2024-09-19 18:56:40 | ||
حاضرة لكنها مغيّبة |
لقد بات معلوما أن مقياس تحضر المجتمع –أي مجتمع كبيرا كان أم صغيرا-مرهون بمكانة المرأة في هذا المجتمع و مدى إسهامها في صناعة الحياة المعاصرة و تطويرها و مدى مشاركتها في الحياة العامة في سائر القطاعات, زراعية و صناعية و تجارية و خدمية و ثقافية و اجتماعية و حاضرة لكنها مغيّبة لقد بات معلوما أن مقياس تحضر المجتمع –أي مجتمع كبيرا كان أم صغيرا-مرهون بمكانة المرأة في هذا المجتمع و مدى إسهامها في صناعة الحياة المعاصرة و تطويرها و مدى مشاركتها في الحياة العامة في سائر القطاعات, زراعية و صناعية و تجارية و خدمية و ثقافية و اجتماعية و تربوية......و كل بناء يبقى منقوصا ما لم يشارك فيه جناحا المجتمع أعني الرجل و المرأة و بلا شك قطعت المرأة في سوريا أشواطا كبيرة واسعة في مختلف ميادين العمل و الإنتاج, و تبوأت مهمات و مسؤوليات جسيمة و وصلت الى حتى ذروة الهرم الوظيفي والقيادي و العلمي و الثقافي و العملي ,و أصبحت مثالا يحتذى به في الأقطار العربية . و بلدتنا الحبيبة صحنايا تمثل أحد المجتمعات السورية التي كانت المرأة فيها و لا تزال نموذجا للدأب و العمل و العطاء و الابداع , لقد تميزت المرأة في صحنايا على مر الزمن بمحبتها اللا محدودة لاسرتها و حفاظها عليها و حسن رعايتها لابنائها و أفراد أسرتها, إنها ربة منزل من الطراز الأول و ربة أسرة متماسكة تصونها في القلب و العينين ,كما تميزت المرأة في صحنايا بإخلاصها لعملها و باجتهادها و إبداعها و عطاءاتها و تضحيتها , وقد شقت طريق العلم و النور في أصعب الظروف و احلكها و تحملت المشقات و الصعوبات و ناضلت ببسالة لكي تتعلم منذ بدايات القرن الماضي ,و كان من صحنايا نساء رائدات و سيدات عظيمات هن موضع فخر و اعتزاز, و قاومت المرأة في صحنايا المستعمر و خطت صفحات مشرقة في هذا المجال و أسهمت في كتابة تاريخ هذه البلدة بحروف من نور و عبير . و تابعت المرأة مسيرة نضالها في العلم و العمل و العطاء و الإنتاج فنجدها الآن طبيبة و مهندسة و مدرسة و موظفة و أستاذة جامعية و كاتبة و عضوا قياديا و عاملة و فلاحة تكدح و تناضل في ميادين الحياة و ترسم بصمات نيرة في مسيرة المجتمع. و لكن فيما نلاحظه في هذه الآونة أن المرأة في صحنايا تغيب أو تغيّب عن كثير من المجالات و القضايا الحيوية في بلدتها و هي بحاجة إليها , فهي مغيبة عن المجلس المحلي و عن اللجان التي تنبثق عنه , و مغيبة عن اللقاءات الاجتماعية و الجماهيرية التي تخص البلدة , و مغيبة عن التخطيط لمستقبل البلدة و معالجة قضاياها و حل مشكلاتها و سوى ذلك . نقولها بملء الفم إلى من يهمه الأمر:لماذا تغيب المرأة في صحنايا مع أنها جديرة بأن تكون حاضره في كل ما يخص البلدة من قضايا حيوية هامة , فالطائر لا يحلق إلا بجناحيه و المجتمع لا يتطور و لا يزدهر إلا بنصفيه الرجل و المرأة . عفاف لطف الله عفاف لطف الله |