2024-11-04 22:14:44
- قطرة مطر

شمّر عن ساعديه،ولّف رأسه بكوفيّه ملوّنه،وعصب جبينه بمنديل أسود،فكأنه فارس مقاتل ،فتح فاه،وفصل فكيّه عن بعضهما وابتسم فخرجت ضحكة" من فمه المذموم الذي يشبه كيس الدراهم عندما يشدّ رباطه.

- قطرة مطر

شمّر عن ساعديه،ولّف رأسه بكوفيّه ملوّنه،وعصب جبينه بمنديل أسود،فكأنه فارس مقاتل ،فتح فاه،وفصل فكيّه عن بعضهما وابتسم فخرجت ضحكة" من فمه المذموم الذي يشبه كيس الدراهم عندما يشدّ رباطه.
أمسك بلفأس وتوجه نحو حماره الذي كان ينتظره،وبسرعة النظر امتطى ظهره الخشن تحيط به غراس" صغيرات" أحضرها من المشتل الزراعي،قصد حقله وترجّل وكانت الحفر جاهزة" فوزّع الغراس عليها،وجمع التراب حولها فتحول الحقل الى غوطة غناء.أكثر من الزيارة الى حقله،ولا يخفي نظراته لغراسه التي مالت بأعناقها نحو الأرض من شدّة العطش ،تغير وجهه ،وبدا في حيرة وقلق وعيناه عالقتان في السماء. بدأت الغيوم تتجمّع ولكنها سحابات صيف ،فخرج عن هدوئه برزانة ووقار وتنفّس الصعداء،ومشى بخطوات وئيدة متعبة .لقد تغيرت الطبيعة،وبدأت السحب تتجمّع في السماء،فانتفض وأفصح عن ابتسامة أمل.نزلت أولى قطرات المطر فرفع رأسه فابتلّ مع ثيابه وهرول وانقضّ بسرعة الذئب وقد أطلق ساقيه للريح.وصل بيته وكانت زوجته بانتظاره وقطرات المطر تبلّلها فتعانقا تحت المطر الغزير وأطلقا ضحكات خرج الأولاد عليها،اجتمعت الأسرة وضحك الجميع وغنوا ورقصوا ابتهاجا" بقطرة المطر التي أعادت الحياة لهم ولغراسهم....
هزاع كشيك .:. 2009-09-19


admin