2024-09-20 16:38:19
- النذور

- النذور

- النذور


من منا لم تغلق الدنيا أبوابها في وجهه، ومن منا لم يتعرض لمشاكل وهموم تفوق طاقته، عندها يفقد الإنسان السيطرة، ويشعر بنفسه أنه مقيد بأغلال القدر، ينتج لدينا هنا طقس روحي بامتياز، يحاول الإنسان أن يفعل كل ما يستطيع ليصل إلى الرضا، فالنذر حالة تجعل الأشخاص يشعرون أنهم أكثر اهتماماً بمشاكلهم عن غيرهم ممن لا ينذرون
أن النذور هي عبارة عن عادة قديمة ومتوارثة، وهي إجمالاً حالة روحية تخلق بين العبد وربه، يتوسطها هذا العمل الصالح الذي يقوم به الشخص ليتقرب من الله، أو ليشعر بالرضا عن نفسه ويبعث السكينة في قلبه، ليصبر على ما ابتلي أو ليحقق له رغبته وهو رد فعل للفرد الذي يشعر بالتقصير تجاه بعض الأمور، لذلك يجور على نفسه ويقسو من أجل محاولة الوصول إلى ما يريد، وأحياناً ليس بالضرورة أن يكون مطلب الشخص هو تحقيق الهدف، بل طقس خاص تفرضه العادة، للتقرب روحانياً من الله، فنسمع قصصاً قديمة عن سفر بعض الأشخاص حفاة إلى مكان مقدس


وطبعا لكل ناذر طلبه الخاص ونذره الخاص
فمنهم من يطلب طلباً كبيراً، فينذر مبلغاً مادياً ضخماً لأماكن العبادة أو لدور اليتامى والمسنين، ومنهم الطلب الصغير الذي يكون نذره توزيع الخبز على الجيران بقيمة مالية معينة».
تتنوع النذور ويتفنن بها أشخاصها، وهي لا تقتصر على زمان أو مكان أو هي حكر على سن معينة، فمنهم من ينذر أشياء مادية، ومنهم بأخرى معنوية، بعضها سهلة، وبعضها الآخر صعبة وشاقة، ولا سيما أن الإمكانيات المادية منذ زمن قديم كانت متواضعة جداً، لذلك اقتصرت النذور على الأشياء المعنوية ، وباعتقادي أن النساء هم أكثر الأشخاص الناذرين، ولا سيما الفتيات المقبلات على الزواج أو على الولادة، ومنهم من يذبح المواشي ولكن بشرط ألا يأكل من لحم أضحيته، وكل هذا في سبيل أن يشعر الإنسان أنه يقدم شيء مقابل الوصول إلى ما يريد،
بعيداً عن الاعتبارات الدينية وعدم الخوض في التحليل والتحريم، النذر شكل من أشكال التواصل والتأقلم مع

معطيات الحياة، فالماشي على الشوك، وموزع الذبائح، وناذر الخبز، ومعطي المال،.. الخ، جميعهم سترتسم على محياهم ابتسامة رضا، تخرجهم ولو لحظياً من محنتهم، بغض النظر إن تحقق المطلوب أو لا.

صحناوية .:. 2009-06-25

صحناوية .:.