مواطنون: شيكات المازوت أذلتنا بما فيه الكفاية والطريقة الجديدة أثبتت فشلها

رئيس البلدية: عدم القدرة على التعامل مع الأرامل والمطلقات أدى لإغلاق المركز اليوم

احتشد "مئات" المواطنين صباح يوم الاثنين أمام (ورشة صيانه) تابعة لبلدية المهاجرين، لاستلام شيكات بدل المازوت، إلا أن الشباك أغلق وذهب انتظارهم لساعات بلا جدوى، ورغم ذلك بقي العشرات منهم منتظراً حتى الظهيرة "متعلقين بقشة الأمل".

والتقت سيريانيوز بعض المواطنين المنتظرين حيث قال مازن هروش إنه " منذ يوم الأربعاء وأنا أحاول الحصول على شيك البدل النقدي دون جدوى، فبعد انتظاري لساعات في منطقة سكني طلبت مني ورقة إضافية لم يتم الإعلان عنها في التلفاز، وهي سند إقامة من دائرة نفوسي..".

 

موظف وحيد

وأردف هروش" عندما وصلت في اليوم السابق إلى مكان توزيع الشيكات في ورشة الصيانة، كان الموظف المسؤول والوحيد قد أغلق شباكه، و أعلن انتهاء دوامه الرسمي في الساعة الواحدة ظهراً، حينها سجل الناس أسماءهم على ورقة وسلموها أملاً أن يأخذوا شيكاتهم هذا اليوم".

ومن جهته قال بلال المامو إنه " احتشدنا حوالي 800 شخص في ورشة صيانة المهاجرين صباح يوم الاثنين، ولم يكن هناك أي شخص مسؤول عن التنظيم، حتى قام البعض منا بتنظيم الدور وتسجيل الأسماء على قائمة ورقية ليتم إدخالهم حسب دورهم ".

وأضاف المامو" منذ اليوم الأول لتوزيع الشيكات وأنا أتعرض للذل يومياً، نتيجة ذهابي من مكان إلى مكان لأطالب بحقي في الـ5000 ليرة سورية، دون وجدود أي نوع من التنظيم، وهذا حالي وحال أغلب المواطنين، وإن دل الأمر على شيء فإنه يدل على فشل الطريقة الجديدة لتقديم البدل النقدي للمازوت".

 

وقت المواطن بلا حساب

وبدوره قال محمد جزائر إن" مطالبتي لشيك المازوت جعلني أخسر 4 أيام عمل، فغيابي عن مؤسستي الخاصة يحسب يوم الغياب بيومين، عدا عن ذلك قمنا بدفع مبلغ 50 ليرة سعراً لورقة الطلب المجانية لأن إحدى البلديات طلبت مني التوجه لهذا البائع بحجة أن الطلبات قد نفذت " لافتاً الى انه "أذا بقي الحال هكذا سأخسر أكثر من مبلغ الدعم".

 

مسنون ورحلة المازوت

لم يكن الحال بالنسبة للنساء أفضل، فمنذ الصباح الباكر بدأت عزيزة أبو عبيد 75 عاماً رحلة السعي وراء شيك المازوت المنتظر، وقالت " راجعت بلدية ركن الدين في الصباح الباكر، وكانت الحشود بالمئات عندها تقدمت لأحد الموظفين وقال لي أن أراجع المحافظة كوني مطلقة منذ 30 عاماً وليس لدي أولاد".

وتابعت" راجعت محافظة دمشق التي أرسلتني بدورها إلى ورشة صيانة المهاجرين المغلقة، رغم ذلك انتظرت لساعات طويلة دون أن أجد من يساعدني، أو يخبرني إن كان هناك توزيع للشيكات اليوم أم لا، ولا اعرف من سيقوم بمساعدتي إن كانت بلدية منطقة سكني أرسلتني للمحافظة والمحافظة طلبت مني القدوم إلى هنا، فمن غيرهم مسؤول..!".

 

 طريقة فاشلة

ومن جهتها وجدت قمر الخطيب، في عملية توزيع شيكات البدل النقدي لمادة المازوت هذا العام، "مذلة للمواطن الذي يقوم بملاحقتها من مكان لآخر"، وأوضحت " بدأت رحلتي اليوم من منطقة الميسات، وكان الوضع مريراً جداً دون تنظيم، حينها لجأت إلى مختار الحي الذي أسكن فيه بمنطقة المهاجرين، أرسلني بدوره إلى هنا كوني أرملة ".

