2024-09-18 20:49:36
- الأم والمعلم

الأم مدرسة الحياة الكبيرة

- الأم والمعلم

الأم والمعلم


الأم مدرسة الحياة الكبيرة, بابها واسع وعريض, ليس لبعدها الإنساني والاجتماعي والثقافي والسياسي حد. إنها استمرار الكون وديمومة الحياة. فإذا ما أحسن إعدادها وتربيتها نشأ المجتمع صحيحا معافى, وازدهر الوطن, من عطفها وحنانها تتواصل أواصر المحبة وتزداد القرابة, وتستمد الأجيال إبداعها وانتماءها للأرض ومواجهة التحديات.
قال الشاعر حافظ إبراهيم:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
الأم روض إن تعهده الحيا بالري أورق أيما إيراق

إن شأن المرأة في بيتها لا يقل عن شأن المعلم في المدرسة, وعن شأن الفارس في الحرب, واليتيم ليس الذي فقد أمه وأباه, انما اليتيم هو الذي وجد أماً تخلت عن تربيته, وانشغلت عن العناية به وتهذيبه, فالأم روض بديع وبستان جميل اذا ما أغاثته السماء بالمطر أخضر وأزهر و أينع واعشوشب مثله مثل الأم عندما تحتضن أبناءها وتتعهدهم بالرعاية والحنان
قال الشاعر أحمد شوقي:
وإذا النساء نشأن في أمية رضع الرجال جهالة وخمولا
ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقى له أما تخلت أو أبا مشغولا

إن الله تعالى يحثنا على البر بالوالدين والإحسان لهما ومعاملتهما باللين والرحمة.
قال تعالى: (-وبالوالدين إحسانا-). وقال جل جلاله: (-وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة -).
ولم يقتصر دور الأم على عمل المنزل وإنما اخترقت الحواجز والقيود فدخلت المدارس والجامعات, وساعد تعليمها على بروز دورها وأسهمت في حركات التحرر الوطني, وشاركت الرجل في القرار السياسي والاجتماعي.
ومن يأخذ بيد الإنسان, يرشده, ويلهمه الطموح, ويشحن فلبه بالحب, ولسانه بالحكمة, ويترك أثرا في شخصيته, من غير الأم والمعلم. قال الشاعر:
التاركان على جبينك ميسما هل تجهلهما وتسأل من هما؟
أم غذتك لبانها وحنانــها من قبل أن تلج الحياة وبعدما

إن أعظم الناس رجل قيل فيه: من علمني حرفا كنت له عبدا. إنه المعلم ينشئ العقول, ويهذب الأخلاق, يعمل متواضعا صامتا, صابرا صبر العظماء.
فالأم تنهض بمعلميها المخلصين, والمعلم وراء كل عظمة في أمية. إن مهنة التعليم أشرف المهن, وأشقاها على الإطلاق.
أما أنها أشرف المهن لأنها بعيدة عن الأنانية, وأشدها إنكارا للذات, وأما أنها اشق المهن فلأن الساعات التي يعمل فيها المعلم لا تتيح له راحة, فهو يشرح و يتكلم ويناقش...

أيها المعلمون .. أيتها المعلمات حسبكم فخرا وجزاء وشرفا أن العالم صنيع أيديكم.
وقد قال فيكم القائد الخالد حافظ الأسد: المعلمون بناة حقيقيون.
وقال الشاعر أحمد شوقي:
أعلمت أشرف أو أجل من الذي يبني وينشئ أنفسا وعقولا
وإذا أصيب القوم في أخلاقهـم فأقم عليهم مأتما وعويـلا

تحية لكل أم في عيدها, ولكل أم هزت المهد بيمينها وتهز العالم بيسارها.
تحية لكل معلمة...
وطب نفسا أيها المعلم, إنك مشعل العلم والتقدم والحضارة.

هزاع كشيك


.:. 2009-03-17


admin