2024-09-20 08:27:52
رؤيا المطران إيليا كرم وإيقونة سيدة قازان

_____________________



- رؤيا المطران كرم وستالين
رؤيا المطران كرم وستالين وأيقونة سيدة قازان


المثلث الرحمات المتروبوليت إيليا كرم
8 / 3 / 1903 ــ 11 / 4 / 1969
قامت دار الطباعة والنشر التابعة للكنيسة الأرثوذكسية الروسية في موسكو بإصدار كتاب باللغتين العربية والروسية عام 2005, وكان بعنوان " المتروبوليت إيليا كرم والروسيا" ,وبعد نيل إذن الأخ ميشيل ابن السيد وليم اسطفان صاحب مطبعة باب توما الدمشقية العريقة, قمت باستعارته منهم لمطالعته , قبل إعادة طباعته من قبل ابن شقيق المطران ـ الراحل ـ الأستاذ ناصيف ميخائيل كرم الذي يشكر جهده وتكرمه بالإنفاق والإشراف على إعادة طباعة وتوزيع الكتاب .
ونظراً لما حواه هذا الكتاب من معلومات جديدة ومهمة بالنسبة لي , فقد رأيت أنه من باب الواجب , إطلاع الإخوة المهتمين بملخص لفحواه , ولاسيما بأن هذه المعلومات قد تسمع وتطالع للمرة الأولى في مشرقنا العربي .
" يضم هذا الكتاب بين ضفتيه مواد عن أحد الرموز البارزين للكنيسة الأنطاكية وأعني به متروبوليت جبل لبنان إيليا كرم , الذي سار على خطى أسلافه , صديقاً كبيراً لروسيا , للشعب الروسي المؤمن , محتفظاً بالوفاء لطابع القداسة الروسية , والذي زاد التصاقه بها هو محبته لوالدة الإله وأيقوناتها " حسب صفحة الافتتاحية التي كتبها قدس الأب فلاديمير سيلوفييف مستشار البطريرك ألكسي الثاني لشؤون النشر والفن الكنسي .
ـ السيرة الذاتية ـ
سليم بن ناصيف بن جرجس كرم والدته مريم طانيوس مراد , هو من مواليد قصبة في بحمدون ـ لبنان .
تلقى علومه الابتدائية في مدرسة بحمدون ( باللغتين العربية والفرنسية ), وعام 1918 وبإلحاح خاص من والدته وعلى إثر شفائه من مرض التيفوس, قام بمقابلة المثلث الرحمات البطريرك غريغوريوس الرابع حداد الذي عين له مدرساً خاصاً باللاهوت بعدما وصلته أخبار ولعه الكبير بالكنيسة , ولاسيما وهو ابن العاشرة كان قد أشاد مزاراً للسيدة العذراء كان يمضي فيه يومياً ما لا يقل عن عشر ساعات .
في 25 / 12 / 1918 سامه البطريرك أناغنوسطي أي قاريء , وأدخله إلى مدرسة الآسية حيث مكث فيها عامين .
وفي عام 1921 دخل مدرسة البلمند فتلقى فيها الدروس الدينية , وبناءً على أمر البطريرك سيم إيبوذياكون ثم شماساً إنجيلياً عام 1923 , وفي الخامس من آب من العام ذاته عيّنه شماس الكاتدرائية المريمية في دمشق .
وفي 6 / 8 / 1926 رسمه مطران بيروت جراسيموس مسرة رئيس شمامسة أي أرشيدياكون على أبرشية بيروت , وسامه كذلك في عام 1930 أرشمندريتاً , وبهذه المناسبة أراد وجهاء بيروت تقديم صليب ذهبي مرصع مع سلسلته الذهبية له , إلا أنه رفض ذلك وتمنى تقديم ثمن الهدية وهو أربعمائة ليرة ذهبية إلى المؤسسات الخيرية .
