يتم نقل رفات قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش يوم غد الجمعة إلى النصب التذكاري لشهداء الثورة السورية الكبرى في قرية القريا بمحافظة السويداء مسقط رأسه.
وتبدأ مراسم الحفل التي تتم تحت رعاية الرئيس بشار الأسد عند الساعة 11 من صباح الجمعة وتشمل دقيقة صمت، والنشيد الوطني، وكلمة المحاربين القدماء، وكلمة آل الأطرش، كلمة ممثل راعي الحفل الأمين القطري لحزب البعث يلقيها سعيد بخيتان.
ويقع النصب الذي استغرق إنجازه نحو 20 عاما على مساحة 6200 م2 تشمل بناء الصرح وملحقاته، ويضم في أقسامه متحفاً عاماً وصالة كبيرة لاستقبال الزوار ومدرجاً يتسع لـ200 شخص مع تجهيزات صوتية ومرافق خدمية متنوعة ومكتباً لاستقبال الزوار ومركز استعلامات سياحياً.
كما يضم الجزء العلوي من البناء مساحات مخصصة لمشاهدة البانوراما المصممة على الجدران المحيطة أسفل قبة الصرح والتي تمثل صوراً رمزية تخلد معارك النضال ضد المستعمر الفرنسي، ويتوسط سقف الصرح 16 عموداً يبلغ ارتفاع كل منها 20 متراً يعلوها قبة من الفيبر كلاس المقاوم والملون بأشكال مضلعة صممت لتمثل رمزاً لمشعل الثورة بينما يتوضع تحت القبة ممرات وتراسات لدخول الزوار لمشاهدة ضريح "سلطان باشا الأطرش".
وتحتضن محافظة السويداء 145 نصباً تذكارياً لشهداء الوطن ورجال الثورة السورية الكبرى أبرزها نصب الشهداء في بلدة المزرعة و نصب شهداء الثورة السورية في بلدة القريا والكفر وعرمان.
يذكر أن سلطان الأطرش أول من رفع علم الثورة العربية على أرض سورية قبل دخول جيش الملك فيصل، حيث رفعه على قلعة صلخد و على داره في القرياّ، كما كان أول من رفعه سنة 1918 في دمشق عند دخوله متقدما على الجيش العربي في ساحة المرجة فوق مبنى البلدية بدمشق.
كما جهز في تموز 1920، قوات كبيرة لملاقاة الفرنسيين في ميسلون، لكنه وصل متأخراً بعد انكسار الجيش العربي واستشهاد وزير الدفاع يوسف العظمة، وأعلن الثورة السورية الكبرى في عام 1925 وخاض ضد الفرنسيين عدة معارك أدت إلى مقتل ألاف منهم أهمها معركة الكفر والمزرعة والمسيفري.
ورفض الأطرش أي مناصب سياسية عرضت عليه بعد الاستقلال، وكرمه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في عهد الوحدة فقلده أعلى وسام في الجمهورية العربية المتحدة، أثناء زيارته لمحافظة السويداء.
وتوفي سلطان باشا الأطرش عام 1982 نتيجة أزمة قلبية، وحضر جنازته أكثر من مليون شخص، من بينهم الرئيس الراحل حافظ الأسد والذي أصدر حينها رسالة حداد شخصية تنعي القائد العام للثورة السورية الكبرى، وعين يوم رحيله يومًا تأبينيًا من كل سنة.