2024-09-16 14:32:56
ومن الحب ما قتل

============

عشق و هيام و وله
روى راوون أنه في أحد الأزمان والعصور كان هناك شاعر عاشق لحد الهيام والوله
كان شاعرنا يجلس تحت شجرة كبيرة منفردة يتأمّل الحياة ويتخيل من يحب ويقول بها أجمل القصائد وأروع الأشعار ويبحث عن سبيل للوصال فلم يجد حتى بدأ اليأس يدخل قلبه فكتب على الشجرة بيت من الشعر قال فيه:
يا معشر العشاق بالله خبروا
أذا حل عشق بالفتى ماذا يصنع
وكان هناك عاشق آخر يجلس بنفس الوضع و ما شابهه تحت الشجرة ذاتها فقرأ بيت الشعر هذا وأجاب عليه ببيت من الشعر مجيباً :
يداري هواه و يكتم سره
ويخشع في كل الأمور ويخضع
فعاد شاعرنا الأول و قرأ هذا البيت وتمعّن فيه وقال كاتباً :
كيف يداري والهوى قاتل الفتى
و في كل يوم قلبه يتقطع
وعندما عاد شاعرنا الثاني و قرأ ما زاد عجبه عجباً بكل هذه المحبة كتب له قائلاً : (وهو يتربص ليعرف من هذا الذي يحب أكثر مما يحب هو )
إن لم يستطع شيءً لكتمان سره
فليس له سوى الموت ينفع
عاد شاعرنا الأول فقرأ ما كٌتب وتنهّد وتحسّر وجاء بقارورة سمٍّ وشرب منها كفايته وكتب وهو يقاسي سكرات الموت :
سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغوا
سلامي إلى من كان للوصل يمنع
فشاهد شاعرنا الثاني ماحصل أمام عينيه فندم على مافعل واقترب شارباً السمّ مع صديقه العاشقأكثر من عشقه بكثير وأكمل كتابة :
هنيئاً لأرباب النعيم نعيمهم
وللعاشق المسكين ما يتجرّع
شهد من كان بجوار المكان هذه الأشعار وحفظها لجمالها وروعة معانيها وشاهدوا العاشقين الأموات وفسروا قصتهم
على أن المعاني مجازية والأفكار مطروحة للجميع
ملاحظة :
ذكرت إحدى الروايات أن الشاعر الثاني أخ لمحبوبة الشاعر الأول

المختار المحتار

أسرة الموقع