد , والمهرجانات والحفلات والدبكات والأغاني الشعبية المترافقة مع موسم الاحتفال بعيد ميلاد السيدة العذراء في الثامن من أيلول .
ومن الجدير بالذكر أنه صدرت للأستاذ عجاج الزهر عدة كتب ومنها :"دير الشيروبيم " طبعة عام 2004 باللغتين العربية والانكليزية , و "زغاريد وغناني " طبعة عـام 2006 , و " دير القديس جاورجيوس " طبعة عام 2007 باللغتين العربية والانكليزية , و بالإضافة إلى عدة دراسات ومقالات في الإدارة وقوانين العمل نشرت في المجلات والصحف السورية .
وإنني شخصياً أنتهز هذه السطور لأخط للأستاذ عجاج الزهر فائق شكري وعظيم امتناني على مابذله من جهد وما تكبده من مشقة في سبيل إصدار كتبه هذه , كما أرجو أن يقبل شكري الجزيل على إهدائه لي لكتابه القيم " صيدنايا أيقونة الشرق " .

اليان جرجي خباز






اليان جرجي خباز .:. 2010-05-26 19


اليان جرجي خباز