ما الذي يشدك الى الموقع
اعزائي زوار الموقع اتمنى واياكم عاماً ملؤه السلام والامان والتعالي على الجراح .
العيد ياتي بالغلاء على ابواب الشتاء ..
لا انخفاض في الاسعار حتى ولو تراجع الدولار .. والمواطن يهجر المحال الى "البسطات"
تكاد محال الألبسة المعروفة تخلو من زبائنها قبل أيام قليلة من عيد الأضحى، كيف لا ؟ وسعر القطعة الواحدة فيها فاقت في معظم الأحيان راتب الموظف كاملاً ، في حين احتشد المارة على ارصفة الشوارع الرئيسية بدمشق، لتقليب بسطات البالة وتصافي المحلات، علهم يجدون قطعة ملابس تناسبهم وتناسب دخلهم المحدود، وترد عنهم برد الشتاء.
120 الف ليرة كلفة الشتاء والعيد
عيد الأضحى هذا العام، رافق قدوم فصل الشتاء، ما رتب على المواطنين عبئاً ثقيلاً ان التزموا بكل المستلزمات المتعارف عليها سابقاً، فقد "تضطر الاسرة الواحدة لدفع أكثر من 120 الف ليرة خلال 15 يوماً فقط ان رغبت بتأمين جميع المستلزمات" بحسب أبو عاطف وهو رب عائلة من 5 أفراد، والذي قال إن "قدوم عيد الاضحى في منتصف الشهر ومع بداية فصل الشتاء، إضافة إلى الارتفاع الكبير في الاسعار الذي طال الملابس الشتوية والحلويات وجميع مستلزمات الحياة الأخرى، رتب علينا نفقات ضخمة تصل إلى 120 الف ليرة سورية، قد نضطر لدفعها خلال 15 يوما ضمنها مازوت التدفئة وبعض قطع الملابس للعائلة وحلويات العيد وطعامنا اليومي".
حال أبو عاطف، كان حال أغلب الأسر السورية ذات الدخل المحدود، والتي اضطرت أن تختصر كثيراً من الأمور الهامة التي كانت ملحة لزوم فصل الشتاء وعيد الأضحى، ومن جهتها قالت فدوى (ربة منزل وأم لـ3 أطفال)، إنه "في هذا العيد، لن نبتاع الحلوى وستقتصر الضيافة على المكسرات والعصائر والقهوة المرة".
وتابعت "لن اشتري لأطفالي ملابساً جديدة إلا ماهو ضروري من البالة أو البسطات، وسأقوم بصبغ وإصلاح ملابس أخرى كانت قديمة، حتى يلبسوها في العيد، فمن غير الممكن لنا ان نشتري الملابس الشتوية كما المعتاد من المحال والاسواق في ظل الغلاء الحاصل الذي فاق الخيال، فإن كلفة تجهيز طفل واحد من أطفالي قد تصل إلى 12 الف ليرة".
المحلات "للفرجة" والحشود على "البسطات"
" تشاهد المارة محتشدين في الأسواق لكنهم لا يقومون بشراء إلا ماهو ضروري وملح، يدخل محلي يومياً أكثر من 100 زبون، لكنني لا ابيع يومياً أكثر من 10 قطع، فأغلب المتسوقين يكتفون بالتفرج فقط، والسؤال عن الاسعار، وبعدها يقصدون بسطات البالة على الطرف الآخر، أو بسطات تصافي المحلات" بحسب ما قاله صاحب أحد محال الألبسة في منطقة الحمراء بدمشق.
وتابع إن "كلفة الملابس ارتفعت علينا كبائعين، ورغم خفضنا لهامش ربحنا إلا أن الاسعار مازالت خارج حدود استطاعة المواطنين، وليست لدينا القدرة على خفض الاسعار أكثر، فكلفة الحياة ارتفعت علينا ايضاً، كوننا بالنهاية مواطنين، فعدا عن ارتفاع اسعار الالبسة على البائع، زادت عليه فاتورة الكهرباء مؤخراً".
أسعار خيالية
وصف مواطنون لسيريانيوز أسعار الألبسة وغيرها من مواد بـ"الخيالية"، فقد وصل سعر الطقم الولادي في المحال المتوسطة، إلى 3500 ليرة والبنطال النسائي إلى 7000 ليرة، والرجال 4500، والقميص الرجالي 2500 ليرة، والمعطف الرجالي 6000 ليرة، الإضافة إلى ارتفاع أسعار الجوارب والأحذية، حيث وصل سعر الحذاء العادي إلى 3000 ليرة من على "البسطة"، في حين وصل سعر البنطال في محلات الماركات إلى 9 آلاف ليرة سورية، والقميص إلى 6 آلاف، والـ"الجاكيت" السبور إلى 19 ألف ليرة، والحذاء إلى 10 آلاف.
في حين بلغ سعر الملابس على "بسطات تصافي المحلات"، من 350 إلى 1700 للقطعة الواحدة، وهي ملابس جديدة ليست مستعملة، في حين بلغ سعر القطعة الواحدة من بسطات البالة المستعملة من 150 إلى 1500، قد تزيد أكثر حسب القطعة وجودتها.
