2024-11-05 03:24:08
- كلنا الجيش ولن نوقع

- كلنا الجيش ولن نوقع




في ذكرى رحيل القائد المجاهد الخالد حافظ الاسد:

من أبرز العناوين التي كتبت في اليوم التالي لرحيله أنه "مات ولم يوقّع"، عبارة اختصرت بها إحدى الصحف العربية في عددها الصادر بتاريخ 11 حزيران 2000 ملامح التجربة السورية خلال الأعوام التي قاد فيها الرئيس الراحل حافظ الأسد البلاد.
وسوريا التي خرج بها الرئيس الراحل من مرحلة الانقلابات والتجاذبات السياسية في الداخل والخارج إلى مرحلة الدولة والاستقرار والموقف والوزن الجيوسياسي وامتلاك الجيش الوطني القوي الذي يعبر عن وحدة الشعب السوري، استطاعت من خلال هذا الانتقال أن تتحول إلى لاعب إقليمي أساسي وصعب، وتكتسب المناعة الكافية كدولة ذات سيادة لمواجهة اختبارات صعبة سواء في مرحلة الحرب الباردة وما تلاها من ظهور النظام العالمي ذو القطب الواحد.
اليوم تقف سوريا مجدداً، بقيادة الرئيس بشار الأسد، في مواجهة مصادر الضغط الخارجي والداخلي ذاته وإنما بأدوات جديدة مضافة للسلاح والمتفجرات والاغتيالات، تتمثل بتوفر غطاء إعلامي عربي وغربي أكثر كثافة وتحريضاً.
ومهما اختلف البعض حول الرؤى والتوجهات السياسية بخصوص السياسات الداخلية لسوريا، لايمكن لأي وطني الاختلاف على ثوابت الوجود السوري ومقوماته حين يتعلق الأمر بموقف سوريا وثابتها القومي واستراتيجيتها السياسية.
يتكرر الزمن وتتكرر المواجهة، ويعود الدم السوري لينزف دفاعاً عن الموقف والثابت والاستراتيجية.... لأجل المطلب الأمريكي ذاته وهو أن "على سوريا أن توقع".
و"التوقيع" المطلوب أمريكيا منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى اليوم ليس مجرد تحريك قلم فوق ورقة... بل المطلوب هو توقيع التنازل عن الوجود بالنسبة للسوريين وقيادتهم...هو صك إذعان كان له هذه المرة، كما كان له في السابق، أذرع داخلية وخارجية تروج له وتسوقه تحت عناوين لا تعد ولا تحصى!!
وكما بقي رفض التوقيع حقيقة تاريخية، ستبقى المواجهة ما بقي الشعب السوري حياً على هذه الأرض.
والجيش الذي أسسه الرئيس حافظ الأسد على أسس وطنية، وطوره الرئيس بشار الأسد يقف اليوم على خط المواجهة مجدداً مع القتلة والمتطرفين، ليحفظ عزة سوريا ويصون الثابت السوري ذاته: كلنا الجيش ولن نوقع.

د.م. حسا م أحمد .:. 2011-06-11


admin