2024-09-16 14:37:25
- غزال المسك و الصدق

- غزال المسك و الصدق

- غزال المسك و الصدق

هناك نوع من الغزلان تدعى غزال المسك تقطن شرق آسيا مهددة بالانقراض تنتج مادة المسك تنبعث من منطقة صغيرة تحت سرّته واللذي يعادل ثمن الكيلو غرام الواحد منه مئتا ألف دولار أميركي وغزال المسك ينتج في العام الواحد حوالي خمسة وعشرين غراماً يصطاد ويقتل لأجلها .وجعل له الصينيين مزارع خاصّة محاطة بأسوار ارتفاعها اثنى عشر متراًو يقوم هذا الحرّ الصّغير يومياًبعدة محاولات للهرب فهو يقفز حوالي ثمانية أمتار ولم يكفّ عن المحاولة حتى يموت فهو توّاق للحّرية ,في موسم التّزاوج تنبعث رائحة المسك من هذا الغزال كي يجذب الانثى .قال عنه أحد علماء الرّوح بأن الغزال لا يعلم شيئاًعن رائحته فهو يطلقها لأجل عملية التزاوج ويشمّها ولا يدرك أنها تنبعث منه فيجنّ ذهاباً وإياباً ويصطدم بالأشجار وتعلق رائحته عليها ويبحث مجنوناً عن مصدر الرّائحة لاعتقاده أن مصدر الرّائحة أنثى . اكتشف الصينيون ان الغزال يأكل اثنتان وعشرين نوعاً من الأعشاب معاًكي يصنع هذا المسك وإذا نقص عدد هذه الأعشاب ولو عشبة واحدة انحدر نوع المسك ويفقد شيئاًمن خواصه .فلنتفكر معاً بما خلق الله فسبحان الله اثنتان وعشرين نوعاً من الأعشاب يصنع منها هذا الكائن البسيط على وجه الأرض مسكاً.فماذا عن مسكنا نحن البشر ؟سؤال لابدّ أنه طرق أذهاننا جميعاًلكن بصيغ مختلفة ,وبما أننا نتميز عن الغزال بالعقول فلا بدّ من أن يكون الغذاء يتحكّم بصفاتنا الجسديّة والرّوحية وكوننا ندرك شيئاًعن الرّوح فلنبدأ بالبحث عن هذا الغذاء اللذي يصقل هذه الرّوح . من منّا حاول أن يصغي أكثر مما يتحدّث ؟مع العلم أن كلاً منا يملك أذنتين ولسان واحد .من منّاآمن بالآخر كما آمن بنفسه ؟ نعذر لانفسنا عندما نخطىءونختلق المبررات ولا نلوم أنفسنا عندما نظلم مع العلم أننا كلنا نكره الظلم .من منّا لم يخطىء ولو بالفكر كأقل تقدير .والسّواد الأعظم منّا يعتقد بأنه الأفضل لاعتقاده بأنه دائماً على حقّ ويرى أخطاء الآخرين واجزم بأنه أعمى اتجاه نفسه .اعذروني لا أقوم هنا بدور الواعظ (معاذ الله )ويخطرني هنا قول لجبران خليل جبران عندما يجيب عن سؤال يقول سأجيب وسأصغي معك على الاجابة وأنا هنا أصغي مثلك أنت قارىء هذه السطور .واعتقد علينا أن نعترف بأمراضنا التي ألمحت إلى النذر اليسير منها .أن نعترف بأنها حقيقة موجودة ومن خلا من ذلك تسامى عن البشر .وختاماً أقول إن أرواحنا ليست بحاجه لأكثر من الصّدق كغذاء لينتج عنها أكثر من اثنتان و عشرين خصلة من الخصال الحميدة فانطلاقاً من الصدق نرتقي ,فالصدق مع أنفسنا وفيما بيننا هو الخطوة الأولى بالاتجاه السّليم (فمسكنا هو صدقنا) 


مرعي شلش .:. 2009-03-09

admin