2024-09-21 09:56:16
من الترح إلى الفرح

من الترح إلى الفرح

من الترح إلى الفرح
حياتنا كلها حزن وترح.... خالية تماماً من أي فرح...
كأننا في وباء ينتشر بين كل الناس... يكوي ويجرح...

ما هو سبب كل هذا الشقاء؟ هل هو وباء أم ابتلاء؟
هل له علاقة بأقدار السماء، أم أنه من الجهل والغباء؟

وإذا كان الترح يعدي لهذه الدرجة ونقبله دون سؤال...
لماذا لا تنتشر بيننا عدوى الفرح والمرح والاحتفال؟

سؤال ضروري للحالة البائسة اليائسة التي نعيشها...
وعلينا فوراً أن نخرج منها.
كلامك صحيح... كل شخص تصله عدوى الحزن، ويحمل جروحاً من أناس آخرين... فأنت منذ البداية تعيشين في مجتمع مريض، الناس فيه مليئون بالغضب والكراهية ويستمتعون بإيذاء بعضهم... حتى دون أي سبب أو عتب...
هذا هو المستوى الظاهري الذي يمكن أن يُرى ويُفهم بسهولة.

لكن هناك مستويات عميقة مرهفة أكثر... هناك ما يُسمّى بالجهل والجهلاء من رجال الدين والقديسين الذين يصنعون فيك الشعور بعقدة الذنب، الذين يُدينونك ويلومونك بالذنب والعيب وأنك أتيتِ إلى الدنيا عبر الخطيئة العظمى، ويحذّرونك ويُرعبونك من الزنى والشهوة، بالفرض والإجبار دون شرح وعلم واختبار...
يُعطونك أفكاراً تصنع البؤس فيك وفي الناس من حولك... وكلما كانت الفكرة أقدم قبلها الناس بسهولة أكبر... وكل شخص في العالم يقول:
"إننا نعيش في عالم الشهوات والمفاتن، نعيش في الدنيا التافهة الفانية، كلنا آثمون مذنبون نعيش الخطيئة والزنى كل يوم..."
وطبعاً... كل هؤلاء الناس... الملايين منهم لا يمكن أن يكونوا مخطئين!
لكن أكثر الناس للحق كارهون....
إنني الوحيد الذي يقول لك أنك "أنت" اخترتِ أن تعيشي في البؤس والحزن والكآبة... إنه خيارك أنت بالتحديد لا ذنوب واعتداءات الآخرين...
تستطيعين رميها كلها في الحال.. والبدء برقصة الفرح والمرح والجمال.. في غبطة وسعادة واحتفال... لكن الجرح عميق.... والمرء يعتاد كثيراً على همه ومعاناته، حتى أنه يتعلّق بها كما لو أنها تُعطيه راحةً معيّنة.... لكنها لا تُعطيك إلا حياةً في جهنم!
لكن جهنم هذه الخاصة بك يدعمها كلّ مَن حولك، لماذا؟ السبب العميق هو:

إذا كنتِ تعيسة ستجدين أن أي شخص قد يتعاطف معك

هل سبقَ وفكّرتِ بهذا الموضوع؟؟

عندما تكوني تعيسة، فإن أولئك الناس المتعاطفين معك يُغذّون تعاستك!
هل سبقَ لك أن رأيتِ أحداً متعاطفاً معك عندما تكوني راقصة من الفرح؟
عندما تكوني سعيدة مبتهجة سيكون الناس حسّاداً غيورين لا متعاطفين...
يجب تغيير كل أساسات الحياة التي نعيشها... وعلى الناس أن يكونوا متعاطفين فقط عندما يتواجد السرور والفرح والمرح، لأنك بتعاطفك هذا ستُقوّي وتُغذّي هذا النور والسرور...
قُم بتغذية الفرح ولا تُغذي الحزن والجرح...
عندما يكون الشخص بائساً: كُن رحيماً معه، لا متعاطفاً... وأوضح تماماً أن هذا البؤس هو خياره هو بالذات.

موقع بيت الحق

علاء

علاء