2024-10-15 11:23:17 | ||
-ثالوث للقيم |
يهل آذار محمولا على أكف من النور والتفاؤل والمحبة والبشائر يهل آذار محمولا على أكف من النور والتفاؤل والمحبة والبشائر..لا يخطئ الموعد .. لا يؤخر إطلالاته الربيعية .. يحفظ العهد والموعد.. يطل بثقة كبيرة وقامة شامخة ..فهو يحمل بين ثناياه مناسبات لها في القلوب وقع آسر ترمز إلى أسمى القيم الإنسانية وأكثرها نبلا ورفعة .. ففي الثامن منه يوم للمرأة وفي الحادي والعشرين يوم للأم وفي الخميس الثالث منه يوم للمعلم .. ثالوث من القيم توشي أيامه الربيعية الساحرة وتلون أزاهيره الفواحة، قيم تمثل أجمل درر الحياة الفاضلة: المرأة الأنثى التي تتماهى مع الأرض في جودها والسماء في اتساعها ، والشمس في ونورها، والطبيعة في غناها ، والزهرة في جمالها، وقطرة الندى في صفائها، والنسمة في لطفها، واليمامة في وداعتها.. والمرأة الأم التي تزيدها الأمومة .. إنها أسطورة الحب والحنان والإيثار والتضحية .. الأم التي تعطي بلا حدود، تعطي من نور عينيها ليشرق الأمل في صباحات الوطن ، وتقدم من مهجة قلبها ليكبر أبناؤها وتتعالى قاماتهم وتشتد أعوادهم ليقاوموا الأمواج والأعاصير. أما المعلم فهو الرمز الأعلى لكل إشعاع وتقدم وحضارة .. المعلم الذي يبني الإنسان ويهندس عقله وفكره ويمده بنسغ الحياة الفاضلة ، المعلم الذي شرفه الوطن بحمل الرسالة النبيلة ، رسالة بناء الإنسان الذي يعلو فوق كل بنيان وائتمنه الأمان الأغلى .. البراعم الغضة التي تتوق إلى الهواء والعلا والنور .. المعلم الذي تلتقي رسالته السامية مع رسالات الأنبياء المصلحين والقادة على مر العصور.. المعلم ذلك الإنسان الذي يصنع المستحيل ، يحيل ظلام العقول نورا، والجهل علما ومعرفة ، وقحط النفوس خصوبة، والرذيلة فضيلة ، والخطأ صلاحا ، والتخلف حضارة.. المعلم الذي يرتقي إلى مرتبة المربي ، والتربية مسؤولية عظمى تلقى على كاهل العظماء والكبار.. المعلم يترك بصمات نيرة في شخصية المتعلم ، فكل منا يحمل في ثنايا نفسه وتلافيف عقله أثاراً بينة خيرة اكتسبها من معلميه .. فكم هو جدير بأن يكرم المجتمع معلميه ويحفزهم إلى مزيد من العطاء والإخلاص ، كم هو جدير بأن يوفر للمعلم الأمن النفسي والاجتماعي والاقتصادي والفكري لكي يؤدي رسالته النبيلة على النحو الأمثل. في عيد المعلم العربي وفي كل حين .. يا أيها المعلم المربي تحيةً وسلاماً ومحبةً وعرفاناً بالجميل.. عفاف لطف الله admin |