2024-09-19 17:07:42
- للتوضيح عن حياة القديسة بربارة

- للتوضيح عن حياة القديسة بربارة




يعيد في 4 كانون الأول.
ولدت بربارة في قرية جاميس التابعة لمدينة ليئوبوليس بنيقوميدية في آسيا الصغرى (تركيا) في أوائل القرن الثالث في عهد الملك الطاغي مكسيمانوس الذي تولى الملك سنة 236م. وكان ابوها ديوسيقورُس غنياً وثنياً متعصّباً(توفيت والدتها وهي صغيرة) كان والدها ديسقورس شديد التمسك بالوثنية حيث ملأ القصر بالأصنام وكان يكره المسيحيين، فأحسن تربيتها بالعلوم والآداب. وبما أنّها كانت رائعة الجمال وضعها في برج حصين، وأقام من حولها الأصنام لتظلّ متعبّدة للآلهة.
أخذت تتأمّل في هذا الكون وتبحث عن مبدعه. ولم ترَ في الأصنام سوى حجارة صُم لا يرجى منها خير. فأتاح لها الله أن اتصلت بالمعلّم فالنتيانوس فأخذ يشرح لها أسرار الديانة المسيحيّة وتعاليم الإنجيل السامية. فأذعنت بربارة لهذا المرشد الحكيم وآمنت بالمسيح وقبلت سرّ العماد المقدّس، دون أن تفاتح والدها، وقررت أن تعيش بتولاً تكرس حياتها للعبادة. ونذرت بتوليتها للرب يسوع.
تقدم لها كثيرون من بينهم شاب غني ابن أحد أمراء المنطقة ففاتحها والدها في الأمر أما هي فبحكمة اعتذرت عن الزواج. سافر والدها لقضاء عمل- لعلها تكون قد استقرت في تفكيرها لحين عودته- طلبت منه أن يبني لها حمامًا قبل سفره، فلبَّى طلبها، وفتح لها نافذتين لزيادة الإضاءة، أما هي فحولت الحمّام إلى بيت صلاة في القصر، كما فتحت نافذة ثالثة في الحمام، إذ حطمت كل الأوثان، وأقامت صليبًا على الحمام على أعلى الأصنام.
عندما رجع والدها من السفر سألها عن سبب التغيير الذي حصل، فصارت تُكرز له بالإيمان بالثالوث، وكيف يجب أن نؤمن بالثالوث الأقدس(الاله الواحد) ،فاشتّد غضباً وأخذ يوبخها، أما هي فلم تبالِ بل كانت تتحدث معه عن إيمانها وبتوليتها، فثار الوالد وهمّ ليضربها بالسيف، فهربت من أمام وجهه وانطلقت من باب القصر، وكان أبوها يركض وراءها. قيل أن صخرة عاقتها في الطريق لكن سرعان ما انشقت الصخرة لتعبر في وسطها، ثم عادت الصخرة إلى حالها الأول.
أما والدها إذ رأى ذلك لم يلن قلبه الصخري بل صار يدور حول الصخرة حتى وجدها مختبئة في مغارة، وصار يضربها بعنفٍ، ورجع بها إلى بيته وهناك وضعها في قبوٍ مظلم .
روى ديسقورس للحاكم ما جرى وطلب منه أن يعذبها، لكن إذ رآها تعلق قلبه بها جدًا وصار يوبخ والدها على قساوته ويلاطفها ويعدها بكرامات كثيرة إن أطاعت أمر الملك وسجدت للأوثان، أما هي ففي شجاعة تحدثت معه عن إيمانها بالسيد المسيح.
جُلدت القديسة بربارة حتى سالت منها الدماء، كما كانوا يمزقون جسدها بمخارز مسننة بينما هي صامتة تصلي. ألبسوها مسحاً خشنة على جسدها الممزق بالجراحات، وألقوها في سجنٍ مظلمٍ.
إذ كانت تشعر بثقل الآلام، ظهر لها السيد المسيح نفسه وعزاها كما شفاها من جراحاتها، ففرحت وتهللت نفسها. استدعاها الحاكم في اليوم التالي ففوجئ بها فرحة متهللة، لا يظهر على جسدها أثر للجراحات فازداد عنفًا، وطلب من الجلادين تعذيبها، فكانوا يمشطون جسدها بأمشاط حديدية، كما وضعوا مشاعل متقدة عند جنبيها، وقطعوا ثدييها؛ ثم أمر الوالي في دنائة أن تساق عارية في الشوارع. صرخت إلى الرب أن يستر جسدها ، فسمع الرب طلبتها وكساها بثوب نوراني. رأتها صديقتها يوليانة وسط العذابات محتملة الآلام فصارت تبكي بمرارة، وإذ شاهدها الحاكم أمر بتعذيبها مع القديسة بربارة، وبإلقائها في السجن، فصارتا تسبحان الله طول الليل.
أمر مرقيان الحاكم (مركيانوس) بقطع رأس بربارة وصديقتها يوليانة بحد السيف، فأخذوهما إلى الجبل خارج المدينة وكانتا تصليان في الطريق. وإذ بلغتا موضع استشهادهما طلب ديسقورس أن يضرب هو بسيفه رقبة ابنته فسُمح له بذلك، ونالت مع القديسة يوليانة إكليل الاستشهاد.
استشهادها
استشهدت القديسة بربارة في 4 كانون الأول 303 م وجسدها موجود حاليًا في كنيسة باسمها بمصر القديمة. وقد رأى بعض المؤرخين انها استشهدت بهليوبوليس بمصر.والبعض يقول أن الرفات موجودة في دير القديس ميخائيل خارج مدينة كييف، وأن جسدها باق على حاله، ناقص منه بعض الأعضاء.
للقديسة بربارة منزلة مرموقة بين القديسات في بلاد الشرق والغرب.

