2024-09-23 02:33:21
- التكيف مع الواقع

- التكيف مع الواقع

- التكيف مع الواقع

التكيف مع الواقع

هي فتاة في العقد الثاني من عمرها،احبت شاب بكل جوارحها لكنهما افترقا بسبب جهل الاب ودكتاتوريته وأنانية العائلة، فتزوجت من شاب ثانٍ فبات الجحيم عنوانًا لحياتها الجديدة بعد أن كان الفراق فاتورة علاقتهما!
وذات يوم وبعد انتهاء القُدّاس حدثتني ببحة صوت تخنقه دموع دفينة قائلة: ابونا لا استطيع نسيانه ربما جسدي مع زوجي ولكن فكري ومشاعري وقلبي و...... مع من فرّقتني الظروف والعائلة عنه.....

كأُناس تراودنا في الكثير من الاحيان فكرة الهروب من الحاضر وعدم القبول بالواقع والهرب للمكوث في ذكريات الامس ، فإنساننا متعلق بماضيه مما يجعله مكبلاً بماضيه مراوحا في مكانه وسيسجله الواقع غائبًا!
معظم الأصدقاء والاقارب في بلدان المهجر اراهم يتشكّون من عدم تكيفهم مع الواقع الجديد ويحنون لتلك الايام التي عاشوها في محطات الانتظار ( عمان _ دمشق _ تركيا - بيروت ....) ويقولون: ( سوف تتحسرون على ايامكم هذه _ ياليت ترجع ايامنا ) ولازالو يحنون ويجترون الماضي وذكرياته وتاركين الحاضر فمات المعنى في حياة الكثير منهم لذلك تراهم حاضرون لكنهم غائبون وهنا كانت الطامة الكبرى!! فيغدون مثل صاحبتنا التي استشهدنا بها في بداية الكلام
ربما ستعترضون لتقولون: هذه عادة من عاداتنا الإنسانيية ان نعيش على ماضينا. فاجيبكم: علينا ان نقاوم العادة لكي لا نكون من المتعوديين. فالعادة تقتلّ. صدقوني كل ما نملكه هو الحاضر _ الواقع وهو زمن فريد وثمين وصدق امير الحبّ بقوله في احدى اغانيه ( صدقني ميعود المضى) اذاً لنفتح الابواب للدخول والعيش في حضور الواقع والقبول به...
وانا مع ما قاله الفيلسوف المُعاصر مارتين هيدغر بقوله:" إن الإنسان ابن حاضره، ووجوده في الحياة هو وجود لإنسان دائم الفعل والتاثر والتفاعل مع ما يحيط به " .
فالواقع لدى فيلسوفنا هو زمن التكيف والتفاعل معه لترك بصمة مؤثرة تجعلك خالدًا فيه وفي حياة الآخرين.

أملي ان تتكيف مع واقعك لتصنع ذاتك وتعيش فرح الحضور الابدي ؛ فتقدّر قيمة وجودك في الحاضر، وستكون حاضرا وان كنت غائبا ..........

د. شاهين

د.اهين .:. 2009-04-27


د. شاهين