RSS

للحصول على اخر الاخبار اول باول وقت حصولها يمكنك الاشتراك بخدمة RSS عبر الرابط التالي:

الارشيف


الاسبوع الماضي







االشريط الاخباري


تصويت

ما الذي يشدك الى الموقع

أخبار البلدة
الأبراج
الحكم
القصص الجميلة
التعليقات


محرر اونلاين

 


اعزائي زوار الموقع اتمنى واياكم عاماً ملؤه السلام والامان والتعالي على الجراح .


 


القائمة البريدية

البريد الالكتروني:




اكثر المقالات قراءة






- وداعا منصور الرحباني

- وداعا منصور الرحباني
- وداعا منصور الرحباني

- وداعا منصور الرحباني- وداعا منصور الرحباني

منصور الرحباني... وداعاً!

رحل الفنان الكبير منصور الرحباني عن عمر 83 عاماً، ولا تزال آخر أعماله «عودة الفينيق»، التي افتتح بها مهرجان بيبلوس (جبيل) في لبنان صيف العام الماضي، تقدَّم على مسرح كازينو لبنان.



منصور الرحباني إسم أشهر من أن يعرَّف، كان الى جانب شقيقه الراحل عاصي الرحباني من أعمدة الموسيقى والمسرح في لبنان، والسيدة فيروز صوتهما الخالد، صوتهما الى الجمهور. شكّل هذا الثالوث ظاهرة فريدة في تاريخ لبنان والعالم وأبدع بقوة في المسرح الغنائي، فجسد الواقع اللبناني على المسرح، بل روّج لثقافة الدولة اللبنانية واعترض على ما يسمونه «ثقافة السلطة». وبقي منصور في هذا المسار الى آخر أيامه وإن اختلفت طرق تقديم مسرحياته عن تلك الأيام التي تعاون فيها مع عاصي.

رحل منصور وبذلك يفقد لبنان واحداً من أركانه المؤسسين الذين لم يبق منهم إلا قلة، هؤلاء الذي رسخوا الفنون اللبنانية من مسرح وموسيقى وأغنيات فلكلورية وكان منهم زكي ناصيف ونصري شمس الدين وحسن علاء الدين وفريال كريم وفيلمون وهبي وعمر الزعني ويحيى اللبابيدي والسي يوسف (يوسف شهوان) وتوفيق الباشا وآخرون.

ولد منصور حنا الرحباني عام 1925 في بلدة أنطلياس (شمال بيروت) والده حنا الرحباني، عازف بزق، وصاحب مقهى «فوّار أنطلياس»، الذي رسمت جدرانه وأجواؤه الحميمة قاعدة الأخوين رحباني الفنية الأولى. أما والدته فاسمها سعدى صعب من بلدة عينطورة، وكانت تجمع الروايات.

عاش منصور وعاصي طفولة بائسة قبل أن يشتهرا في عالم الفن. في كتابه «الأخوين رحباني طريق النحل»، ينقل الشاعر اللبناني هنري زغيب عن منصور قوله «تشرّدنا في منازل البؤس كثيراً. سكنا بيوتاً ليست ببيوت. هذه هي طفولتنا». بعد وفاة الوالد، اضطر مبكراً الى خوض معترك الحياة الصعب فدخل منصور سلك «بوليس بيروت العدلي» في عمر السابعة عشرة.

تلقى منصور أولى دروسه الموسيقية على يد الأب بولس الأشقر في أنطلياس، فتلقّن الموسيقى الشرقية والنوتة وأصول الأنغام، واطلع على المراجع النادرة في الموسيقى الشرقية، مثل كتاب كامل الخلعي ومؤلفات الكندي والفارابي والرسالة الشهابية في قواعد ألحان الموسيقى العربية. من ثم أمضى تسعة أعوام يلقّنه الأستاذ برتران روبيار دروساً شكّلت بطاقة المرور الى «موهبة غيّرت واقع الموسيقى والأغنية في الشرق»، بحسب تعبير الموسيقي محمد عبد الوهاب.

