2024-09-22 04:19:20
- سورية..يا أيقونة المجد

ترتسم صورتك بين الخافقين, نرنو اليك ايقونة أغلى ونحفظك قيمة اعلى.. نحفر اسمك على جدران القلب والروح.. يتوقد حبك في وجداناتنا شعلة تضيء لنا الطرق المظلمة..

 تظللنا تحت جناحيك البيضاوين.. تحمينا في حضنك الدافئ تغدق علينا العطاء والأمان.. تزرع فينا القيم والمبادئ.. تقدم لنا بلا حدود ودون حساب..

كم أنت جميل رائع بطبيعتك وعمرانك وصروحك.. بشمسك وصحوك ومطرك.. بجبالك وسواحلك وسهولك.. بمدنك وقراك.. بأشجارك وأزهارك وطيورك.. بأصالتك وعراقتك وتاريخك.. بأمجادك وتراثك وأوابدك .. كم أنت كريم كبير, وكم ضروري أن نعمل لكي نرد لك جزءاً من جمائلك.. نناضل في رحابك الواسعة لنصون بنيانك العالي وخيراتك الوافرة.. نرسمك صورة مشرقة وضاءة في عيون الناس, وهذا حق لك وواجب علينا في كل زمان ومكان.

عندما نكون مقيمين في رحابك فأنت ساكن في احداق العيون وصميم القلوب , ممزوج طيفك في كل قطرة دم وخلية من خلايا الجسد, وعندما نكون بعيدين عنك مكانا نكون أقرب اليك روحا, نحملك في العقل والوجدان..

نحبك حتى الوله.. نخاف عليك من نسمة ريح أو كلمة سوء , نغار عليك.. نفديك..ندافع عنك.. فأنت الأعلى والأغلى دوما .. سقفك يعلو كل السقوف..

وفي الأزمات والصعاب تزدات جذوة الحب ويضطرم لهيب الشوق والقلق والخوف , وتلتهب الحمية والحماسة والعزيمة , وفي الوقت عينه يعلو صوت الضمير الحي , ويتعاظم الشعور بالمسؤولية الكبرى والواجب..

وعذرا ومغفرة منك ايها الغالي اذا قصر واحد منا في قيامه بأي واجب.. عذرا ومغفرة إن لم يستطع أي منا أي يفيك قسطا يسيرا من الدين الكبير المحمول في أعناقنا امانة غالية ووديعة ثمينة.

كم يحز في النفس أن نرى مظهرا يسيء اليك أو تقصيرا يحدث اتجاهك عن قصد أو غير قصد, فالواجب يقتضي أن نشير الى كل خطأ أو تقصير أو هفوة مهما كانت بسيطة صغيرة لتجاوزها وتلافيها ليحل محلها الصواب والصلاح والكمال والخير العميم لتتوسع مساحات الضوء في فضاءاتك الرحيبة .. كما أن الواجب يقضي أن نشير الى كل بقعة مضيئة والى كل مساحة خضراء وشعاع نور واشراقة فكر مهما كانت ضيقة فلا بد لها من أن تتوسع..

وفي خلوة النفس مع ذاتها مفيد وضروري جدا أن يستبطن كل منا ذاته  بجلسة صدق وشفافية وموضوعية ومسؤولية , يحاسب نفسه , يقوم بجردة حساب لذاته , بما قصر وأين تراخى أو وهن أو اساء , وكذلك بما أنجز وقدم وأبدع , ويعود الى ذاته ليصوب المسار ويبدأ من جديد , ففي كل يوم وفي كل ساعة بداية جديدة وولادة جديدة, وفي كل صباح تشرق الشمس بنور ساطع على العالم كله.

الوطن اليوم كما في كل يوم يحتاج الى جهودنا وأفكارنا ونضالاتنا جميعا, وهو يستحق منا التضحية بالغالي والنفيس ليبقى

آمنا مستقرا, بل ليغدو أفضل وأكثر قوة ومنعة وحصانة واشراقا, ولتبقى سورية الحضارة أيقونة التاريخ والمجد.                 

                                        عفاف لطف الله



admin