وسواهما من القرى و المدن ,إنها ظاهرة أطفال الشوارع المتسولين ,هؤلاء الأطفال اللذين نجدهم يركضون و يقفزون ,يسرحون و يمرحون ,ينتشرون و ينشطون في الشوارع الرئيسية و أمام المحال التجارية ,تراهم يشلحون بأجسادهم الطرية على السيارات في أثناء وقوفها على الشارات الضوئية ,يتجمعون بسرعة عجيبة ,يرددون أسطوانة حفظوها عن ظهر قلب مفادها طلب مبلغ من المال مهما كان صغيرا(بس خمسة)يحاولون بكل قواهم استدرار العطف و الشفقة ,يلحون بالطلب و الاستجداء لدرجة مقيتة .

هؤلاء الأطفال استسهلوا المهمة و هانت عليهم كما هانت على ذويهم كراماتهم ,و لا نعجب من أن ذويهم قد يدفعونهم الى هذه المهمة أعني مهمة التسول ,ولا نعجب أيضا من أنه قد يكون وراء هؤلاء الصغار أناس كبار السن صغار في النفوس و ضعاف في العقول ,انعدم فيهم الإحساس التربوي و الإنساني يسخرون الأطفال و يجرحون الطفولة ليجنوا ثلاثين من الفضة و يحصلوا على حفنة من الليرات في أخر النهار في أدنى شكل من أشكال النخاسة أو تجارة البشر .

و هنا نقول من المسؤول عن هذه الظاهرة المسيئة إلى الإنسان عامة و الطفولة خاصة؟؟؟

و ما موقف الجهات الرسمية من هذه الممارسات الغير الأخلاقية تجاه الإنسان ؟؟؟؟و ما موقف مخفر صحنايا و الجمعيات الأهلية و المؤسسات التربوية و التعليم الإلزامي ؟؟؟ما موقف الاتحاد النسائي و الطلائع و هيئة الأسرة من هذه الظاهرة الخطيرة؟؟؟؟؟

قد تكمن المهمة الأساسية في الأسرة التي عليها مهمات كثيرة أهمها الوعي و التوعية و بناء الأسرة على أسس سليمة لا تتعرض للخلخلة ,و ترسيخ ثقافة العمل الشريف مهما كان بسيطا.

و للقرار التربوي أهمية كبرى في التطبيق الحازم للتعليم الأساسي .

و لا شك أننا جميعا مسؤولون عن تفشي هذه الظاهرة , و كلنا مدعوون إلى محاربتها و القضاء على أسبابها بالتعاون مع الجهات المعنية التنفيذية ,و عدم السماح للذين يتمادون في الاستخفاف بالطفولة و يمارسون الاتجار بالبشر بأن يهينوا الإنسان و يغتالوا الطفولة و يسرقوا البراءة و البريق و الأمل من عيون الأطفال.

                                                                                                 عفاف لطف الله