2024-09-19 11:46:43
.. اسق العطاش..

في فصل الصيف تشتد الحرارة و يتسع الوقت أمام الأطفال و الشباب فتراهم ينتشون في أماكن متعددة لقضاء ساعات الفراغ و الكثير منهم يقصدون المسابح التي باتت منتشرة هنا و هناك.

.. اسق العطاش..

 

في فصل الصيف تشتد الحرارة و يتسع الوقت أمام الأطفال و الشباب فتراهم ينتشون في أماكن متعددة لقضاء ساعات الفراغ و الكثير منهم يقصدون المسابح التي باتت منتشرة هنا و هناك.

و بين عشية و ضحاها وجدنا في صحنايا عشرات إن لم نقل مئات المسابح القابعة في مزارع أو بساتين يؤمها أفراد أو أسر ينشدون الراحة بين أحضان الطبيعة الصحناوية البديعة جانب أشجار الزيتون العريقة و كروم العنب النضرة و بساتين الفواكه و الخضار المحفوفة بالورود الملونة التي تضفي المتعة و الأنس و تبعث مشاعر التفاؤل و السعادة.

و لا شك في أن التمتع بالطبيعة و ممارسة الرياضة أمر ضروري بل حاجة ماسة للانسان لا بد من اروائها بين حين و آخر, و لكن أن تمنح تراخيص المسابح أو تقام المسابح عشوائيا فهذا أمر يحتاج إلى إمعان النظر جيدا .

و لاشك في أن المياه التي تستخدم في المسابح مصدرها الشبكة الرئيسية التي تروي الناس و تساعدهم على قضاء حاجاتهم اليومية, و قد يكون مصدرها آبار حفرت عشوائيا و جذبت المياه إليها من مصادر الشبكة العامة مما أفضى إلى شح المياه و ضعف تغذية الشبكة العامة و هذا بدوره أدى إلى نقص المياه أو انقطاعها عن المنازل و عطش السكان و استجارتهم الدائمة و شكواهم التي تتردد اصدؤها في كل مكان و في كل حين , و قد أصبح حديث الماء قاسما مشتركا بين الجميع .

أجل بعض الناس عطاش , و لكن بعضهم يسبحون في مسابح و ينعمون بمياه غزيرة ومن يدري فقد تعباء مياه المسابح بعد استخدامها في الصهاريج و تذهب إلى المنازل للشرب أو أعمال الطهي و سائر الحاجات المنزلية.

و ثمة همسه أخرى يمكن بثها فان المسابح عامة فوق ذلك كله تشكل بؤرا ضارة و غير صحية و قد تكون أحد أسباب الأمراض و ليس ادل على ذلك من أنه عندما ينتشر مرض أو وباء فان أول إجراء رسمي يتخذ هو إغلاق المسابح.

فيا ناس و يا أو لي الأمر رفقا بالعطاش من أهل صحنايا الطيبين الذين يستحقون كل محبة و اهتمام و احترام, هؤلاء الناس الذين يحتضنون في بلدتهم الرائعة و في قلوبهم الدافئة أضعاف أضعاف عددهم من المواطنين من المدن و القرى السورية و غيرها و هم يعيشون في صحنايا مكرمين معززين بمحبة أهلها و طيبتهم و احترامهم .

إن المهم و الأهم أن يشرب الناس و يقضوا حاجاتهم المنزلية الضرورية وليس المهم أن يسبحوا في مسابح غير مرخصة و غير صحية , و ليس مسموحا أبدا أن تغسل السيارات أو تشطف الطرقات أو تسقى النباتات من مياه الشرب.

و على الرغم من الجهود الكبيرة التي تقوم بها وحدة صحنايا للمياه فلا تزال المشكلة قائمة و تحتاج إلى حلول و تحتاج إلى تضافر الجهود و تعاون الجميع في محاربة الجفاف و التصدي له و الحفاظ على توازن مائي منطقي يضمن حقوق الناس.

 

 

                                                                                          عفاف لطف الله



admin