يقول منصور في أحد حواراته: {بالنسبة إلى الموسيقى والغناء، كنا في بداياتنا نستمع الى كثيرين أمثال: سيد درويش، أم كلثوم، محمد عبد الوهاب وغيرهم، تفاعلنا مع هؤلاء، بالإضافة إلى أن الأب بولس الأشقر علمنا الموسيقى الشرقية، والأهم من ذلك، أننا نعيش في منطقة غنية بالأعمال الموسيقية مثل: الموسيقى الإسلامية والتركية والبيزنطية وعلوم الموسيقى الغربية وعلم التأليف، ذلك كله شكل خزاناً كبيراً غرفنا منه وتفاعلنا معه، لكننا لم نقع في التقليد، لم نذهب شرقاً ولا غرباً، أعطينا «الأخوين رحباني»، كنا نحن، لا أحد يشبهنا أو نشبهه».

خلال سنوات الدراسة الموسيقية تلك، اجتمع منصور الرحباني مع شقيقه عاصي تحت إسم «الأخوين رحباني»، متخطين حواجز الفردية ودخلا معاً الإذاعة اللبنانية عام 1945 مزودين بلونهما الفني الجديد.

كذلك انتسب الأخوان رحباني الى «إذاعة الشرق الأدنى» حيث ألّفا أعمالاً فنية كثيرة، منها الـ{اسكتشات» التي عرفت تحت إسم «سبع ومخول». وعندما اقترن عاصي الرحباني بنهاد حداد، التي عُرفت في ما بعد باسم فيروز، عام 1955، شكلوا معاً الثالوث الرحباني الجديد: عاصي، منصور وفيروز.

من مسرح البيكاديللي في بيروت انطلق هذا المسرح الرحباني الى البلدان العربية، بطابع فريد مميز في نوعه وشخصيته المنبثقة من ذاتها ومن التراب اللبناني، غير متأثر بالتيارات المحيطة. وقدّم أعماله في دمشق وعمان والكويت وبغداد والقاهرة والإمارات وحلب وتونس والمغرب والجزائر وليبيا، ثم في لندن ومانشستر وباريس وريو دي جنيرو وساو باولو وبيونس أيرس والولايات المتحدة الأميركية (12 ولاية) وكندا.

كتب المسرح الرحباني للوطن والأرض والتاريخ والمستقبل، وللفقراء والبسطاء، واهتم بالفولكلور اللبناني اهتماماً خاصاً. وناصر القضايا العربية الكبرى، فكانت أغنيات لفلسطين وللقضية الجزائرية، وأنجب جيلاً من المطربين والمطربات الذين أصبحوا نجوماً في العالم العربي.

قدِّمت عن الأعمال الرحبانية أطروحات كثيرة ودراسات متنوّعة، مسرحاً وشعراً ولحناً وتجدداً، في أكبر جامعات العالم مثل السوربون وهارفرد وأوكسفورد والجامعات العربية واللبنانية. امتدت التجربة الرحبانية الى السينما فأعطت ثلاثة أفلام هي «بياع الخواتم» و{سفر برلك» و{بنت الحارس».

بعد وفاة عاصي عام 1986 ظهر للمرة الأولى إسم منصور في مسرحية «صيف 840} من بطولة غسان صليبا وهدى حداد واستمر هذا الفنان بالإنتاج بمسرحية «الوصية» من بطولة صليبا وحداد أيضاً. كذلك قدم «ملوك الطوائف» من بطولة غسان صليبا وكارول سماحة، ثم «المتنبي» من بطولة غسان صليبا وكارول سماحة، مروراً بـ{حكم الرعيان» من بطولة الفنانة التونسية لطيفة و»سقراط» من بطولة رفيق علي أحمد و{النبي» المأخوذه عن نص جبران خليل جبران و»زنوبيا» من بطولة غسان صليبا وكارول سماحة، وصولاً إلى عودة الفنيق من بطولة غسان صليبا وهبة طوجي وأنطوان كرباج ورفعة طربيه وتقلا شمعون ويوسف حداد...


{الجريدة} استطلعت آراء بعض المثقفين والفنانين اللبنانيين.

