2024-09-21 21:26:02
- رضا الناس غاية لا تُدرك

رضا الناس غاية لا تُدرك




يقول الشاعر:

ضحكت فقالوا: ألا تحتشم؟ *** بكيت فقالوا: ألا تبتسم؟
بسمت فقالوا: يرائي بها *** عبست فقالوا: بدا ما كتم
صمت فقالوا: كليل اللسان *** نطقت فقالوا: كثير الكلم
حلمت فقالوا: صنيع جبان *** ولو كان مقتدراً لانتقم
بسلت فقالوا: لِطَيْشٍ به *** وما كان مجترئا لو حكم
يقولون شذَّ, إذ قلت لا *** وإمّعة حين وافقتهم
فأيقنت أني مهما أردت *** رضا الناس فلا بد من أن أذم

لم أعرف من هو قائل هذه الأبيات فبعضهم يذكر أنها للدكتور محمد بن ظافر الشهري والبعض يقول إنها للشاعرالمصري محمد منصور...وبغض النظر عن قائلها فهي تتحدث عن أمر واقعي يحدث معنا بشكل يومي يختصره المثل القائل: رضا الناس غاية لا تدرك...

وأسوق لكم اليوم بعض الروايات التي تحمل المعنى ذاته..


قال ياقوت الحموي في معجم الأدباء

وحدث يونس بن عبد الأعلى الصدفي قال: قال لي الشافعي رضي الله عنه:
يا أبا موسى، رضا الناس غاية لا تدرك، ما أقوله لك إلا نصحا، ليس إلى السلامة من الناس سبيل، فانظر ما فيه صلاح نفسك فالزمه، ودع الناس وما هم فيه
---------------------------------

في الأمثال لأبي عبيد القاسم بن سلام قال : ( الأمثال في المعايب والذم - باب المثل في الذم لسوء معاشرة الناس:
وقال أبو الدرداء أيضاً: " إنَّ قارضتهم قارضوك، وإنَّ تركتهم لم يتركوك "
وقد فسرنا هذا في غريب الحديث ومن ذم عشرة الناس قول لبيد بن ربيعة:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب
يتأكلون مذمة وخيانة ... ويعاب قائلهم وإنَّ لم يشغب
فكانت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تنشد بيت لبيد هذا، ثم تقول: " يرحم الله لبيداً، فكيف لو أدرك زماننا هذا! " وكان أبن أختها عروة بن الزبير يذكر كلام عائشة، ثم يقول: " يرحم الله عائشة، فكيف لو أدركت زماننا هذا! " ومن أمثال اكثم بن صيفي: رضا الناس غاية لا تدرك.)
----------------------------

يحكى أنه كان هناك رجلا وابنه معهم حمار، وكان الرجل وابنه يمشون على أقدامهم فمروا بقرية وسمعوا بعض الرجال يتكلمون عنهم ويقولون الحمار خلقه الله للركوب وهذا الرجل وابنه يمشون على أقدامهم في هذا الجو الحار فأكملوا مسيرهم وقبل وصولهم إلى القرية الثانية ركبا الحمار فسمعوا رجال القرية يتكلمون ويقولون ان هذا الرجل ليس في قلبه رحمة فكيف يركب هو وابنه هذا الحمار
فأكملوا مسيرهم وقبل وصولهم إلى القرية الثالثة نزل الولد وترك والده على الحمار فسمع رجال القرية يتكلمون ويقولون ان هذا الرجل ليس في قلبه رحمة فكيف يترك ابنه الصغير يمشي في هذه الرمضاء وهو راكب الحمار وهو الرجل الكبير ويستطيع التحمل. فأكملوا مسيرهم وقبل وصولهم إلى القرية الرابعة ركب الولد الحمار ومشى والده على قدميه فسمع رجال القرية يقولون: هذا جيل غريب فكيف يسمح هذا الولد النشيط لنفسه بركوب الحمار ويترك والده الكبير في السن يمشي على قدميه ... فقال الرجل لولده:
(إرضاء الناس غاية لا تدرك)
--------------------------------------

ودمتم بخير... د. شاهين


د. شاهين .:. 2011-09-21

admin