في 20 / 12 / 1935 انتخبه المجمع الأنطاكي المقدس مطراناً على جبل لبنان .
وعلى رجاء القيامة والحياة الأبدية رقد سيادته في 11 / 4 / 1969 .
ـ رؤيا المطران إيليا كرم ـ
هناك الكثير مما أستطيع نقله عن الكتاب كمساعدة القرى الفقيرة وترميم وإشادة الكنائس ومساعدة الرهبانيات القائمة وإنشاء رهبانيات جديدة , وولعه وحبه وتقديره للأيقونات وخاصة أيقونات والدة الإله وبشكل أكثر خصوصية لأيقونة السيدة " أوديـيـيـتريا" أي " القائدة " أم النعم السريعة الإجابة , والمعروفة بسيدة بحمدون , ولا عجب في ذلك فقد تفتحت عيناه عليها , ومن الكتاب أنقل ماورد في الصفحات 47 ـ 48 ـ 49 :
" في أثناء الحرب العالمية الثانية , وعلى أثر حصار هتلر للمدن الروسية , وجه بطريرك روسيا ألكسـي الأول نداءً إلى العالم بضرورة إنقاذ روسيا من براثن النازية , بلغ النداء لبنان , فتأثر به المتروبوليت , خصوصاً وأن علاقة مميزة كانت تربطه بروسيا ,من خلال اهتمامه بعائلات روسية من سلالة القيصر , كانت تقطن في  للبحث والسؤال ـ إذ ذكرت تحت عنوان " الانتصار على الفاشية والمطران إيليا كرم " مايلي :
l________________________________________
" يحتفل العالم هذه السنة في 9 أيار بالذكرى الخامسة والستين للانتصار الكبير على الفاشية في الحرب العالمية الثانية وهو أكبر الأعياد الوطنية لدول الاتحاد السوفييتي السابق وأغلاها على قلوب معظم الناس وخاصة الجيل الأكبر منهم. بهذه المناسبة يجدر بنا أن نتذكر دور مطران جبل لبنان إيليا كرم (1903-1969) في انتصار الاتحاد السوفييتي على قوات هتلر كابوس القرن العشرين .
مفاد القصة باختصار كما هي واردة في بعض المراجع هي أنه في بداية الحرب العالمية العظمى (1941) وجّه البطريرك الأنطاكي النداء إلى جميع المسيحيين في العالم لمساعدة روسيا. وفي ذلك الوقت شاءت الإرادة الإلهية أن يصبح المطران إيليا كرم مصلّيا خاصّاً لأجل انتصار روسيا. فنزل إلى سرداب حجري تحت الأرض (حاليا دير سيدة النورية) حيث لم يتسرب أي صوت ولم يكن فيه شيء سوى إيقونة العذراء فأغلق على نفسه وهو لا يأكل ولا يشرب ولا ينام وقضى ثلاثة أيام في الصلاة لوالدة الإله متضرعا إليها أن تكشف له ما الذي يمكن عمله لمساعدة روسيا. فبعد ثلاثة أيام ظهرت له والدة الإله في عامود من النار لتقول له إنه اختير لإخبار روسيا بقرار الله، وفي حالة عدم تنفيذها هذا القرار يكون مصيرها الهلاك. وكان لا بد لإنقاذ روسيا أن تقوم الحكومة بالآتي: 1 .أن تفتح الكنائس والأديرة والمدارس الإكليريكية في كل البلاد؛ 2. أن تفرج عن كهنة محبوسين في السجون والمعتقلات ليرجعوا إلى الخدمة؛ 3. أن يتم الطواف بإيقونة عذراء قازان العجائبية حول مدينة لينينغراد؛ 4. أن تقام خدمة صلاة أمام إيقونة العذراء في موسكو ويتم نقلها إلى ستالينغراد؛ 5. أن ترافق إيقونة العذراء القوات السوفييتية لغاية الحدود. وبعد انتهاء الحرب كان لا بد للمطران إيليا أن يزور روسيا ويخبر الجميع بالحقيقة.