عبيدو باشا
كلما جاء ذكر عاصي ومنصور الرحباني، انبعثت رائحة حميمة، وتصاعدت مناخات دافئة. إنهما واحد منذ البداية، منذ رقدت طبائع الإسمين في اسم واحد: الأخوان رحباني. أصبحا واحداً في الموت أيضاً برحيل منصور. كتبا تجربتهما في كتاب الفن اللبناني، المختلف. اندمجا في المشهد الثقافي، قبل أن يبحثا عن ميزتهما الخاصة فيه. وقد وجداها في ارتياح وعيهما واسبقيّته. وهي تجربة كوّمت أسماء في حجمها، في حياكتها برتقال بساتينها الخصبة.
كلما قصدت منزل منصور، حضرت إلى ذهني «بيتي» إحدى قصائد نزار قباني. يقع المنزل في بناية من طابقين. الطابق العلوي، حيث يقيم منصور الرحباني. ولم نعرف سكان الطابق الأرضي، لأننا قصدنا غالباً ذلك العلوي، من دون كثير انتباه وتمعّن الى الطابق الأرضي أو سكانه. وأتذكّر قصيدة نزار قباني لأن بيت الرحابنة تحضنه صنوبرتان. واحدة عند زاويته الشرقية، والأخرى عند زاويته الغربية. صنوبرتان بدل الصنوبرات الخمس التي حرست بيت قصيدة قباني، لا شجرات شوح هنا، بل صنوبر.
«لبنان الأخضر» للأخوين رحباني، قرأناها دائماً بوصفها أغنية إيديولوجية، لكنها ليست كذلك، بل أغنية بيئية، أغنية جغرافية، أو أغنية بيئية جغرافية. هذا ما اكتشفته، إثر سنوات طويلة من اتهام الرحابنة بأدلجة الأغنية. ربما هي أغنية بريئة.
كلما صعدت الى أنطلياس، أقرّر الخلود الى الصمت. غير أنني لا أزال أحس بقلق شديد، يوجس بأنباء جديدة أو قديمة أو جديدة قديمة. غياب منصور، حضور مضاعف، ضوء متحرك دافئ كما هو غياب عاصي قبله.

شوقي بزيع
لم يكن غياب منصور مفاجئاً لأصدقائه ومحبّيه، ذلك أنه يوم رحيل عاصي أعلن منصور أنه بات مشطوراً إلى نصفين: نصف تحت التراب ونصف فوقه. أي أنه مات نصفياً على الأقل، واليوم يكمل عقد آل الرحباني مع الموت.
يرحل منصور كي تبلغ الأسطورة منتهاها، فالأسطورة لا تكتمل إلا بغياب أطفالها أو احتجابهم. لكن ما سها عن بال منصور وعاصي وقت الرحيل أن أحداً غيرهما لم ولن يستطيع أن يترك للبنانيين وطناً كاملاً من الرؤى والأطياف والأحلام الورديّة وقصصات الحكايا، وطناً أسِّس بكل ما يلزمنا لنتابع الحياة من دونهما، وطناً يتواجه فيه ضحايا وجلادون، ملائكة وشياطين كما تتواجه الحياة والموت بتجلياتهما كافة.
كلما كان الخناق يضيق من حولنا زمن الكوارث والحروب الطويلة كنّا نفتح ذلك الإرث الهائل من الحب الذي خلّفه الرحبانيان وفيروز، ونقتات منه ما نحتاجه تماماً كما يفتح المسافر الجائع زاده في الصحراء القاحلة. فقد كان لبنان قبل منصور وطبعاً عاصي أضيق بكثير ممّا هو عليه اليوم. كانت جباله أقل ارتفاعاً ونساؤه أقل جمالاً وليله أكثر وحشة، حتى إذا اجترحا مملكة الموسيقى والصوت والشعر أمكننا العثور على الذهب الحقيقي الذي سيجدد لمعانه في كل عقد ومع كل جيل.