وأردفت الخطيب" لا يوجد احترام للمرأة ولا تنظيم للدور، حتى المكان الذي حشدنا فيه كان أشبه بمكب نفايات، والشباك الوحيد الذي سنتقدم إليه بالطلب في الطابق العلوي موجود بممر ضيق لا يتسع لهذا العدد من الحشود".

وعن الطريقة الجديدة في توزيع شيكات المازوت، قالت الخطيب إنه " في العام الماضي أعطونا الدفاتر الخاصة وطلب منا الاحتفاظ بها لهذا العام، لكنهم بدلوا الطريقة، مع أن الطريقة القديمة كانت أنجح" لافتةً إلى أن " حجة وجود عمليات تزوير في الدفاتر العام الماضي غير كافية لإلغائها كطريقة لتوزيع البدل، فمن المفروض أن نحاسب المزور لا أن نعاقب جميع المواطنين".

 

المطلقات والأرامل

ومن جهته قال رئيس بلدية المهاجرين نضال الشعار، لسيريانيوز إنه " أرسلنا مهندساً للخدمات منذ الصباح الباكر لمركز صيانة المهاجرين حتى يعلم بدوره المواطنين المتجمهرين في المركز أن توزيع شيكات البدل النقدي لمادة المازوت قد ألغي اليوم ".

وأردف الشعار إن "سبب إغلاق المركز اليوم يتعلق بعدم معرفتنا لكيفية التعامل مع الأرامل والمطلقات والقاطنين لوحدهم، نتيجة عدم حصولنا على تعليمات خاصة بهم، مما سبب لنا الإرباك ودعانا لعقد اجتماع حول الموضوع في المحافظة".

بدوره قال أحد المهندسين في مركز صيانة المهاجرين إن" اللجنة المسؤولة عن توزيع الشيكات هنا لم تأت اليوم، و المهندسين الموجودين في المركز غير مسؤولين عن ما يحدث في الخارج، لأننا مستقلين عن المحافظة في هاذ الشأن، ورغم ذلك أخبرنا المواطنين بعدم حضور اللجنة اليوم".

ولحل هذا الإشكال اجتمع اليوم الاثنين أعضاء اللجان المركزية في المحافظات الخاصة بتوزيع الدعم الحكومي بالتنسيق مع وزارة الداخلية وقرروا بأن الدعم "سيطال المطلقة والأرملة التي تستحقه، إضافة إلى تقرير استحقاق المرأة التي لديها أولاد الحصول على بطاقة عائلية عن زوجها المتوفى".

 

الإجراءات والعقوبة

 يشار إلى انه تم إلغاء شرط فاتورة الموبايل من طلب البدل النقدي الذي يستطيع أي مواطن استوفى الشروط اللازمة أن يتقدم به لأي بلدية في أي منطقة لأخذ شيك البدل النقدي لمادة المازوت،

وكانت الحكومة قد أقرت أواخر تشرين الثاني التعليمات التنفيذية للقانون رقم 29 الخاص بتوزيع الدعم النقدي لمادة المازوت، بحيث يوزع مبلغ الدعم على دفعتين مبلغ كل منهما خمسة ألاف ليرة سورية، يبدأ استحقاق الأولى منهما في منتصف كانون الأول الجاري، والثانية في الأول من شهر شباط لعام 2010.

وتتضمن الإجراءات الجديدة لتوزيع البدل النقدي لمادة المازوت ، توقيع المواطن السوري الذي يحمل دفتر عائلة فقط على استمارة تعهد أنه وأفراد أسرته الذين يقطنون معه لا يتجاوز دخلهم جميعاً لا يتجاوز 400ألف ليرة سورية سنوياً، ولا يملكون سيارة تزيد سعة محركها عن 1600 C.C ولا تزيد قيمة فواتير هذه العائلة شهرياً من ماء و كهرباء وهاتف ثابت عن 4 آلاف ليرة سورية، وكذلك ألا يملك الفرد منزلاً آخر غير المنزل الذي يقطن فيه وأفراد أسرته.

يشار إلى أنه تم تقرير عقوبات جزائية بضعفي المبلغ الممنوح لمن يقدم معلومات غير صحيحة في طلب الحصول على الشيك.

حازم عوض - سيريانيوز