2024-09-19 17:13:26
عايدة تكافح بالتاكسي من أجل تربية الأبناء

لم يكن اختيار مؤلف فيلم "سيد العاطفي" لمهنة سائقة التاكسي كمهنةٍ تعمل بها بطلة الفيلم عبلة كامل، إلا من قبيل طابع الكوميديا الذي صبغه على فيلمه، وكأنه يريد أن يقول إن هذه المهنة من النادر أن تعمل بها سيدة.


على خطى عبلة كامل في "سيد العاطفي"
عايدة تكافح بالتاكسي من أجل تربية الأبناء 
 
عايدة لم تتعبها قيادة التاكسي وأتعبها سخرية الزبائن
عايدة لم تتعبها قيادة التاكسي وأتعبها سخرية الزبائن
 
القاهرة- حازم محمود

لم يكن اختيار مؤلف فيلم "سيد العاطفي" لمهنة سائقة التاكسي كمهنةٍ تعمل بها بطلة الفيلم عبلة كامل، إلا من قبيل طابع الكوميديا الذي صبغه على فيلمه، وكأنه يريد أن يقول إن هذه المهنة من النادر أن تعمل بها سيدة.

ولكن، ما لا قد يعلمه مؤلف الفيلم أن دفاتر نقابة العاملين بالنقل البري بمصر، تحمل مفاجأة، وهي وجود عضوات يعملن كسائقات للتاكسي منذ عام 1970، أشهرهن "عايدة" التي اختارت لنفسها هذه المهنة ضاربةً عرض الحائط بمن يقول لها إنها مهنة ذكورية.

 

وعن دوافع التحاقها بها تقول: "زوجي يعمل حرفيًّا.. يوم يعمل وآخر لا.. فكرت في مساعدته على تحمل أعباء المعيشة، فلم أجد إلا الاستفادة من مهارة كنت تعلمتها وهي قيادة السيارات".

 

لم يقف عائق شراء السيارة أمام عايدة، التي باعت شبكة زفافها البسيطة واقترضت بعض الأموال لشراء سيارة مستعملة، والآن وبعد مرور ما يقرب من خمس سنوات على امتهانها المهنة تقول: "الحمد لله استطاعت أسرتي بالدخل الذي أتحصل عليه تجاوز كثيرًا من الصعاب".

 

كل أمانيها في الحياة أن تسير سفينة أسرتها إلى بر الأمان، وهذا يعني بالنسبة لها حصول أبنائها على شهادات دراسية عليا، حتى لا يضطروا للعمل بهذه المهنة.

 

وتتشابه ظروف عايدة التي حكتها مع ما جسدته النجمة عبلة كامل في فيلم "سيد العاطفي"، حيث لعبت دور سائقة تاكسي توفي زوجها تاركا لها مهمة تربية ابنها الذي تخلى عنه عمة بعد سرقته نصيب والدة في الميراث.

 

سخرية الزبائن

وكما كانت سخرية الزبائن هي المشكلة التي تواجه "أم سيد" وتتغلب عليها بحدة لسانها –أحيانًا- وبالضرب أحيانًا أخرى، فإن نفس المشكلة تواجه عايدة، لكنها تبتسم قائلة: "أنا لا أملك إلا اللسان".

 

ولكن سخرية الزبائن لم تثنِها أبدًا عن الطريق الذي اختارته لنفسها، وتقول: "أمامي هدف أسمى من كل ذلك وهو المساعدة في تربية الأبناء".

 

ولا تريد عايدة أن تظلم كل الزبائن، بل تضيف: "هناك من يساعدونني على تحقيق هذا الهدف ويفرطون في تقديري ماديًّا، فالمشوار الذي يستحق 5 جنيهات، بعضهم يعطيني 10 جنيهات.

 

وإلى هؤلاء الساخرين تقول عايدة: "اتقوا الله أنا أعمل من أجل تربية الأبناء"، أما من ساعدوها فلهم منها كل التقدير.

 

اختلاف الأذواق

وجود من يسخر، وآخر يقدر، هو من سنة الحياة التي تقوم على اختلاف الأذواق".. هذا هو تفسير عايدة لهذا التناقض، الذي لم يتجسد في ذلك فقط، لكنه تجسد –أيضًا- في اختلاف أقاربها والمحيطين بها حول امتهانها هذه المهنة، فهناك من شجعها على ذلك ، طالما التزمت بالشروط الواجبة للخروج التي هي من وجهة نظرهم تنحصر في الزي الملائم، وهناك من رفض ذلك مطلقًا بحجة أنها مهنة لا تتلاءم مع طبيعة المرأة.

 

وتقول عايدة: "مع تقديري لكل الآراء السلبية منها والإيجابية، إلا أني لم ألتفت لا لهؤلاء ولا لهؤلاء، فظروفي الصعبة كانت أقوى من كل الآراء".

 

إلا أني عندما سألتها عن ما يجول بداخلها: هل تفضل العمل بهذه المهنة؟ .. أضافت عايدة: "لن أقول لك إن حب العمل بداخلي، لأني كنت أتمنى ألا أضطر لذلك، ولكن كما يقول المثل (للضرورة أحكام).



منقول mbc