أحمد قعبور
كتب ذات يوم سعيد عقل «مشوار جينا عل الدني مشوار» ولحّنها عاصي ومنصور الرحباني. أنهى عاصي مشواره تاركاً لنا بستاناً فيه الكثير من الحب والتواضع والإيمان وأسئلة لا تنتهي عن خلاص البشرية. وها هو منصور اليوم ينهي مشواره بالالتحاق بعاصي.
كبير آخر يرحل ويترك لنا ما يؤانسنا من حب وإيمان ليخفف عنّا وطأة الحياة. وداعاً منصور وكم أستسيغ في هذه اللحظة أن أسمع فيروز مغنية: «هبّ الغربي وطاب النوم وأخدتني الغفوية».

شكري أنيس فاخوري
في منتصف الثمانينات خسرنا عاصي الرحباني، نصف الجوهرة الرحبانية، واليوم في بداية الـ 2009 يرحل عنّا، للأسف الشديد، النصف الثاني من الجوهرة. أسس عاصي ومنصور الأغنية اللبنانية الرائعة والشعر اللبناني الجميل والرؤية اللبنانية الأخّاذة، وعندما أفكر بهما يتراءى إلى ذهني سريعاً السمو والحنين إلى الزمن الجميل واللحن الشجي والكلام الممزوج بعظمة الفن ونقاوة القلب والروح.
رحيل منصور وقبله عاصي خسارة كبيرة للبنان، ولا أدري إن كنّا سنحظى بهذا الكم الهائل من الإبداع الذي أخذ لبنان إلى العالم كله مجدداً. «البركة بالأولاد» كما يقال، وأتمنى أن يكمل مروان وغدي وأسامة رسالة والدهم العظيمة.

غسان صليبا
رسائل وقضايا كثيرة قالها منصور الرحباني ممسرحة وملحنة وقدّمها لنا لنرتشف الفن ونتلذذ به.
يشكّل رحيل منصور صدمة كبيرة لا أستطيع التعبير عنها بحروف وكلمات، ويعجز لساني عن تبيان مدى تفوّق هذا الفنان، كموسيقي وأديب وشاعر وكاتب مسرحي. فهو مبدع عالمي من لبنان، من العالم العربي، يترك برحيله فراغاً واسعاً لا يستطيع أحد أن يملأه.
تجربتي معه بدأت منذ سنوات طويلة واستمرت إلى رحيله، وقد وجدت أنه المسرحي الوحيد الذي يضع مقياس الفن الحقيقي. وما قدّمه للفن سيبقى تراثاً لبنانياً تفخر به الأجيال المتعاقبة، لأنه رحل عنّا بجسده فحسب، وترك روحه هائمة في الفضاء الفني تمدّه بما سيفتخر به دائماً.

زاهي وهبي
الكلام عن منصور الرحباني في هذه اللحظة مجبول بالدمع. أحد آخر الكبار يمضي في لحظة عصيبة وفي وقت صعب. وهو الذي كتب فلسطين كما لم يفعل أحد، هو وعاصي طبعاً، كأني به لم يستطع تحمُّل مشهد المذابح اليوميّة في غزّة.
منصور الذي غنّى وعاصي وفيروز بلاد العرب من بغداد إلى الشام إلى القدس إلى مكة، والذي صبغ الوطن لبنان بصبغة الرحبانية الرائعة، لم يعد يحتمل على ما يبدو ما يصيب هذه البلاد وهذه المدن من نوائب ومحن. كأني به استعجل الرحيل ليعود هو وعاصي واحداً كما كان في الحياة. من دون منصور، وقبل ذلك من دون عاصي، الشعر أقل ... لبنان أقل... العرب أقل والحياة أقل.

