2024-09-22 21:27:19
- سوريا في وجدان المغتربين

- سوريا في وجدان المغتربين



في عام 1982 زرت كندا وحللت في بيت أخي الحبيب أبو أيهاب غازي ، وكانت مناسبة سعيدة للتعرف على هذا البلد الجميل الكبير وأهم مافيها رؤية أخي الكبير وعائلته الحبيبة وأولاده الغوالي ، اضافة لكل الأهل الأعزاء وتعرفي على أولادهم وأنسباؤهم مما أثلج الصدر
وأشعرني بغبطة عارمة نظرا لما أحاطوني به من كرم الضيافة وجزيل الاهتمام،
وفي أحد الأيام لبيت دعوة على العشاء عند الخال حبيب وكنت برفقة أمرأة الأخ المرحومة نهـــاد والتي لم يبرد ترابها بعد، اضافة الى الحبيبين ايهاب وجان بيير ، وكان احتفاءالخال الحبيب كبيراوعائلته وجميع أنسباؤه ، وتنوعت ألوان الطعام بأشهى ماعرف عن أهلنا في لبنان من ذوق رفيع وقد بذلت امرأة الخال واخواتها الوقت الكافي ليعبروا عن مهارتهن ومحبتهن لنا ، وقد اعتمرت الزيارة بجو حميم يعبر عن العاطفة الحنونة للخال وجميع عائلته تجاهنا ،
ولكن وعند تبادل الأنخاب مع الجميع وكعادته كرر خالنا حبيب شرب كأس الوالد ثم كأس الأخوة ثم الأعمام في سوريا وكنا نجاريه بتودد وشكر وتلافينا نسيانه لأي من الأقارب في الوطن رفع الكأس عاليا وقال في صحة كل السوريين وصعقت عندما سمعت أحدى نسيباته تقول
( مابينشربش) وسألتها عن السبب فقامت بكيل اللوم والاتهام على
السوريين بأنهم سبب بلاء لبنان خرابه ، فتصديت لها بكل حدة قائلا أن كل قطرة دم من جندي في قوات الردع السورية لهي أغلى وأشرف من
كل ممتلكات وبنايات لبنان برمتها ، وساندتني أختي الحبيبة نهاد بكل ماعرف عنها من غيرة عفوية وصادقة على بلدها الغالي سوريا وكالت لها مما يعتمر بصدرها من محبة وصدق وحمية لاتفتر ولاتجامل ، مما دفعنا للاعتذار والانسحاب رغم الحاح الخال علينا وتوبيخه لأخت زوجته دون جدوى، هذه سوريا في صدور الجميع وفي أفئدة الباقين والراحلين منهم على حد سواءلم تتغيري يا أختا فقدناها بالأمس ونفتدقك كل يوم يامن عاشت سوريا في ضميرك وحفظت محبتها حتى في ثراك يامن لم تفلح الغربة وبعد المسافات من ثنيك عن أن تكوني سورية أولا وأخيرا
رحمك الله يا أم ايهاب
ج. ديب . السيوطي .:. 2011-03-29

admin