بعد ذلك اتصل المطران بالسفارة السوفييتية ونقل الخبر إلى السلطة فاستدعى ستالين المطران سيرغي والمطران أليكسي ووعدهما بتنفيذ ما قاله المطران إيليا. وبعد أن تمت المسيرة بالأيقونة القازانية حول لينينغراد أُخذت إلى مدن أخرى وتم تحرير كييف أم المدن الروسية في يوم أيقونة عذراء قازان. وفي سنة 1947 زار المطران إيليا كرم الاتحاد السوفييتي بدعوة شخصية من ستالين وفي 1948 وصل للمشاركة في الاحتفالات بالذكرى الخمسمائة لتأسيس بطريركية موسكو.
النقاط التي تسبّب الجدل هي أن لقاء ستالين مع المطرانين جرى بعد سنتين تقريبا من رؤيا المطران إيليا في أيلول 1943 عندما تغيرت الأوضاع في الجبهة لصالح القوات السوفييتية كما لا يُذكر في محضر هذا الاجتماع اسم المطران إيليا وتنبؤاته. كما أنه لا توجد أي وثيقة كتابية بيد المطران إيليا كرم تؤكد هذه الأحداث. والأهم من ذلك أن ستالين لم يتراجع عن سياسة اضطهاد الأديان، فبعد الزيارة الثانية للمطران إيليا في تموز 1948 تم إصدار الحكم بمنع أي شعائر خارج مباني الكنائس وفي تشرين الثاني من نفس السنة تم إلغاء القرار حول فتح الكنائس. ولم يتم فتح أي كنيسة أثناء حياة ستالين بل في أواخر الأربعينات أعيدت مصادرة مباني الكنائس لتحويلها إلى المستودعات والأندية، وبدأت موجة جديدة من اعتقالات الكهنة. وانطلاقا من هذه الأسباب وغيرها من التفاصيل التي لا مجال لذكرها هنا يشكّ بعض الباحثين في حقيقة هذه القصة ويعتبرونها شبه أسطورة ويفترضون أن زيارتي المطران إيليا للاتحاد السوفييتي كانت وراءها أسباب أخرى، بينما يصرّ الآخرون على صحة القصة ويكرمون المطران إيليا كثيرا ويأملون حتى في إعلان قداسته.
في سنة 1999 تم تصوير فيلم وثائقي حول المطران إيليا كرم ودوره في الانتصار الكبير وعلاقته بروسيا. في الرابط المرفق يمكن مشاهدة جزء منه يحتوي على مقاطع قصيرة من زيارة المطران إلى الاتحاد السوفييتي:
http://www.youtube.com/watch?v=Q0wWy...eature=related "

ومن مقال موجود في الكتاب الموجود بيدي للأب فاسيلي شفتس عن" عجائب أيقونة سيدة قازان " ومنشور في كتاب " روسيا أمام يوم الحساب " إعداد سيرغي فومين وإصدار دار رودنيك في موسكو عام 1994 , أنقل السطور التالية من الصفحات 75 ـ 79 ـ 80 :
" بعيد اندلاع الحرب الوطنية العظمى توجه بطريرك أنطاكية ألكسندروس الثالث برسالة إلى مسيحيي العالم طالباً الصلاة والمساعدة المادية لروسيا , ... اختير صديق ومتضرع من أجل روسيا من كنيسة أخت لنا , هو متروبوليت جبل لبنان إيليا كرم ليوحى إليه عن مصير الوطن والشعب الروسي , ... وفي تشرين الأول من عام 1947 دعا ستالين المطران إيليا لزيارة روسيا , وأهداه بعد مشورة المطران أليكسي ( لاحقاً البطريرك أليكسي الأول ) صليباً وانغولبيون مطعمين بالأحجار الكريمة المنتقاة من جميع مقاطعات الوطن مع أيقونة عذراء قازان , كعربون شكر , كذلك قررت الحكومة منحه جائزة ستالين للمساعدة التي أسداها أثناء الحرب , ولكنه اعتذر عن تقبلها قائلاً بأن الراهب ليس في حاجة إلى مال, وبعد زيارة موسكو قام المطران اللبناني بزيارة إلى لينينغراد وذلك في أواخر تشرين الثاني من عام 1947 , وفي صبيحة 26 تشرين الثاني أقام الخدمة الإلهية في كاتدرائية القديس نيكولاي , وفي اليوم التالي وضع إكليلاً باهظ الثمن على أيقونة سيدة قازان في كاتدرائية القديس فلاديمير , وارتفعت أصوات المؤمنين منشدة ترنيمة الشفيعة الغيورة : أيتها الشفيعة الحارة والسور الذي لا يحارب , ينبوع المراحم وملجأ العالم , إليك نهتف دائماً يا والدة الإله السيدة , أدركينا من الشدائد , ياسريعة الشفاعة وحدك ...
