2024-09-20 02:34:16
- حق الجيرة يا أشرفيتنا

منذ سنوات وأنا يعتريني قلق شديد أرق ذكرياتي وشوه الصورة الحلوة التي احتفظ بها في مخيلتي .......





وذلك بسبب المباني الحديثة التي تطالعني في جيئتي وذهابي من والى دمشق ، مرد هذا القلق هو أن هذه المباني الجميلة القبيحة والتي تزايدت كثيرا ، بدات تقضم المساحات الخضراء في جنبات الطريق لدى اجتيازنا درب جارتنا الوادعة الأشرفية ،وكنت أتذكر بشوق وأسف رائحة الزيزفون التي تعبق بحافلة أبو حافظ ( الأنتر )أو باص أبو سليمان ( الفارغو الأحمر ) أو فولفو أبوزياد،وهي وسائط النقل المشتركة بيننا وبين جيراننا أهل الأشرفية ، وهي لم تكن وحدها مانشترك به على كل الأحوال، فلطالما تقاسمنا سوية مياهنا وسبينتنا و ظلال الصفصاف، والأفراح والنوائب الصعبة التي تلم بأي عائلة من القريتين التوأمتين صحنايا والأشرفية ، نعم
ياجيرة نعتز بها، كنت قلقا من ان يطال تغيير هذه المدنية الجشعة القاسية من دماثة أخوتنا وأهلنا شباب ورجال مشايخ وأخواتنافي هذه الجارة الغالية علينا الأشرفية.... ؟؟؟؟
لقد كانت الأ شرفية هي أول مايبشرنا بأناوصلنا البيت أو أشرفنا على ذلك عندعودتنا،

ولكن مؤخرا تبدد قلقي عندما شاركنا أخوتنا ومشايخنا وأخواتنا الأشارفة وأنا أحبذ أن أدعوهم الشرفاء وجميع مشايخ وشيب وشباب قريتنا الحبيبة صحنايا ، شاركونا مصابنا الأليم بفقد ولدنا الشاب سميح الغالي والذي لم نكن نريد ألا أن يشاركونا بفرحه ولكن لا اعتراض على حكمة رب العالمين ، ولقد كان لهذه المشاركة عميق الأثر وبالغ المواساة، ولم تعد الاشرفية بشارتنا بقرب
الوصول فقط ، بل هي هي ..... لم تزل تشعرنا بأننا لم نغادر ديارنا عند ذهابنا الى دمشق ،
فيا جيراننا لم تشيد مباني حي القصور عندكم، ألا كي تعبر عن شموخكم وشامتكم ،
ولم تذهب رائحة الزيزفون الا لانها عششت في صدور محبة وزينت زوايا بيوتكم الكريمة شكرا لكم وان شاء الله يساعدنا على مشاركتكم بالأفراح انه حق الجيرة .

ج. ديب . السيوطي .:. 2010-06-27


admin