المراسيم في بلاد الشرق
جرت العادة في بلادنا الشرقية أن يحتفل المسيحيون بعيدها بكل غبطة وفرح ... فيأكلون بهذه المناسبة أصناف الحلويات ولاسيما القمح المسلوق المخلوط بالبقولات ...وفي بعض البلدان ..مثل لبنان... يتجول الأطفال بأزياء مضحكة يطلق عليها(المساخر)....ويرمز القمح المسلوق الى الابتهاج والفرح بانتصار هذه القديسة ...أما لبس (المساخر) فمن باب الهزوء والسخرية من عبادة الأصنام..........؟
تحتفل مرمريتا في سوريا يوم 4 كانون الأول من كل سنة وتنفرد في هذا العيد بتقاليد خاصة تتميز بها عن باقي القرى المحيطة ....وأما التقاليد المميزة التي تضفي على هذا العيد رونقا وجمالا فهي ....تبدأ في الليلة السابقة اي في ليلة 3 كانون الاول اذ يخرج شباب الضيعة وفتياتها مساءاً في ازياء تنكرية جميلة ويطوفون على بيوت الجيران والاقارب والاصدقاء ويعيدونهم راقصين مبتهجين وهؤلاء الصبية والفتيات هم ما يسمون زوزاحين وهي تسمية قديمة تنبع من تراث مرمريتا نفسها ويردد الصبية والصبيات في تلك الليلة الجميلة المقولة التراثية ايضا زوزاحين....زوزاحين.....بدنا زيت وبدنا طحين ويأخذون من بيوت الاقارب بعضا من الحلويات والمأكولات اي ما يشبه (العيدية).
كما وقد جرت العادة بأن تقوم نسوة القرية بصنع العوامة والفويشات اللذيذة ولهذه الحلوى دلالة دينية قديمة تعود الى القديسة بربارة وهي تدل على جسد القديسة الذي تنناثر أشلاء بين الدماء كما تتناثر الفويشات في الزيت.


د. شاهين .:. 2009-12-04

admin