وتنشر مجلة " بطريركية موسكو" في العدد 8 من عام 1960 برنامج الزيارة الأولى التي قام بها المطران إيليا روسيا ,وزياراته إلى مدن وكنائس روسيا ,حيث بدأت الزيارة بتاريخ 14 تشرين الثاني وانتهت بتاريخ 11 كانون الأول من عام 1947 . كما تنشر في العدد 9 لعام 1960 مقابلة مع سيادته بمناسبة زيارته الرابعة إلى روسيا .
وفي الكتاب أيضاً مقالة للسيد سرغي فومين يلفت فيها النظر إلى أن ستالين في كلمته الموجهة في 3 تموز من عام 1941 مع بدء الحرب استهلها بتعبير " إخوتي وأخواتي " ويشرح أن هذا خطاب مسيحي وليس سوفييتي , ويستطرد كاتباً " من المؤسف أن الرسائل التي أرسلها المتروبوليت إيليا عبر القنوات الدبلوماسية والصليب الأحمر لم تظهر حتى الآن, بصرف النظر عن هذا , فإن طلبات سيدة السماء , كما تؤكد الوقائع التاريخية , نفذت بحرفيتها , وتوقفت منذ بداية الحرب في الإتحاد السوفييتي الدعاية ضد الدين ,وفي شهر تشرين الأول من عام 1941 توقفت عن الصدور جميع المنشورات المناهضة للدين , كما أن المجلة الشهيرة " تحت راية الماركسية " غيرت منحى مقالاتها وأخذت في طباعة الأدبيات التاريخية والوطنية , وفي عام 1944 أوقفت كل نشاطها , وفي تلك الفترة أقفل القسم المناهض للدين في معهد الفلسفة التابع للأكاديمية , وأوقفت الملاحقات في حق خدام الكنيسة , وسمح بإقامة القداديس بحرية , إن من استحوذ على ثقة ستالين هو متروبوليت جبل لبنان إيليا كرم , المشبع بروح الإيمان بوالدة الله منذ نعومة أظفاره والمحب الكبير لروسيا وشعبها , وبعد اجتماع ستالين في مقره الصيفي مع غ.م. مالكوف و ل.ب . بيريا وعقيد الاستخبارات غ . غ كاربوف وهو مسئول أول في قسم مراقبة نشاط المؤسسات الدينية تقرر أن يلتقي ستالين ممثلي الكنيسة , وفي 5 / 9 / 1943 عقد الاجتماع الذي قال فيه ستالين : بإمكان الكنيسة الاعتماد على كل أنواع المساعدة الحكومية في المسائل المتعلقة بتنظيم وتوطيد مواقعها داخل الإتحاد السوفييتي , وفي 8 / 9 تم انتخاب المتروبوليت سرغي ستراغرودسكي بطريركاً لموسكو وسائر روسيا .
