2024-09-20 04:26:46
الأديبة سلمى الحفار الكزبري

__________

هي اديبة دمشقية معاصرة ، تكتب في هذه المادة لتنقاش الاختلاط بين الجنسين في المدارس ، وفكرة تجنيد المرأة ، وتقدم في العام 1954 وعمرها لم يتجاوز الـ 32 عاما وجهة نظر جديرة بالتأمل والتفكير في فكر بعض النساء السوريات في تلك الفترة وكيف تطور وكم تطور هذا الفكر الى يومنا هذا .


توفيت الاديبة سلمى الحفار الكزبري ، نجلة السياسي المعروف لطفي الحفار الذي شغل اكثر من منصب مرموق في تاريخ سورية منذ تشكيلها في العام 2006 ، وتنقل له مجلة الجامعة لصاحبها نشأة التغلبي في العدد الثاني منها في العام 1954 ، رأيها في قضيتين هامتين : الاولى قضية الاختلاط في المدارس العامة بين الجنسين ، الثانية قضية تجنيد المرأة ..

 

 

 

 

 

مجلة الجامعة – العدد الثاني - 1954

الاختلاط في المعاهد

إني من مجندي اختلاط الجنسين في معاهد التعليم بوجه عام لأنه لا يعقل أبدا أن نجمع أبناء الجيل الصاعد في رياض الأطفال ثم نفصلهم على مقاعد المدارس الابتدائية والثانوية ونعود فنجمعهم في الجامعة بل أجد من الضروري تطبيق التعليم المختلط في المدارس الابتدائية وليس بغريب ما نراه اليوم في معاهد الجامعة من تكتل  الفتيات وابتعادهن عن الطلاب لأن الثقة المتبادلة مفقودة وكذلك فكرة الزمالة الجامعية والتفاهم أنهم يعانون مشكلة كبيرة سببها الوهم من الاختلاط وسوء الظن بعواقبه أنهم ينظرون إليه وكأنه عمل غير طبيعي بينما لو عودناهم  على النشوء جنبا إلى جنب  لزالت تلك الفوارق والأوهام ولبدا الأمر طبيعيا جدا وجنا منه كلا الطرفين فوائد جمة في معاهد الجامعة وفي مختلف ميادين الحياة وأنا اعتقد بان الروح الجامعية الحقة وفكرة الزمالة والمصادقة المجردة من الأمور الهامة التي تفتقر إليها جامعتنا اليوم وسببها الأول يعود إلى التفريق بين الجنسين في المدارس والى نسق الحياة الاجتماعية الذي جربنا عليه حتى اليوم والذي يفرض على الفتاة إلا تعاشر إلا فتيات مثلها وعلى الشاب كذلك .

 

ونحن لا نستطيع أن نقف ضد تيار التطور الاجتماعي الجارف لذلك أرى أن نستعد لما هو آت من دون ريب بان نفسح المجال أمام أبنائنا بالاختلاط مع بناتنا منذ نعومة أظافرهم بعد أن نعدهم في البيت الإعداد اللازم لتلافي أخطار هذا الاختلاط هذا مع العلم بان اختلاط  الفتاة بالفتيات فقط والفتى بالفتيان لا يخلو من الأخطار .

 

وهكذا نكون قد سهلنا لهم الحياة في الغد ودربناهم على العمل والتعاون معا بروح رياضية وبصرف النظر عن الفارق الجنسي الذي يتهيبونه ويضعونه نصب أعينهم فتهون بذلك عليهم الحياة المشتركة لا في الجامعة فحسب لان الذين ينتسبون إليها قلة بل في سائر ميادين العمل والمجتمع .

 

خدمة العلم

إن على المرأة واجباتها  إزاء خدمة العلم وعليها آت تؤديها غير أداء وبصورة خاصة بعد أن أصبحت اليوم مواطنة لها ما للمواطن من حقوق ويترتب عليها من واجبات أرى من الضروري تجنيد فرق من النساء وتعليمهن فن الرماية احتياطا للطوارئ وارى من الضروري أيضا بأن تهيأ للنساء تهيئة صالحة لتولي أعمال هامة كالتمريض والحراسة والسهر على راحة الآهلين وإسداء المعونة في كل الحالات الخطرة والقيام بمهام ذات شأن في الدفاع كقيادة السيارات والآليات الخفيفة واستلام أنظمة السير عندما تدعو الحاجة إلى اكبر عدد ممكن من المواطنين للجندية والمرأة تستطيع أن تخدم العلم خدمة جلى وان تشترك فعلا في القتال في خطوط النار أن يترتب عليها أن تكون حصنا ميتا في مؤخرة الصفوف المحاربة يحول دون انتشار الفوضى والفزع وروح الانهزامية بين بنات جنسها على الأقل أم لم يكن بين مجموع الأمة فان الروح المعنوية في الحروب والطوارئ هي التي تجعل الجيش والرجال يشعرون بالأمل والثقة وان انتشار الرعب والفوضى في المؤخرة أي بين المواطنين يجعل عمل المدافعين معرضا للخطر .

 

 

بقلم السيدة

سلمى الحفار الكزبري



أسرة الموقع