2024-09-22 01:21:29
- موسم السليقة في صحنايا -

قاربت صحنايا ان تفقد كثيرا من العادات الاجتماعية و التراثية التي ميزتها كبلدة ريفية

-

قاربت صحنايا ان تفقد كثيرا من العادات الاجتماعية و التراثية التي ميزتها كبلدة ريفية .وحفاظا على هذا التراث من الزوال آثرنا ان نحفظه ولو بالصورة لتتناقله الاجيال علما ان كثيرا من هذه العادات التراثية مفيدة وصحية و طبيعية و كانت يوما ما من ضرورات استمرارية الحياة ,مثل السليقة, الخبز على الصاج, حفظ بعض الخضراوات بطريقة التقديد من عام لعام ....الخ. و سنتكلم الان عن السليقة كما يقال باللهجة الصحناوية و هي طريقة سلق القمح لتحويله بعد ذلك الى برغل حيث ان البرغل غذاء رئيسي للاسرة الريفية و كذلك يصنع من البرغل –الكشك- و هو غذاء لذيذ و رئيسي كذلك . و تكون عملية السليقة قبل عيد الصليب و بعده, و ذلك بتحضير القمح و الخلقينة و هي وعاء كبير يتسع من 100-200كغ قمح, و يتم تحضير الاواني و الادوات من الغرابيل و الاوعية لنشل القمح بعد السلق , و تبدا العملية بتصويل القمح بالماء اي وضعه في اواني كبيرة مثل غربال كبير او قصعة و يتم التصويل لتنظيف القمح من الغبار و القش و الزيوان و غيرها و بعدها يتم وضع القمح في الخلقينة و تضرم النار تحتها .و تبدأ عملية السليقة وتستمر هذه العملية من ساعة الى ساعة و نصف للنزل الواحد اي هذه العملية تسمى نزل و يمكن أن تسلق الأسرة نزل أو أكثر أو تشترك الأسر مع بعضها على أعداد من النزول . و الجميل بالعملية هو اجتماع الأسر و الجيران من قريب و بعيد و يتسامرون خلال الليل حتى الصباح حيث غالباً ما تتم هذه العملية ليلاً و خلال ذلك يقومون بشوي و سلق العرانيس – الذرة – و شوي البطاطا و البصل و أحياناً اللحم في جمر السليق .و إن عملية السليق تعتمد على كثرة العدد و ذلك من أجل جمالية السهرة و من أجل المساعدة و التعاون في عملية نشل القمح من الخلقينة عندما ينضج (مع مراعاة عدم التفسخ ). ووضعه في مكان نظيف في أرض الدار حيث نتكلم عن الدور العربية . هذه واحدة من الأشياء التراثية التي لم تزل موجودة و لكن بنسبة 10% مما كانت عليه قبل 20 – 30 سنة و ما قبل .



admin