2024-09-21 04:46:46
- صباح بكت فيه دمشق

ككل صباحاتها استيقظت دمشق مبكرة في يوم جمعتها الحزين ,



ككل صباحاتها استيقظت دمشق مبكرة في يوم جمعتها الحزين , فقد اعتادت أن تبادل أولادها التحية فترسل لهم مع نسائم قاسيون قولها صباح الخير فيرد أبناء الشام عليها باجراس الكنائس و عبر مآذن الجوامع "حي على الفلاح", لكن هذا الصباح كان مختلفا فبعد أن أرسلت دمشق تحيتها وانتظرت رد أبنائها سمعت صوتا غريبا صوتا رهيبا اهتزت لهوله أركانها وصرخت هذا ليس صوت أولادي هذا صوت غريب صوت دخيل ومقيت, ما اعتدت عليه .. وبكت دمشق فقد علمت أن مكروها أصاب أبنائها , سالت دموعها حتى امتزجت بمياه بردى .. وبعد قليل امتلأت شرايين بردى دموعا , فقد بكى كل السوريين في كل أنحاء العالم , فما اعتادوا أن يروا أمهم دمشق تبكي ...وهنا وقفت دمشق ومسحت دموعها ونادت أبناءها : كفوا عن البكاء وامسحوا الدمع ولملموا أشلاء أخوتكم واتبعوني , وسارت بأبنائها الى الجامع الأموي ومن هناك نثرت أجسادهم العطرة في مدنها مثل زهر الياسمين وعادت دمشق ووقفت على قمة قاسيونها وصاحت : أبنائي أينما كنتم لاتخافوا فأنا موجودة من قبلهم ,وكم مر فوق ترابي طامعين وحاقدين وفاسدين , كلهم رحلوا وبقيت أنا فأنا دمشق , هيا يا أبنائي عودوا الى حياتكم , فغدا يوم آخر أشم عطره منذ الآن ملفحا بالحب والسلام والأمان مادمتم معي ,وما دمت أنا الشام فستصبحون على وطن .
مهداة الى السوريين في المغتربات والجولان السوري المحتل.
نجوى شعلان .:. 2011-12-24


admin