2024-09-20 00:44:40 | ||
جمعة النبات" و"خميس البيض"...احتفالات بالطبيعة |
جمعة النبات" و"خميس البيض"...احتفالات بالطبيعة
أعياد كثيرة وعديدة منها رسمية ومنها ما اكتسبت من الطبيعة وروحانيتها الجميلة، الطبيعة التي خلقت منها النبات والثمار، والتي لها مكانة كبيرة في نفس كل كائن، ومن هذه الأعياد "جمعة النبات" و"خميس البيض" وأعياد أخرى كثيرة منتشرة في ريفنا السوري الغني بالعادات والتقاليد السورية القديمة. موقع "eSyria" بتاريخ 5/10/2009 التقى بالباحث في التراث والفلكلور السوري الأستاذ "محمد عبد الغني" الذي حاول أن يتحدث لنا عن احتفالات الطبيعة التي كان يحتفل بها في ريفنا السوري، وبداية الحديث كانت عن "جمعة النبات" فيقول: «"جمعة النبات" تاريخ هذا اليوم يسبق الجمعة العظيمة بأسبوعين، وفيه تذهب البنات العزبات لجمع زهور نبات خاص من الشيح البري يدعى "النبات"، ليُصار إلى تركه تحت النجوم ليلاً حتى صباح اليوم التالي يوم الجمعة، وفي بكرة هذا اليوم يغلى هذا النبات "المنجّم" بالماء ليغتسل به البنات لزيادة حظهن في الزواج، أما الأطفال الذكور فكان الأمر بالنسبة لهم مختلفاً، حيث كانت الأمهات يغسلنهم بهذا الماء المنجّم رغبة منهم بملامسة الطبيعة والتبرك بها وطلب الشفاء والتطهر منها».
لم يكن "جمعة النبات" اليوم الوحيد الذي كان يحتفل به في ريفنا السوري، بل كان لـ"خميس البيض" حصة من هذا الاحتفال، وعن ذلك يقول الأستاذ "محمد": «"خميس البيض" أو "خميس الأموات" كان أحد الأعياد الدينية الشعبية في سائر الأنحاء والمناطق الريفية، وكانوا يحتفلون بهذا العيد سنوياً في يوم الخميس الذي يسبق عيد الفصح حسب التقويم الشرقي للطوائف المسيحية، والتي كانت تحتفل في اليوم نفسه بـ"خميس الفصح أو خميس الآلام"». يتابع الأستاذ "محمد": «في صباح هذا اليوم كان يتوجب على كل أسرة أن تتهياً مسبقاً لهذا العيد بجمع ما يكفيها من البيض، ثم تقوم بسلقها بالماء مع النباتات والأعشاب الملونة مثل نبات "النوّار" أو قشر "البصل" أو ما شابه، كانت تحمل النسوة في صباح هذا اليوم ذلك البيض المسلوق بالإضافة إلى أقراص العيد الفاخرة المصنوعة من دقيق القمح والحليب والسمن والسكر، ويذهبن بها إلى المقبرة، وهناك تجلس كل أسرة بجانب القبر الذي يخصها لتستقبل قُراء الفاتحة على قبور الموتى والأطفال المتسولين ولتوزع عليهم البيض والحلوى صدقة على روح موتاها». وعن فرحة الشباب بهذا اليوم يكمل الأستاذ "محمد": «أما الشباب فكانوا يخرجون إلى الشوارع ليتباروا بكسر ومن الاحتفالات الأخرى بالطبيعة كانت "جمعة الحلاوة"، وعن ذلك يقول الأستاذ "محمد": «"جمعة الحلاوة" هي تلي الجمعة العظيمة بأسبوع، حيث كانت كل أسرة تحتفل بهذا اليوم بصنع الحلاوة وأكلها وتوزيعها على الفقراء، ولأن هذه الأكلة كانت تصنع من السميد والدبس فقد أطلقوا عليها اسم حلاوة "دبسية"». وينهي الأستاذ "محمد عبد الغني" الباحث في أمور التراث والفلكلور السوري حديثه معنا بقوله: «هناك أعياد كثيرة مرتبطة بالطبيعة وبعضها منتشرة في مناطقنا وريفنا السوري والأخرى منتشرة في مناطق أخرى من البلاد العربية مثل "خميس البقرات" أو مايسمى بـ"خميس admin |