المواطن والمواطنة والوطنية مفاهيم اساسية في المجتمع متلازمة ومتداخلة فالمواطن الصالح هو من يحب وطنه ويغار عليه من أي سوء أو اذى يدافع عن كل ذرة تراب أو قطرة ماء أو بارقة ضوء فيه .. يسترخص دمه وروحه لكي يحيا وطنه سليماً معافى , والمواطن الصالح هو الوطني الذي يحافظ على خيرات وطنه من الهدر ويصون منشأته من التخريب, ويحترم اخاه في الوطن والإنسانية , يعمل بكل جهوده لتطوير بلده واعماره واعلاء شأنه , يحاور حواراً بناءً ويناقش بموضوعية , يتعاون مع أبناء وطنه لمحاربة الخطأ  والفساد وتعزيز الصواب والصلاح , يقدم أفكاره وجهوده , يسخر طاقاته وخبراته لازدهار الوطن ونمائه .

والمواطن الحقيقي يحترم القانون , ولا يجعل منه حبلاً يقفز فوقه أو يزحف تحته ليتجاوزه, بل يحرص على تطبيقه بكل احترام واقتناع ورضا ومسؤولية .

المواطن الحقيقي مسؤول عن تبعات ومهمات يتطلبها القانون , كما أن القانون يوحد ابناء المجتمع ويقرب بعضهم من بعض, ويصهرهم في بوتقة من المحبة والألفة والتعاون والتأزر والمسؤولية فيما يشكل الوحدة الوطنية .

وفي الوقت نفسه لابد للقانون من أن يراعي مصالح المواطن وينصفه وهو يعني ضرورة تطوير القانون وتطويعه لما فيه خير المواطن والوطن, فلا يقف أو يتجمد بل يراعي تطور الزمن , يتجدد كلما دعت الحاجة , وعندما يكتشف أن فيه ثغرات أو نواقص ليتم تلافيها أو اخطاء لتصحيحها , فالقانون يجدد شبابه دوما , كل عقد من الزمان ليتطور ويقدم خدمات أفضل للمواطن والوطن.

إن تطبيق القانون يحقق العدالة الاجتماعية والسيادة الوطنية كما يوفر النفع والامن والاطمئنان للجميع .. إنه يحمي الوطن والموطن.

                                         عفاف لطف الله