2024-10-17 23:11:20
- الجرة المتشققة

- الجرة المتشققة

- الجرة المتشققة


كان يا مكان رجل يحمل على رقبته جرتين كبيرتين معلقتين على طَرفي عصا، وكانت إحدى الجرتين سليمة تعطي نصيبها من الماء كاملا بعد نهاية مشواره الطويل من النبع إلى البيت، بينما الأخرى مشققة ودائما ما تصل في نصف عبوتها
استمر هذا الحال يومياً ولمدة عامين، والجرة السليمة فخورة بإنجازاتها التي صُنعت من أجلها، بينما الجرة المشققة خَجِلة من عِلتها وتشعر بالتعاسة لأنها تؤدي فقط نصف ما يجب أن تؤديه من مهمة وبعد مرور عامين من إحساسها بالفشل الذريع خاطبت حامل الماء عند النبع قائلة " أنا خجلة من نفسي وأود الاعتذار منك إذ إني كنت أعطي نصف حمولتي بسبب الشق الموجود في جنبي والذي يسبب تسرب الماء طيلة الطريق إلى منزلك ونتيجة للعيوب الموجودة فيّ تقوم بكل العمل ولا تحصل على حجم جهدك كاملا..

شعر حامل الماء بالأسى حيال الجرة المشقوقة، وقال في غمرة شفقته عليها: عندما نعود إلى المنزل أرجو أن تلاحظي تلك الأزهار الجميلة على طول الممر..

وعند صعودهما الجبل لاحظت الجرة المشقوقة بالفعل أن الشمس تأتي من خلال تلك الأزهار البرية على جانب الممر، وقد أثلج ذلك صدرها بعض الشيء، ولكنها شعرت بالأسى عند نهاية الطريق حيث إنها سربت نصف حمولتها واعتذرت مرة أخرى إلى حامل الماء عن إخفاقها..

فقاطعها قائلا: هل لاحظت وجود الأزهار في جانبك من الممر فقط؟ وليس في جانب الجرة الأخرى؟

قالت -بدهشة-: نعم..!؟؟

فقال: ذلك لأني كنت أعرف دائما عن صدعك، وقد زرعت بذور الأزهار في جهتك من الطريق.

ايها الاحباء لكل منا عمله ومهمته في هذه الحياة مهما كان هذا الانسان ،ان كان سليما معافى(كالجرة الصحيحة)، او كان مريضا او ذا حاجة خاصة - معاق - ( كالجرة المتشققة)، لذلك يجب الا يتباهى احدنا على الاخر بما يعمل او يقدم او ينجز ، لان لكل انسان موهبة منحه الله اياها لكي يثمر من خلالها اعمالا تختلف من واحد لاخر على اختلاف النعم والمواهب.............
فلنقبل الاخر مهما كان ونقدر عمله حتى ولو كان مختلفا عنا ،لكي نبتهج جميعا فيما هو لمجد الله.
نقلها الاب ملاتيوس شحادة زعفران-نيو يورك .:. 2009-05-15


admin