حمزة عبود
منصور هو أحد روّاد المسرح الغنائي الذي كنّا انقطعنا عنه منذ ظاهرة السيد درويش في مصر. وقد شكّل في أسطورة الرحابنة الغنائية أحد أركان الأغنية اللبنانية الأساسية، التي ظلّت سنوات طويلة خاضعة لتقاليد الأغنية العربية التقليدية، التي أخذت ملامحها من مصادر ومرجعيات فنيّة (شرقية وعربية) في مصر وسوريا ولبنان والعراق.
ارتبط اسم منصور بالقصيدة الغنائية التي استلهمت المدرسة الجمالية اللبنانية في شعر الفصحى (سعيد عقل – أمين نخلة...) والوجدان الشعبي، كذلك تجلّى في قصائد شعراء العامية منذ رشيد نخلة حتى ميشال طراد. في الوقت الذي جسّد فيه عاصي أبعاداً إيقاعية استلهمت الفلكلور اللبناني وأرست أطره الحديثة، وجسدت فيه فيروز بصوتها الأسطوري واستلهامها العميق للحظات الوجدان في اللغة اللبنانية والكنايات الشعبية والحوارات اليومية.
في السنوات الأخيرة، أصدر منصور عدداً من الكتب التي تشكّل في الوقت نفسه إضافة الى تراث القصيدة المحكية المعاصرة في لبنان، واستعادة للمناخ الشعري الغنائي الذي بدأنا نفتقده في أغنية الكليب وفي محاولات طربية متعثرة لـ «مطربين» تنحصر أعمالهم في جمل موسيقية عشوائية لا تمت بصلة إلى أي نظام أو تقليد غنائي.

سمير حبشي
برحيل منصور الرحباني نخسر ثورة لبنانية – عربيّة كبيرة. لا أستطيع الحديث عن منصور من دون أن أتذكّر عاصي لأنهما واحد، هالة عظيمة من الإبداع الذي بدأ في لبنان وخرج إلى العالم كله. الأخوان رحباني شكلاّ حالة فريدة وفلكوراً يتشعّب ليلامس كل من يحب الفن.
أصبح مسرح الرحابنة القديم جزءاً من التاريخ العربي والذاكرة اللبنانية، ولا أتصوّر أنه من السهولة بمكان أن يحصل لبنان على أخوين من هذا النوع، ربما نحتاج ألوف السنين كي نحصل على ما أمدّانا به من إبداع خلال سنوات قليلة.

كلوديا مرشيليان
على الرغم من أن الجميع كان يعلم أنّ منصور الرحباني يعاني من حالة مرض شديدة، إلا أن رحيله شكّل صدمة بالنسبة إلي وشعرت لحظة سماعي الخبر بصعوبة فقدان رجل عظيم مثله، في هذه اللحظة بالذات تذكرت عاصي وخالجني شعور عزاني وهو أنهما سيلتقيان في السماء.
أسس عاصي ومنصور عصر الأغنية اللبنانية التي لم تكن موجودة قبلهما وصدّراها إلى العالم أجمع بصوت فيروز التي أدعو لها بالصحّة وطول العمر، ليبقى صوتها الملائكي يملأ الكون. ستبقى أعمال منصور الرحباني خالدة في ذاكرة العالم العربي لأنها حاكت وجع المجتمع ومشاكله وتميزت بنظرة صائبة للمستقبل.

وجيه صقر
شكل رحيل منصور الرحباني صدمة كبيرة بالنسبة إلي لأنه كالجسر الكبير الذي انهار، لكنه باق بأعماله الخالدة. يعجز لساني عن التعبير عن قيمة منصور الرحباني وأعماله المهمّة التي قدّمها للفن سواء في لبنان أو في العالم العربي، لكنها سنّة الحياة. يقول المثل 'مين خلّف ما مات'، سيكمّل أولاد منصور مروان وأسامة وغدي الطريق ذاته من بعده. كان 'الكبير' منصور يتمتع بنفسيّة طيّبة وكان مؤمناً جداً، ولم تهزّ الأزمات الصحية المتكرّرة من صلابة هذا الرجل الذي يشبه السنديانة يفيء إليها كل من يرغب سلوك طريق الفن الأصيل، الذي آمن به وكرّس نفسه وموهبته الفذة وحياته له. أتقدّم بأحرّ التعازي إلى أولاده وشقيقه الياس والسيدة فيروز وأدعو لهم بطول العمر.

