2024-09-19 11:47:42
- - حكاية بلدة بين الماضي والحاضر

- - حكاية بلدة بين الماضي والحاضر


في الصغر كان يقول لي جدي لقد عشنا يا ابنتي أياما جميلة فيها العمل الذي كنا نحب فيها الأوقات التي كنا نمضيها مع الأحبة على ضوء الشموع الأوقات التي لا تنسى وكل جيلنا يذكرها فيها الصدق والأمانة ومحبة الأخ لأخيه محبة الجار لجاره محبة ابن البلد لبلده وأبناء بلده . كان يحدثني عن أيام الحرب ووقوف أبناء البلد يدا واحدة ضد عدو واحد كان رحمه الله يمضي ساعات بحديثه عن بلدتنا الجميلة عن أيام جميلة مضت وأهم ما كان يتحدث عنه المحبة والأمانة
أجلس الآن مع نفسي وأفكر خائفة ومرتعشة ماذا سأقول لأحفادي عن أيامي وأيام بلدتي وأيام أهلها
هل سأقول لهم كيف كنا نقف بوجه الحق ونقاتل الأمانة ونقتل المحبة بصدور أولادنا ونعلمهم محبة الذات و سحق الغير في سبيل مصالحهم
هل سأقول لهم كيف كان الأخ يقتل أخاه في سبيل المال وكيف كان الصديق يحطم صديقه في سبيل المنصب وكيف كان الجار يلغي جاره من حياته في سبيل مصلحته وكيف كنا نجتمع لأذية الناس ونتكاتف بحرب ضد أشخاص كنا لهم أحباب
ماذا أقول له ربما أكذب على حفيدي وابقي أمور بلدتي وأحقادها سرا بصدري يحطمني و يجعلني ـ وأنا مازال ابني طفلا صغيرا وهناك زمن طويل ليتزوج ويصبح لدي أحفاد ـ أن أخاف وأفكر منذ الآن وهذه المخاوف تدعوني
اليو م لابارك لهؤلاء الشرفاء اجازتهم بعد عيد راس السنة وهم في تمام الراحة والطمأنينة بعد عملهم الجاد والشاق لعامين ونصف من العمل الدؤوب في متابعة رئيس مجلس البلدة .
وننتظر من ستضعون في بالكم من الشباب المجدة في عملها . وعسى ان ينتبهوا شبابنا الطيبين ممن هم في موقع المسؤلية من هؤلاء اصحاب القبعات الملونة .
ـــماذا سأقول لحفيدي عن هذه الفترة؟ هل اقول له هذه الفترة كانت الاول من نيسان ( كذبة نيسان) ؟ ــ
أو ربما سيأتي زمن تعود فيه تلك الأيام وتعود معها المحبة والأمانة التي كان جدي يحدثني عنها؟؟؟؟؟. حينها لن اكذب على حفيدي وأحدثه عن بلدتي بصدق وافتخر بما أقول...............................

رشا .:. 2010-01-08


admin