وفي الكتاب مقالة أخرى منشورة في مجلة " بطريركية موسكو " في العدد الصادر بتاريخ 4 نيسان عام 2000 , للكاتبة سفيتلانا غنوتونا تذكر فيها : " بعد نهاية الحرب وجه البطريرك أليكسي الأول دعوة رسمية إلى متروبوليت جبل لبنان إيليا كرم لزيارة الإتحاد السوفييتي , ... وفي 25 تشرين الثاني وصل المتروبوليت كرم إلى لينينغراد , وكان في رفقته عن الحكومة أليكسي كوسيغن وعن البطريركية متروبوليت لينينغراد ونوفغورد المطران تشوكوف , وكان الهدف من الزيارة وضع التاج المقدس على أيقونة والدة الإله القازانية في كاتدرائية الأمير فلاديمير , وبعد وضع التاج ألقى المتروبوليت اللبناني عظة شهيرة تكلم فيها كيف ظهرت عليه والدة الإله وأوكلت إليه لنقل ندائها للقيادة الحكومية والدينية الروسية .وذلك نقلاً عن مجلة البطريركية الموسكوفية عدد 1 عام 1948 ص 51 .
وتذكر الصحفية ناتاليا سوخينا والتي شاركت مع المخرج نيكولاي راوجين والمصور أليغ لابانوف مساهمتها عام 1999 في إنجاز فيلم " وسمعت صوتاً من السماء " للمؤلف بوفالييف ,وعن بحثهم عن المكان والأيقونة التي صلى أمامها المطران الراحل وتنوه إلى أن الشريط الذي صنعوه عرض في القناة الثالثة للتلفزيون أكثر من مرة وأنه حصل على نجاح ملحوظ .
وخاتمة الكتاب هي " نداء إلى القراء " وجهته لجنة إحياء ذكرى المتروبوليت كرم بتاريخ 8 / 5 / 2003 إلى كل الذين يملكون إي وثائق أو مستندات أو ذكريات مع المثلث الرحمات المطران إيليا كرم بالاتصال بها على الرقم 389264 في لبنان .
ومن الجدير بالتنويه أن صورة الأيقونة العجائبيــة الموجودة في دمشـق والتي تدعى " سيدة الصوفانية " هي ذاتها أيقونة " سيدة قازان ".
اليان جرجي خباز
بعض المصادر والمراجع :
ـ حياة العذراء على الأرض , ترجمة الأرشمندريت توما ديبو المعلوف , مطبعة قلفاط , بيروت .
ـ روسيا أمام يوم الحساب , دار جيتومير , الطبعة الثانية , إعداد سرغي فومين .
ـ شفيعة غيورة , المركز الروحي الروسي , موسكو 1992 .
ـ المخابرات والكرملين , بافل سودولاتوف , موسكو 1997 .
ـ تاريخ روسيا القديم والحديث , ألفرد رامبو , سمويلنسك 2001
ـ مجلة بطريركية موسكو عدد 8 و 9 لعام 1960 .
ـ الكنيسة الروسية الأرثوذكسية على أرض الاحتلال الألماني , ألكسييف ستافروس 1980 , بالاستناد إلى كتاب مستقبل الدين في روسيا , لندن 1935 .
ـ جريدة ترود عدد 208 بتاريخ 4/ 11 / 1999 ,مقالة لمؤلف الفيلم بوفالييف . ف .
ـ مجلة البطريركية الموسكوفية العدد / 1 /عام 1948 ص 45 عن الزيارة الأولى .
ـ مجلة البطريركية الموسكوفية العدد /10 /عام 1945 , والعدد /12 /لعام 1954 ,
والعدد / 10 / لعام 1960 , والعدد / 3 /لعام 1961 .
ـ الكنيسة الروسية الأرثوذكسية في زمن ستالين وخروتشوف , شاروفسكي م . ف



إليان جرجي خباز