2024-09-19 16:45:02
- عيد الميلاد المجيد

كان الامبراطور أغسطس قيصر هو حاكم الامبراطورية الرومانية الواسعة. وفى يوم من الأيام أمر باجراء تعداد لكل سكان الامبراطورية



كان الامبراطور أغسطس قيصر هو حاكم الامبراطورية الرومانية الواسعة. وفى يوم من الأيام أمر باجراء تعداد لكل سكان الامبراطورية وذلك بأن يسجل كل شخص اسمه فى المدينة التي وُلد بها. وكانت أرض فلسطين من ضمن الامبراطورية الرومانية.
فسافر يوسف النجار مع مريم العذراء الى بيت لحم ليسجل اسمه فيها وكانت العذراء حبلى. فأرهقها السفر جدا. وذهبا ليبحثا عن مكان ليبيتا فيه ولكن من شدة الزحام لم يجدا ولا غرفة فى أي فندق.و ظلا يسألان اصحاب الفنادق طول الليل إلى أن عرض عليهما صاحب فندق أن يبيتا في المغارة المخصصة لحيواناته ورغم سوء المكان لم يجد يوسف النجار ومريم العذراء حلاً أخر فوافقا وخصوصاً بعد ان شعرت العذراء بآلام الولادة.
وفي هذا المكان ولدت العذراء الطفل يسوع ووضعته فى المذود.
وفي نفس الليلة ظهر ملاك الرب لرعاة يحرسون أغنامهم وأخبرهم عن ميلاد المسيح فى المذود. وظهر مع الملاك مجموعة كبيرة من الملائكة ترنم : " المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة ".
وبعد ان اختفى الملاك فتّش الرعاة فى بيت لحم كلها عن المسيح إلى أن وجدوه فى المذود فركعوا أمامه فى خشوع وأخبروا مريم العذراء ويوسف النجار بما قاله لهم الملاك.
أما فى بلاد الشرق فقد شاهد بعض الحكماء نجماً جديداً منيراً ظهر فى السماء دليل ميلاد ملك عظيم. لذا قرر الحكماء السفر الى مكان هذا الملك ليسجدوا له. وأثناء سفرهم كان النجم يرشدهم إلى الطريق إلى أن وصلوا الى أورشليم. فذهبوا للملك هيرودس يسألونه عن المولود ملك اليهود.و لكن الملك هيرودس لم يكن يعلم شيئا عن المولود فطلب من الحكماء وقال لهم : اذهبوا ابحثوا عن المولود وارجعوا إليّ لتخبروني عن مكانه لأذهب اليه وأسجد له. ولكن الحقيقة أن الملك هيرودس أراد قتل الطفل حتى لا يأخذ عرشه.
أكمل الحكماء بحثهم عن الطفل يسوع حتى وصلوا الى المذود. فدخلوا الى المذود وسجدوا أمام الرب يسوع وقدموا له هداياهم : ذهب ولبّان ومر. وانصرف الحكماء ليرجعوا الى بلادهم ولكنهم لم يخبروا الملك هيرودس عن مكان الطفل حتى لا يقتله. ثم ظهر الملاك فى حلم ليوسف النجار وأخبره أن الملك هيرودس يريد قتل الطفل يسوع وأمره بالهروب الى مصر. فأخذ يوسف النجار مريم العذراء والطفل يسوع وسافروا الى مصر. أما الملك هيرودس فقد أمر بقتل كل الأطفال حديثي الولادة.
عاشت العائلة المقدسة سنتين فى مصر ولما مات الملك هيرودس ظهر الملاك مرة أخرى فى حلم ليوسف النجار وأمره بالعودة الى بلاده. فعادت العائلة المقدسة الي أورشليم واتجهوا الى مدينة الناصرة وعاشوا هناك.
و مرت عدة سنوات إلى أن أصبح المسيح يبلغ من العمر اثنتي عشر سنة. وفى تلك السنة رافق المسيح يوسف النجار ومريم العذراء فى رحلتهم الى أورشليم لقضاء العيد هناك. وبعد أن قضيا أسبوع العيد بدأت رحلة العود ة الى الناصرة. ولكن بعد مدة اكتشف يوسف النجار ومريم العذراء أن يسوع المسيح لم يرافقهم فى رحلة العودة وعلما أنهما لابد وأن تركاه فى أورشليم. فرجعا يبحثان عنه فى كل مكان الى ان وجداه فى الهيكل وسط كبار المعلمين يتحدث معهم.
و عندما رأته العذراء اندفعت اليه وعاتبته لأنه لم يذهب معهما فقال لها المسيح : " لماذا كنتما تبحثان عنى ؟ ألم تعلما انه ينبغى أن أكون فى بيت أبى ؟!". أما المعلمين فأخبروا العذراء بإعجابهم بحكمته ومعرفته. وبعدها عاد الجميع الى الناصرة وعاش هناك يسوع المسيح عدة سنوات أخرى إلى أن بلغ الثلاثين من عمره وبدأ رحلة التبشير لمدة ثلاث سنوات.
أول علائم الإحتفال بعيد ميلاد الرب يسوع له المجد بدت في مصر قرابة العام 200م. ويبدو أن المصريين كانوا يحتفلون بميلاد يسوع 20 أيار. ثم في النصف الأول من القرن الرابع الميلادي تحدّد أن يكون السادس من كانون الثاني، في مصر، عيداً لميلاد يسوع وظهوره. ولكن ظهر من مواعظ للقديس غريغوريوس النيصصي أن المؤمنين في بلاد الكبّادوك كانوا يحتفلون بالعيد نفسه ولكن في 25 كانون الأول. أما في أورشليم فتجاهلت الكنيسة عيد الميلاد حتى القرن السادس للميلاد، أما في روما فقد أخذت الكنيسة تحتفل بميلاد المسيح منذ العام 354 م.
لماذا اختير الـ 25 من كانون الأول موعداً للاحتفال بالعيد؟
غير معروف تماماً ولكن يُظن أن ذلك مرتبط بقصد الكنيسة في إفراغ الأعياد الوثنية من مضمونها الوثني وصرف أنظار المهتدين الجدد عن الأوثان، التي كانوا يعبدونها، إلى المسيح. وتغيير وجه الأعياد الوثنية من دون الطعن بها في الشكل أو السعي إلى إلغائها كان عمل حكمة فذّاً لأن ما هو راسخ في وجدان الناس لا يُلغى بقرار بل يمكن تحويله لأن التحويل أيسر وأكثر واقعية. من ذلك مثلاً عيد مولد الشمس التي لا تُقهَر الذي كان يُحتفَل به عند الوثنيين يوم 25 كانون الأول. الاحتفال بميلاد الشمس التي لا تُقهَر يجد كماله في الاحتفال بميلاد يسوع الذي هو وحده شمس البر التي لا تُقهَر.




د. شاهين .:. 2009-12-24


د. شاهين