2024-09-28 17:20:09
أردوغان انتصر لغزة وأطفالها،

أردوغان انتصر لغزة وأطفالها،

أردوغان انتصر لغزة وأطفالها

غادر أردوغان" رئيس الوزراء التركي" جلسة نقاش ساخنة مع الصهيوني شمعون بيريس على هامش منتدى دافوس الاقتصادي العالمي أول من أمس احتجاجا على عدم إتاحة الفرصة له كاملة للرد على حديث بيريس، واصفاً اسرائيل بأنها «تعرف جيدا كيف تقتل». وقال أردوغان إنه ربما لا يعود أبدا للمشاركة في التجمع السنوي للأغنياء والأقوياء. وكان أردوغان وبيريس قد اشتبكا كلاميا خلال ندوة أجريت في دافوس، على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي، حول الحرب في قطاع غزة. وقد شارك في الندوة، إضافة إلى بيريس وأردوغان، كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وأدارها الصحافي الأميركي ديفيد إيغينتوس. وبناء على طلب بيريس تكلم الجميع قبله، وقد انتقدوا إسرائيل على الحرب وعلى المساس بالمدنيين، وكان أشدهم حدة أردوغان الذي قال إن إسرائيل تقتل الأطفال الفلسطينيين دون ذنب، واتهم إسرائيل بالتخطيط المسبق للحرب، وكشف أنه جلس مع رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت لمدة 7 ساعات متواصلة في أنقرة، قبل الحرب بأربعة أيام فقط، وأبلغه أن تركيا قادرة على تحقيق اتفاق تهدئة آخر مع حماس، وأنه بالإمكان التقدم نحو صفقة تبادل أسرى يتم خلالها تحرير الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شليط. وكشف أردوغان أيضا أنه في مرحلة معينة من اللقاء مع أولمرت، اتصل بالرئيس السوري بشار الأسد وأجرى حوارا بينهما من خلاله. وتطرق هذا الحوار إلى قضية حماس، وإلى السلام الإسرائيلي السوري. ولكنه لم يفصّل أكثر، وقال: «إسرائيل اختارت الحرب بدل السلام». وقد رد بيريس وفق ما ذكرت – صحيفة الشرق الأوسط - على الاتهامات بلهجة حادة، وطيلة 25 دقيقة راح يهاجم زملاءه على المنصة، وخصوصا أردوغان، فراح يقرأ من ميثاق حماس الفقرات التي تتحدث عن إبادة إسرائيل واستحالة السلام معها. وقال إن حماس هي التي تقتل الأطفال الإسرائيليين، وإنها ترسل الحافلات الملغومة إلى الشوارع الإسرائيلية في القدس وغيرها... خطاب بيريس دفع الجمهور للتصفيق بحماس لبيريس، فطلب أردوغان حق الكلام، فحاول مدير الندوة منعه بدعوى منح الجمهور حق توجيه الأسئلة. وأصر أردوغان فأتاح له مدير الندوة أن يتكلم دقيقة واحدة، فتناول السماعة وهاجم الجمهور الذي يصفق لقتلة الأطفال وراح يرد على بيريس بصوت عال: «أنت لست صاحب حق، وحجتك ضعيفة، لذلك اخترت أن ترفع صوتك بشكل غير دبلوماسي. ولكن الحقيقة تبقى أن حماس أطلقت صواريخ بدائية تسقط بمعظمها في مناطق مفتوحة، وأنتم قصفتم بيوتا وهدمتموها فوق رؤوس أهلها من الأطفال والنساء، وإنه كان بالإمكان التوصل إلى تهدئة وسلام، وأنتم اخترتم طريق الحرب. إنكم يا سيادة الرئيس قتلة أطفال». هنا طلب مدير الندوة أن يوقف كلامه قائلا إنه، أي أردوغان، تجاوز قوانين الندوة، فنهض أردوغان وترك القاعة، وقال إنه لن يعود بعدُ إلى دافوس. و حول رد الفعل على انسحاب أردوغان من دافوس رحب الرئيس التركي عبد الله غول بمغادرة أردوغان للمنتدى، وقال كما نقلت عنه وكالة الأناضول: «إذا لم يتم احترام رئيس الوزراء التركي فالأخير لن يتقبل هذا الأمر. لقد قام بما هو ضروري». بدورهم رحب أنصار أردوغان في تركيا بانسحابه، وتجمع ثلاثة آلاف شخص في محيط مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول، حاملين أعلاما تركية في استقبال حاشد لأردوغان. وردد المتظاهرون شعارات تندد بإسرائيل وبهجومها على قطاع غزة، وهتفوا: «إننا نفتخر بك»، مقاومين البرد القارس فجر الجمعة في مطار إسطنبول. كما أثار هذا الموقف ردود فعل عالمية واسعة حيث امتدح قادة حماس أردوغان على موقفه المشرف، وتلقى التهاني من الفصائل الفلسطينية، ونظمت تظاهرات في قطاع غزة أمس للإشادة بموقفه، وأصدرت الفصائل بيانات حيّت فيها موقفه «الشجاع»، وقالت حماس إن أردوغان انتصر لغزة وأطفالها، وقالت حركة الجهاد إنه موقف لن تنساه فلسطين. واعتبر محللون أتراك أن فورة غضب أردوغان في دافوس ستثير توترا في العلاقات التركية الإسرائيلية، وباتت تهدد طموحات أنقرة في أداء دور محوري في حل أزمة الشرق الأوسط. وعلق عارف كسكين المحلل في مركز البحوث الأوروبية - الآسيوية «آسام» لوكالة الصحافة الفرنسية: «يشكل هذا التحرك نقطة بتر مهمة، وقد يغير نظرة الغرب إلى تركيا».

admin