لست من الذين يحملون طرفاً واحداً كل المسؤوليات ، و لن ادعي أن يداً واحدةً قادرةً على التصفيق ، أو جناحاً واحداً قادر على الطيران أو جهة واحدة تستطيع أن تصنع المعجزات ، و لن يكون لدينا عمل حقيقي جاد إلا بالتعاون و التآزر ، كل في مجاله ، المسؤول و المواطن ، الرجل و المرأة ، الكبير و الطفل .... فلكل دوره الفعال الذي يكمل الآخر .

إننا لنشعر بكثير من الأسى على حدائقنا العامة التي يجب أن تكون رئة البلدة التي تتنفس منها ، و أن تكون واحة جميلة تتضاحك فيها الأشجار و يفوح منها شذى الأزهار و تمور بالخضرة و الحيوية و الترتيب و النظافة .

كما أن أشجار الزيتون تستغيث بنا من القطع الجائر و رمي الأوساخ و أكياس النايلون حولها ، و شجيرات الزيزفون القليلة الباقية تئن و تبكي على أخواتها اللواتي تغادرنا إلى غير رجعة بعد أن كانت البلدة تتزين بهذه الشجيرات الرائعة التي تشكل زنارا اخضر يزنر خصر صحنايا الصبية و يفوح منه أريج خارق التأثير يخلد في أعماق النفس و الوجدان و يبشرك بالربيع و مواسم الغلال.

إن حدائق بلدتنا و بساتينها بأمس الحاجة إلى عنايتنا و رعايتنا جميعا ، و ها نحن الآن في مواسم زراعة أقلام الورود و الأشجار و ها هو ذا عيد الشجرة يقترب ، فالبلدة بحدائقها العامة و جوانب الشوارع و الساحات و المدخل العام و مختلف الأماكن تنادينا للقيام بحملة تشجير و زراعة لتجميل هذه البلدة وإنعاش البيئة فيها.

إننا ندعو الجميع إلى تنظيم حملة خضراء لإكثار النبات الأخضر و إكثار أشجار الزيتون و حمايتها وإحياء شجيرات الزيزفون و الياسمين و الجوري في ربوع بلدتنا الحبيبة لتبقى صحنايا الصبية الرائعة الجمال .

إنها دعوة نوجهها إلى سائر الفعاليات في البلدة وإلى الأفراد وإلى كل مواطن حريص عليها و كل مقيم فيها و كل محب لها ، دعوة إلى تنظيم حملة تشجير حقيقية ، فكلنا مدعوون و كلنا مسؤولون .

ننتظر تجاوبكم و حسن تعاونكم . 

عفاف لطف الله