2024-09-16 14:21:45
- الى الغالية امي:

- الى الغالية امي:

- الى الغالية امي:

امي الغالية وجميع الامهات الموقرات في صحنايا والامهات الثكالى في فلسطين المحتلة:
تقبلوا مني هذه القصيدة للشاعر القروي رشيد سليم الخوري
بعنوان حضن الام:


روى الراوون أن عثروا بمِصر على درج غَريبِ الخطِّ مبهم

فحاولَ فهمه العلماء لكن بدا لِجماعةِ العلماء طِلسم

إلا أن حلَّه الشعراء شِعراً ومن بالشعرِ كالشُعراءِ يفهم

وذلك أنه من َقبلِ عيسى توفِّي شاعر في الشرق ملهم

أضاع العمر في طلبِ المعاصي يحلِّلُ ما كِتاب اللهِ حرم

فَكاد إلى اللَّظى يلَقى، جزاء لما من سيئ الأعمالِ قَدم

ولكن بره الأبوينِ غطَّى مساوئه فخُلِّص من جهَنم

فَنام بحضنِ إبراهيم لكن قُبيلَ الفجرِ شاعِرنا تَبرم

وقام لربّهِ يشكو ويبكي بكاء صيّر الفردوس مأَتم

فهدأ روعه وحنا عليهِ وطيب قَلبه بِحنانهِ الجم

و وسده يديهِ و ركبتيهِ ومالَ عليهِ بالَتقبيلِ والضّم

وقالَ لِعبدِهِ داوود رنِّم لهذا البلبلِ الباكي َفرنَّم

فَنام بحضنِهِ الأبوي حيناً وعاد يساقُطُ العبراتِ عِند م

إلى أن ضج أهلُ الخُلدِ غَيظاً وصاح اللهُ من غَضبٍ إلى َ كم

أُطيقُ تَذ مراً مِن عبدِ سوءٍ يجرع كَوثراً فَيقولُ علقَم

تَظلَّم في الثَّرى من غَيرِ ظُلم وحتى في النَّعيمِ معي َتظَلَّم

أرى الشُعراء جازوا الحد، إني أكاد لِخلقِي الشعراء أندم

علام بكاك يا هذا وماذا دهاك فلا تَنى تَشكو، تَكَلَّم

أصفحي عنك قد أبكاك أم ما جزيت به منِ الإِحسانِ أم.. أم؟

فَصاح: العفو يا مولاي من لي سِواك ومن سِوى الرحمنِ يرحم

أَتيتُك راجياً َنقلي لِحضن أحب إلي مِن هذا وأكرم

لِحضنٍ طالما قد نِمتُ فيهِ قَرير العينِ بين الضم والشَّم

أما ألَقي َ ت رأسك فوق صدرٍ حنونٍ خافقٍ بمحبةِ الأم؟

فَدعني مِن نَعيمِ الخُلدِ إني نَعيمي بين ذاك الصدرِ والَفم

تُربتُني كعادتِها بِرفقٍ وتُنشد نَم حبيبي بالهنا نَم

فَأصغى سيد الأكوانِ ُلطفاً لشكوى شاعِرِ الغبراء واهَتم

وقالَ لِنفسهِ هذا محالٌ أيعلم شاعِر ما لَستُ أعَلم

أينعم خاطئٌ في الأرضِ قَبلي بما لَستُ في الفِردوسِ أنعم

لأكَتشَِفن هذا السر يوماً ولو كُلِّفتُ أن أشقى وأُعدم

وكاَنت لَيَلةٌ وإذا صبي صغير نائِم في حضنِ مريم



جريس السيوطي .:. 2009-01-08 19:11:


جريس السيوطي