2024-09-21 06:54:27
- العطر

" أنظر إلى نفسك ، ففيك السماء والأرض "



يروي الهندوس ملحمة غريبة , وهي ملحمة الماعز الجبلي. كان في قديم الزمان , ماعز جبلي يشعر على الدوام برائحة مسك شديدة . فسواء صعد المنحدرات الخضراء أو تسلل عبر الغابات , أينما كان يذهب وفي كل لحظة , كان يشم هذا العطر المدهش النافذ والناعم.
لم يستطع الماعز الجبلي أن يفهم من أين يأتيه هذا العطر المحير . كان يشعر به وكأنه أنغام ناي لا يمكنه مقاومتها. فأخذ يركض من أجمة إلى أخرى , يبحث عن هذا العطر الرائع . واستولى عليه حب البحث أكثر فأكثر حتى أنه نسي أن يأكل ويشرب وينام , ولم يكن يعرف سر انجذابه الشديد إلى هذا العطر , فقد كانت هناك قوة تحثه على تتبعه عبر المنحدرات والغابات والتلال, حتى تضور جوعاً وانهار من التعب ففقد توازنه وانزلق من أعلى صخرة وسقط وأصيب بجروح خطرة, كانت جروحه عميقة ومؤلمة , وحين لعق دم صدره , اكتشف الماعز الجبلي أمراً لا يصدق : العطر.
هذا العطر الذي كان يغمره على الدوام كان هنا , معلقاً بجسده في غدة خاصة بالمسك , كما هو حال جميع أبناء جنسه , وتنفس الحيوان المسكين بعمق لكي يشتم العطر ويا للأسف كان هذا آخر نفس.

يقول أوغسطينوس مخاطباً الله:" لقد أحببتك متأخراً جداً يا أيها الجمال القديم الجديد دوماً. نعم , أحببتك متأخراً جداً , لقد كنت فيّ , ولكني كنت خارجاً ومن دون أي جمال. كنت أسعى وراء الجمال الذي خلقته , والذي ما كان له أن يكون بدونك . أنت دائماً معي, ولكني لست معك".

للتفكير
ملكوت الله فيكم ... ما الذي تشعر بانجذاب إليه وتسعى وراءه في العالم حولك . هل خطر ببالك أنه قد يكون في داخلك؟

باسمة زغيب - منقول .:. 2010-05-17


باسمة زغيب - منقول