نزيه يوسف
لم يرحل منصور الرحباني بنظري، سيبقى حاضراً بقوة في القيم الروحية والوطنية التي شكلت الأساس في إبداعه الشامل والخالد وانزرعت في قلوب وعقول أجيال وأجيال ليس في لبنان فحسب إنما في العالم العربي وعالم الإغتراب اللبناني الذي لا تغيب عنه الشمس.
عاش منصور مع شقيقه وتوأم روحه عاصي هموم الأمة العربية وحملا لواء الإنسان المقهور والمظلوم وكانا أول من رفع شعار الحرية والعدالة ووقفا في وجه الحاكم الظالم وغنيا وتعاطفا مع قضية فلسطين فكانت أغنية فيروز الشهيرة 'يا قدس'.
كان لي شرف المشاركة في مسرحيات منصور في السنوات الأخيرة كذلك في 'عودة الفنيق'، فاختبرت عن قرب قيمته وأهمية أفكاره وطروحاته وأحببتها وآمنت بها واعتبرتها ميثاقاً جديداً للبنان جديد ينبعث على الدوام من بين الأنقاض على غرار طائر الفنيق.

تقلا شمعون
كتب منصور الرحباني 'الجبّار' اسمه في التاريخ. عندما عرض علي الدور في مسرحية 'عودة الفينيق' لمست عن قرب حكمة هذا الرجل الذي اختبر الثورة والنضال والحرب والفرح والحزن... ووظفها في أعمال خالدة زخرت برسائل موجهة إلى الناس على اختلاف انتماءاتهم وأديانهم وطوائفهم...
في الفترة الاخيرة، عندما علمت أن منصور في حالة صحية حرجة، ازداد أدائي زخما وكأني أقول له 'أنا صوتك ونبضك'. لفتني إحساسه الكبير بالكتابة لدرجة أنني تقمصت الدور بشكل كامل. أعتبر أنه وصل إلى درجة الكمال في الحياة ما يعني أن الموت أصبح محتّماً لينتقل إلى الحياة الثانية حيث يكمل تجربته الوجودية.

يوسف حداد
أفتخر لأنني عملت مع منصور الرحباني في زمن الإنحطاط الذي نعيشه والجهل المسيطر على العقول. رحل في عزّ حاجة الأجيال الحاضرة والمقبلة إلى فكره وقلمه وعقله. منصور ظاهرة لا تتكرر، مع أنه ترك عائلة فنية عريقة، لأنه كان هرماً فكرياً نستمدّ منه كممثلين القوة والأمل. أقدّم أحرّ التعازي لشقيقه الياس ولشقيقتيه سلوى وإلهام ولأولاده مروان وغدي وأسامة.



أبرز أعمال الرحابنة


المسرح:


1957: { أيام الحصاد}.

1959: {محاكمة}.

1960: {موسم العز}.

1961: {البعلبكية}.

1962: {جسر القمر}.

1963: {عودة المعسكر}.

1963: {الليل والقنديل}.

1964: {بياع الخواتم}.

1965 : {دواليب الهوا}.

1966: {أيام فخر الدين}.

1967: {هالة والملك}.

1968 : {الشخص}.

1969: {جبال الصوان}.

1970: {يعيش يعيش}.

1971 : {صح النوم}.

1972: { ناطورة المفاتيح}.

1972: {ناس من ورق}.

1973: {المحطة}.

1973:{ قصيدة حب}.

1974: {لولو}.

1975: {ميس الريم}.

1976 : {منوعات}.

1977: {بترا}.

1980: {المؤامرة مستمرة}.

1984: {الربيع السابع}.


أعماله بعد غياب عاصي:

المسرح:


1988:{ صيف 840}.

1994: {الوصية}.

1998 : {آخر أيام سقراط}.

1998: {أنطولوجيا رحبانية}.

2000: {وقام في اليوم الثالث}.

2001:{ أبو الطيب المتنبي}.

2001: {ملوك الطوائف}.

2004: {آخر يوم}.

2004 : {حكم الرعيان}.

2005: {جبران والنبي}.

2007: {زنوبيا}.

2008 – 2009: {عودة الفينيق}.


التلفزيون:


1988: {منصور الرحباني يقرأ}.

1997: {محطات}.


الشعر:


ديوان {أنا الغريب الآخر}.
ديوان {أسافر وحدي ملكاً}.



