2024-09-16 14:43:21 | ||
- أبناؤنا و الانترنيت |
عندما يذكر اسم المقهى يتبادر إلى الذهن ذلك المكان الفسيح الذي تحفل جنباته و زواياه بالأشجار الخضر
و الورود الملونة , و يتراقص فيه الهواء الطلق و النسائم العذبة ، و تزهو فيه المناظر الخلابة و التزيينات الجذابة ، فيؤمه الناس طلبا للراحة و التأمل و المتعة و لقاء الأصدقاء و الأحبة ، و يمكن أن يتناول المرء في المقهى وجبات خفيفة بأسعار مريحة ، حيث يقضي سويعات من الزمن ليعود متجددا متفائلا مرتاحا......... ها هو ذا المقهى بمعناه المعروف ، و لم نكن نتوقع أن يسرق هذا الاسم أو المفهوم الجميل النقي و أن نستغل معطيات التكنولوجيا الحديثة و لا سيما الانترنيت ، و أن نستغل حاجات الأطفال و المراهقين و الشباب في خدعة الكترونية الهدف منها هو الربح المادي وحده..... و تشير الدراسات الكثيرة إلى ارتفاع نسبة إدمان الانترنيت و لاسيما مع الجنس الأخر بين المراهقين و الذكور منهم خاصة ، كما تشير إلى أن المواقع التي تحظى بارتياد هؤلاء هي مواقع الدردشة الفارغة ثم المواقع الإباحية المسيئة . و هنا لابد من التوجيه إلى الأسرة لاحتضان أبنائها و توجيههم نحو الاستخدم الأمثل لهذه لهذه النعمة الكبير ة و محاورتهم و مشاركتهم استخدام الانترنيت و لا بد من أن يؤمنوا بأن لغة الحوار و المحبة و الثقة المتبادلة هي السبيل الأمثل للتفاهم و التربية وبدهي أيضا أن دور المدرسة مكمل لدور الأسرة في تحصين الأجيال و توجيهها للاصطفاء من الانترنيت ،و توظيفه لتحسين أنماط التفكير و السلوك و تعزيز المعرفة و الثقافة و الفتح الذهني وارتياد أفاق جديدة من العلم . و من الضروري أيضا وضع رقابة تربوية مسؤولة على هذه المواقع و تعاون المجتمع الأهلي و لاسيما الأسرة لضبط عمل هذه المقاهي و من المفيد بل الضروري إخضاع أصحاب المقاهي إلى دورات تأهيله تربوية قبل منحهم الرخص ليتم استخدام مقاهي الانترنيت بروح أبوية و إحساس تربوي حقيقي نحو أبناء المجتمع أبناء المجتمع كافة. و بعبارة موجزة يمكن القول : إن المنع و الحجب و الإهمال و التكتم و التجاهل وسائل غير ناجعة في التربية , بل لابد من المواجهة و الحوار, و أن ندرك جيدا بأن لكل تقنية مخاطر و فوائد و هي نعمة أو نقمة ،المهم توجيه أبنائنا إلى كيفية استخدامها بما يغني حياتهم و يطور أفكارهم و رؤاهم و سلوكهم و قيمهم و يوسع مداركهم و أفاقهم نحو الأرقى و الأسمى. عفاف لطف الله admin |