وقال مصدر في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لسيريانيوز، إن "مديريات التجارة الداخلية على علم بهذه البسطات، وهي لا تقوم بمحاربتها أو التضييق عليها، كونها تشكل الملاذ الوحيد حالياً للكثير من الاسر السورية في ظل غلاء الاسعار وخاصة بما يتعلق بالألبسة".
ومن جهته، قال رئيس جمعية حماية المستهلك السورية، عدنان دخاخني، في تصريحات له، إن "بسطات الالبسة هذه ليست بمجملها ألبسة مستعملة، وقد تكون تصافي المجمّعات التجارية، حيث إنّ البضائع التي لم تبع في موسم الصيف في أوروبا لا يتم تخزينها للعام القادم، كما يحصل في سورية، وإنّما يتمّ إرسالها إلى معامل مختصة بالبالة، فتقوم بتعبئتها وتجهيزها للشحن لإرسالها إلى دول العالم الثالث، التي تستفيد منها بشكل كبير، وهذا هو النوع الذي نهدف إلى استقدامه بشكل نظامي".
الحلوى تركب موجة الغلاء
أسعار الحلوى ومستلزمات العيد الأخرى لم تكن بمنأى عن ارتفاع الاسعار، فقد وصل سعر كيلو الشوكولا من 1500 إلى 2000 ليرة، والبقلاوة 1500 – 1700، وسعر كيلو السكاكر من 500 إلى 700 ليرة، والبتيفور من 400 إلى 550 ليرة للكيلو الواحد، وعلى ذلك ابتعدت كثير من الاسر عن شراء الحلوى الجاهزة، مقتصرين على صنع اصناف غير مكلفة في المنزل.
وتعتبر الألبسة والحلويات، وحوالي 82 مادة أخرى، مواد محررة الأسعار، أي ان اسعارها متروكة للبائع، وعلى ذلك، قالت مديرة الأسعار في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، وفاء الغزي في وقت سابق أن "التسعير الإداري سوف يطبق بشكل متدرج على المواد المحررة والتي تبلغ نحو (84) مادة وتقع ضمن ثلاثة زمر وفئتان والتي تخضع لثماني قرارات وست جهات تقوم بالتسعير وأربع نصوص قانونية تحكم عملية التسعير حيث تكون تحقيق التوازن والاستقرار" .
بدوره، لفت مصدر من جمعية حماية المستهلك السورية إلى أنه "هناك عدة اجتماعات جرت من اجل دراسة الغاء تحرير اسعار الألبسة وغيرها من المواد الغذائية، وسيصدر قراراً بذلك بعد عيد الأضحى".
انخفض سعر الدولار والاسعار مازالت في "فلتان"
انخفض سعر صرف الدولار الأميركي أمام الليرة السورية عما كان عليه سابقا، إلا أن الأسعار مازالت في ارتفاع، وعلى ذلك، قال مدير حماية المستهلك في وزارة التجارة الداخلية قناص مرعي في تصريحات صحفية، إن "انخفاض الأسعار لن يظهر بصورة مباشرة في الأسواق حتى نفاذ المواد القديمة من الأسواق، إلا أن الاستقرار في سعر الصرف في الفترة الأخيرة انعكس على ثبات الأسعار نوعاً ما".
فلتان الاسعار في دمشق، شكل هاجساً للمواطنين، في ظل رقابة تموينية "ضعيفة" اعترفت بها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك سابقاً وبشكل صريح، بحجة أن عدد المراقبين التموينيين قليل، ولذلك قامت باستحضار موظفين من جهات عامة أخرى لتقوم بتدريبهم على الرقابة التموينية ورفدهم إلى السوق.
ووجه رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي، وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك مؤخراً، بتشديد الاجراءات الرقابية على الأسواق ولاسيما أسواق الهال، وفرز عدد من العاملين في الدولة للعمل كمراقبي تموين بهدف مراقبة جميع الأسواق وضبط الأسعار ومعاقبة المخالفين.
وقال مدير حماية المستهلك جمال الدين شعيب بحسب بيان صحفي حصلت سيريانيوز على نسخة منه إن "مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق نظمت 52 ضبطا تموينيا يوم الاربعاء وحده، خلال جولتها على اسواق مختلفة في مدينة دمشق" .
وتابع شعيب إنه "تم تنظيم 52 ضبطا تنوع بين عدم الإعلان عن السعر والبيع بسعر زائد وعدم ابراز فواتير وعدم ذكر مواصفة ومصادرة مواد منتهية الصلاحية معظمها لمواد غذائية وألبسة وأحذية وحلويات ".
وتشهد الاسواق السورية ارتفاعاً في الاسعار غير مسبوق، وخاصة مع قدوم فصل الشتاء وعيد الأضحى، في ظل المقاطعة الاقتصادية التي تتعرض لها سورية، وارتفاع سعر صرف الدولار بين الحين والآخر.