من أشعاره


من 'أسافر وحدي ملكاً'


سأموتُ الليلة عن بيروتَ

سأُصْلَبُ في الحمراء

ليكون للبنان رجاءٌ

وحياةٌ للشهداءْ

يا شعبي ..

متحَدٌ بالمجْدِ أنا

متحَدٌ بالموتِ أنا

بالذلِّ

بأوجاع الفقراءْ

وَيَداكَ صَليبيَ

تنبسطانِ مِنَ الجولانِ إلى سيناءْ

في ظِلِّ صُراخٍ ضَوئيٍّ

يسطعُ في الزُّرْقَهْ

وهَديرٍ يأتي مِنْ غَزوٍ كَونيٍّ

في زَهْوِ سَرادِقَ

ورجالٍ تحتَ الراياتْ

في وَسْطِ هَياجٍ مُتَّصِلٍ

بعباداتٍ وثنِية

أرْفُضُكُمْ...

وأسافِرُ وحْدي ملِكاً

مرْفوضٌ هذا العَدْلُ

وباطلةٌ أزمِنةُ القُوة

مرْفوضٌ فرحُ المغتصبينَ

ربابنةِ القمعِ الآتينَ

على السُّحُبِ النُّوَوِيَّهْ

أنتمْ

يا مَنْ نَهَبوا أيام الراحةِ

والنسيانْ



... 'أنا الغريب الآخر'


يحدثُ في دمشق

يحدُثُ في دمشقْ

يحدُثُ في مدينةِ الخَفيِّ

في جزيرةِ النهارِ في مساكنِ الخَريفْ

لا أحَدٌ يعْرِفُ هذا اليَومْ

يحدُثُ أنْ يموتَ إنسانٌ ويبْقى سائراً

على الرَّصيفْ

يا طائرَ النعاسِ في دمشقَ

أيْنَ نلْتقي ..

يا حائطَ الرَّاحةِ هلْ مُتَّكأٌ

لقادمٍ يأتي بلا رقادْ !!

من صوب قاسيونَ تأتي العَرباتُ الدَّمْعُ

لا تنزلنَ يا نساءُ واسهرنَ

على السُّطوحْ

فربما يأتي ..

قالوا لنا: يجيء مرةً

في كلِّ ألْفِ سنةٍ يجيءُ مَرةً

يبحثُ عن أقواله القديمه

يبحثُ عن وجوهه

في الماءِ في الأماكِنِ الحميمَة

وامرأةٍ كانتْ هنا مُقيمة...

ويختفي ..

يُقالُ ألْفَ سنةٍ جديدة

ثمَّ يعود في زمانٍ آخرْ

لأجل أن تكتملَ القصيدة



الجريدة













فرانكو نقلًا عن الجريدة .:. 2009-02-11

2009-02-12 08:14:59
عدد القراءات: 799
الكاتب: admin
المصدر: فرانكو نقلًا عن الجريدة .
طباعة






التعليقات

  وداع

ماهر 


راح منصور ..و وقع حجر من حجار القلعة ..قلعة الزمن الحلو يلي للأسف ما قدرنا نعيش فيا ..بس قديش رح نقدر نحافظ عليا ؟ ....بيقولو العظيم ما بيروح ..يعني رح نضل نعيش الحلم ..و نشالله بيعيشو اللي بيجو بعدنا ..بيعيشو فيروز..و عاصي..و منصور ل يعرفو يعيشو الزمن الحلو

  رائع يافرانكو

أسرة الموقع 


إن كل ماكتب عن الرحابنة هو غيض من فيض وهم مجموعة جديرة بالإحترام قدموا للبنان وللعرب وللإنسانية الكثير الكثير ونحن أسرة موقع صحنايا نتوجه بالدعاء لله أن يمطر رحماته على منصور وعاصي وأن يطيل لنا عمر السيدة فيروز زخرا ومنارة لنا وللأجيال القادمة لأن هذا هو الفن الخالد وبالمناسبة فقد أقيم الأحد الماضي في كنيسة صحنايا قداس وجناز لراحة نفس المرحمم منصور الرحباني وذكر عاصي وزكي ناصيف لهم الرحمة ولفنهم الخلود أسرة الموقع