2024-10-18 01:22:37
منه نظام ومنه معارضة (اثنين بواحد)..

منه نظام ومنه معارضة (اثنين بواحد)..

منه نظام ومنه معارضة (اثنين بواحد)..
مقالات واراء

من شأن النظام ان يقول ما يقول وان يدعي بانه سار في درب الاصلاح وانه اصلح بالفعل وتطورت الامور نحو مزيد من الحريات العامة والديموقراطية، ويبقى علينا ان نصدق هذه الادعاءات حتى نستطيع ان نسير في ركبها وندعمها كمواطنين.


 

اساس الاصلاح كما نادى به المجتمع المدني في سوريا منذ العام 2000 هو سياسي، وقتها قمعت هذه الدعوات وقيل بالاصلاح الاقتصادي وسرنا مع السائرين في ركبه على مبدأ افضل الموجود، والاصلاح من الداخل والاصلاح التدريجي الخ..

 

واليوم ثبتت بالدليل القاطع فشل هذه المقولة وبأن اي اصلاح لا يعتمد الاصلاح السياسي اولا، فانه سيبوء بالفشل واعتقد بان التجربة التي خضناها غنية بالمرارة والالم لكي نتعلم منها.

 

وعليه فان اساس الاصلاح وروحه يتعلق بالحريات العامة وحرية التعبير وانشاء الاحزاب وتداول السلطة، وانا اضيف فصل النظام الحاكم عن الدولة وتدعيم المؤسسات والغاء الشخصنة وعدم ربط مصير البلد باشخاص ان ذهبوا ذهبت البلد معهم، اعتقد باننا كلنا متفقون على هذا الكلام.

 

رغم الاصلاح الكبير (على الورق) والكلام على التلفزيونات الاكبر، دستور واحزاب وقوانين.. الخ

 

فان انعكاس هذه الاصلاحات العملاقة التي اتخذت في وقت حرج وقياسي، لم تأت بأي نتائج "مجهرية" على ارض الواقع بل على العكس تماما عادت بنا على صعيد الممارسة في علم "المربعات" الى مربع ما قبل التسعينيات.

 

بحكم عملي بالشأن العام واتصالي مع الكثير من الافراد من مختلف السويات والمذاهب والقوميات فاني ساعرض للرأي العام ثلاثة حوادث تدلل بأن كل ما جرى، وكل الثمن الباهظ الذي دفعناه لنحصل على "شوية" حرية.. لم يقنع بعض الجهات بان تجعلنا "نشم" رائحتها.

 

واقصد تماما ما يشكل لب المشكلة وهو الحكم الامني والدولة البولسية.

والامثلة هي لوقائع تحققت منها بنفسي وهي وقائع حقيقية لاشخاص اعرفهم جيدا وهم من انتماءات مختلفة (مع الاسف سنتكلم بهذه الطريقة لكي ندلل ان الموضوع ليس له اي علاقة بالطائفية او الاديان)، والامثلة ليس لها علاقة بالثورة ولا بالمسلحين ولا الصراع القائم.. هي امثلة طالت اناس (حياديين او ربما منهم مؤيدين ضمنيا) ليس لهم في كل ما يجري..

 

المثال الاول هو استدعاء امني لفتاة ليس لها في السياسة ولا في اخواتها، لفرع من افرع "المداهمة" في احد المؤسسات الامنية، وبعد الرعب الذي عاشته هذه الفتاة حين تم تبليغ والدها بالاستدعاء، وبعد "لمة" المشاورات، واستدعاء الواسطات والمعارف وتضرع الرحمة والدعاء بالسلامة.. ذهبت الفتاة التي تبلغ من العمر حوالي الـ 30 عاما وبعد انتظار و"سين وجيم" عُلم بان جار هذه الفتاة سمعها من وراء الحائط في لحظة غضب تقول "خلي يخلصونا بقى" واعتبر هذا تطاولا على الذات الالهية ولذلك تم استدعائها ليتأكدوا (الشباب) من ان "الايمان" ثابت لدى الفتاة قبل ان تنزلق في نار "الكفر" والضلال..

 

والحمد الله بعد ان اقسمت ايمان الولاء.. تم تركها مع التحذير بانها تحت اللحظ والمراقبة..

 

المثال الثاني استاذ مساعد في احدى الجامعات الحكومية، التهمة ايضا بعض العبارات التي كتبها "المغضوب" على الفيس بوك والتي يُشتّم منها تحريضا ضد النظام، فدخل صاحبنا سيناريو يشبه سيناريو الفتاة، واغلق بعدها صفحته على الفيس وبوك وفمه (بالمعية) واقسم الا يفتحه غير في مناسبات الاذكار والدعاء..

 

المثال الثالث الذي يمكن ان نتكلم بالاسم عن صاحبه لان قصته اصبحت معروفة، هي قصة الفتاة يارا ميشيل شماس، التي كتب على صفحة الدعوة لاطلاق سراحها ما يلي:

الاسم: يارا ميشال شماس 
العمر: 21 سنة
تاريخ الميلاد: 8/9/1990
الشهادة: المعهد التقاني للحاسوب 2010
تاريخ الاعتقال: 7/3/2012
الجهة الأمنية: الفرع 235 (فرع فلسطين (
مكان الاعتقال: مقهى نينار بدمشق باب شرقي.

 

عجب واستفهام وذهول..  مالذي من الممكن ان تكون فعلته هذه الشابة الصغيرة لكي يتم اعتقالها من قبل فرع "فلسطين"، هل يمكن ان تكون سلفية، مسلحة، عرعورية، متآمرة على القضية المركزية؟؟!!، سنترك لكم الاحتمالات، واخشى عليها من تلفيق التهم لتبرير هذا الفعل الشنيع (كما تم في حالات مشابهة)..

 

والغاية من عرض الحالات القريبة هذه (اي التي تمت منذ ايام)، ان نوصل رسالة الى قيادات الاصلاح، في سوريا مفادها، اذا اردتم منا ان نسير في ركب اصلاحاتكم، دعونا نؤمن بها من خلال الاعمال لا التنظير و"الهوبرة" على التلفزيونات.

 

كيف سنمارس حرية التعبير، ونقول ما يجب قوله، ونؤسس الاحزاب، وننتمي للمعارضة (الشريفة؟!) ونقول ما يجب قوله من اجل تحصين البلد من كوارث مماثلة للتي نعيشها اليوم..؟

اذا كنتم ما زلتم تلاحقوننا على كلمة قلناها وراء الحيطان  وعبارة كتبناها على صفحة افتراضية، وتستمرون في سياسة الاعتقالات لشباب في عمر الورد من قبل جهات ليست ذات اختصاص (يفترض هذا في ظل الدستور الجديد وجردة قوانين الاصلاح)؟

الا اذا كان مفهوم حرية التعبير والاصلاح وتشكيل حكومة ومعارضة، هو على شاكلة ما صرح به محلل معروف على التلفزيون حينما سأل عن المعارضة في سوريا وقال ان المعارضة الكبيرة في سوريا هي ضمن النظام؟؟؟؟ وان المعارض الاول في سوريا هو رئيس البلاد؟؟!!!!!

بمعنى انه لا نتعب انفسنا ولا نجتهد، فـ "الشباب" سيقومون "بالشغل كله"؟!



admin