2024-09-18 21:11:27
- لا تقتلوا المحبة

- لا تقتلوا المحبة

- لا تقتلوا المحبة


منذ زمان بعيد،تزوجت فتاة من شاب من بلدها،وحسب عادة تللك البلاد ،ذهبت لتعيش مع زوجها في بيت اسرته.
لم يمض وقت طويل حتى وجدت الفتاة انها لم تعد قادرة على المعيشة مع حماتها على الاطلاق.فإنهاوجدت ان شخصيتها لاتتناسب معها،بل تختلف كل الاختلاف عنها.وكانت الفتاة تغضب من كثير من عادات حماتها،بالاضاففة الى ان حماتها كانت تنتقدها دائما.
مرت الايام، وعبرت الاسابيع،والفتاة وحماتها لا تكفان عن العراك والجدال. وما جعل الامر أسوأ وأسوأ هو انه بحسب تقاليد تلك البلاد،يجب على الكنة(زوجة الابن) ان تخضع لحماتها وتطيعها في كل شئ.
وقد تسبب كل هذاالغضب والشقاءلزوجها بالحزن والالم الشديدين.
اخيرا ،وجدت الكنة انه لايمكنها ان تقف هكذا في مواجهة سوء اخلاق حماتها وتحكمها فيها،فقررت ان تفعل اي شئ لتلافي ذلك.
وفي اليوم التالي توجهت الى صديق حميم لوادها،تاجر اعشاب طبية في القرية التي تعيش فيها. اخبرته بكل الوضع وسألته ان كان يمكنه ان يعطيها بعض الاعشاب السامة حتى تحل مشكلتها مع حماتها مرة واحدة والى الابد.فكر صديق والدها بالامر مليا لبرهة من الزمن، واخيرا قال"سوف اساعدك على حل مشكلتك،ولكن عليك ان تنصتي لما اقوله لك وتطيعيني".
فردت عليه"حاضر،سوف افعل كل ما تقوله لي".
دخل الرجل الى الغرفة الداخليه لدكانه،ورجع بعد عدة دقائق حاملا رزمة من الاعشاب وقال لها:"انظري، انت لا تستطيعين استخدام سم سريع المفعول لتتخلصي من حماتك ،لان ذلك سوف يثير الشك في نفوس اهل القرية .لذلك اعطيتك بعض الاعشاب التي تبني السم في جسمها،وعليك يوما بعد يوم ان تعدي لحماتك اكلة لذيذة وتضعي قليلا من هذه الاعشاب في اناء الطبخ.ولكي تتأكدي من ان احدا لن يشك فيك عندما تموت حماتك ،فلا بد ان تكوني واعية جدا وان تتصرفي معها بطريقة ودية جدا.فلا تجادليها،بل اطيعيها في كل رغباتها، وعامليها كأنها ملكة البيت!".
سرت الفتاة جدا، وشكرت صديق والدها، واسرعت الى البيت لتبدأ تنفيذ خطة قتل حماتها! ومرت الاسابيع وتتابعت الشهور،وهي تعد الطعام الخاص والممتاز كل يومين لحماتها، وتعاملها كأنها امها.
وبعد مرور ستة اشهر،تغير كل شئ في البيت.فقد بدأت الكنة تمارس ضبطها لغضبها من حماتها،حتى وجدت انها لم تعد تتصرف معها بحماقة او بغضب. وحماتها بدأت تعاملها بحنو اكثر وببساطة اكثر. بدأت تحبها.لم تعد الكنة تدخل في مجادلات مع حماتها.وحماتها اعتبرتها كأنها ابنتها،بل صارت تحكي لجاراتها وصديقاتها واقاربها انه لاتوجد كنة افضل منها. وبدأت الكنة مع حماتها تتعاملان معا كأم حقيقية مع ابنة حقيقية، والزوج عاد سعيدا جدا وهو يرى ما يحدث.
لكن الكنة كانت منزعجة من شئ،فتوجهت لصديق والدها وقالت له:
"سيدي،ارجوك ان تساعدني لتجعل السم الذي اعطيته لي لايقتل حماتي، فقد تغيرت الى سيدة طيبة، وصرت احبها وكأنها امي، ارجوك انا لا اريدها ان تموت بالسم الذي وضعته لها بالطعام".
نظر اليها صديق والدها واطرق برأسه قليلا ثم ابتسم وقال لها:
" انا لم اعطك سما ، فالاعشاب التي اعطيتها لك كانت فيتامينات لتقوية صحتها.السم الوحيد كان في ذهنك انت وفي مشاعرك تجاهها. ولكن كل هذاقد زال بمحبتك التي قدمتها لها..................

اعزائي
الا يحدث مثل هذا الخلاف والشقاق والمشاجرات فيما بيننا، في بيوتنا وبين افراد عائلاتنا! ؟
وهذا هو العلاج الوحيد ......."المحبة"
فلننصت ولنسمع التعاليم الالهية لنا جميعا ونضعها موضع التنفيذ:
"ليُرفع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث. وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض،شفوقين متسامحين كما سامحكم الله ايضا بالمسيح".(افسس 4: 31 - 32 )
نقلها الاب ملاتيوس شحادة زعفران-نيو يورك .:. 2009-03-31  


admin