2024-09-22 04:27:23
الشائعة

===============

الشائعة
أما وأن الشائعة قد انتهت فحق لنا أن نسميها بأبسط الأسماء (تافهة ) وبأعقد الأسماء (دسيسة )فيتوجب علينا والحال هذه ان نعترف بها من حيث هي موجودة وليست صحيحة من حيث الواقع ولذلك فإني أقدم تعريفا موجزا للشائعة مع علمي أنه ليس من اختصاصي ولكنه من واجبي حسب ما أعتقد على الأقل فالشائعة علم قائم بذاته يدرس ويدرس في الجامعات والمجتمعات والتنظيمات وكل مجتمع له شائعاته التي تناسب عقليته وذهنيته وله أدواته المناسبة في تناول الشائعة والشائعة لها هدف بل وقل أهدافا متعددة ومتونعة فمنها ما يتناول الأفراد ومناه من يتناول المجتمعات بكافة مكوناتها ويراد لهذه الشائعة تارة أهدافا نبيلة وتارة أهدافا خسيسة ويتعلق وصف الشائعة بهدف صاحبها وبقوة تأثيرها في المشاع عليه وموقعه من المجتمع ولكل واحد من المجتمع نظرة خاصة إليها والشائعة ذات هدف نبيل حينما تهدف إلى إيقاظ فرد ما أو مجتمع ما أو حكومة بعينها أو جيش بعينه أو تنظيم أن هناك أمرا جللا أو خطرا قادما يحيق بالمشاع عليه وله الحق بل ومن واجبه اتخاذ كافة السبل والحيطة اللازمتين لحماية أمنه المراد وقايته ويختلف السبيل من شخص إلى آخر ومن تنظيم إلى آخر في طرق الحماية منها فمنها 0(ما يزيد الطين بله ) كما حدث مؤخراوالشائعة ذات هدف خسيس عندما تثار لإحباط مجتمع أو جيش أو فرد أو حكم لثني عزمه عن القيام بعمل من شأنه الرفعة والسمو والأخلاق بخلاف ما يريد له صاحب ومطلق الشائعة وهنا يكمن فن التعامل مع الشائعة ودرء مخاطرها وايقاع الوهن والأحباط في مطلقيها والشائعة ذات مكان وزمان فلا تطلق الشائعة اينما كان وكيفما اتفق فهي عادة تطلق بموجهة خيرة المثقفين وابناء المجتمع والقوى التي لها التأثير في مجتمع ما بعينه بما لها من إمكانات معنوية ومادية وثقافية ولا تطلق فيمن هم خلاف ذلك لأن تأثيرهم وتأثر المجتمع بهم محدود أو يكاد يكون معدوما ولا تؤتي الشائعة أوكلها إلا في الطبقة الراقية كما أسلفت والشائعة قد يكون مصدرها شخص ما مازحا أو تنظيم أو جهاز ما قاصدا إلا أنه وبكل الأحوال يجب أن يكون مكان انتشارها مناسبا لعقلية وذهنية الأشخاص المشاع بينهم باعتبارهم حسب قاصدي الشائعة الغوغاء وتجري بهم الشائعة كانتشار النار في الهشير وقد يكون منبعها جهاز ما بعينه داخلي أو خارجي يهدف منها اللعب على تناقضات المجتمع فيدخل عند ذلك مصلحا ذات البين ويستعمل حنكته كحق يراد به باطل ولا بد من أن يكون لصاحب الشائعة أدواته لا سيما المتبرعين بالمجان لنقل هذه الشائعة بشكل ببغاوي دون التفكير بها وبمخاطرها وحيث أن الشائعة كما قلت علم قائم بذاته فلا يتسع هنا المقام ولا المقال في تفنيد الشائعة باعتبارها علم اكاديمي تقوم عليه اجهزة كبيرة لذلك لن استفيض بالشرح وسأكتفي بالحديث عن الشائعة في منطقتنا صحنايا وأشرفية صحنايا من حيث أن هذا المجتمع النبيل المتناغم والمتسامح بكافة مكوناته السياسية والمجتمعية والدينية والوطنية بعائلاته وقواه السياسية التي تعيش بوئام متناه في المحبة والإحترام واحترام الىخر من حيث معتقده وعاداته ولم يعكر (ولن يعكر صفوه أحد ) ولا أي شائعة لذلك فإنه كما يبدو أنه لم يرق لأحد ما هذا التناغم والهدوء فأخذ باللعب على هذا الوتر فمنهم من أطربه هذا العزف فغنى له ومنهم من أزعجه هذا العزف فصم أذنه عنه وحيث أنه لا يمكن ببساطة الوصول إلى هذا (الحدا ) لأن الشائعة ( بنت حرام ويزنى بوالدتها كثيرا وبالتالي لن نعرف أباها )فإني اعتبر أن مطلق الشائعة كائن من كان الذي يريد زعزعة السلم الأهلي في قريتينا قد تم رد كيده إلى نحره ووقع في البطلان والخسران ولم يحصد سوى الشوم الذي أدمى يداه وشوه مقلتاه وتبت يداه كما تبت يدا أبي لهب وتب ولهذا أرغب في طرح الإستبيان التالي
_من كان وراء هذه الشائعة وما الهدف منها
_مدى تأثر المشاع عنهم وضدهم لو كنت مكانهم
_مدى شعور مطلقي الشائعة وشعور الناس بهم لو كنت مكانهم
والإستبيانات عادة ما تكون لسان حال المجتمعات آملا أن أرى نتائج تعكس أخلاق هذا المجتمع وثقافته راجيا أن لا تطالكم شائعة مغرضة مع كل التقدير والإحترام لمن ساهم في مقاومتها وردها ودحضها وتعاطى معها بشلك وطني وغيور آملا لمن تناقلها وتناولها ووسع دائرة انتشارها أن يكون قد تعلم الدرس وسيعلمه لمن حوله وفقا لما يقتضيه ضميره النادم
أبو السلم .:.


أسرة الموقع