2024-09-22 04:31:47
- كلّيتنا أهلية.. عرس في مركز إيواء

لم يكن البناءُ ذو الغرفِ الكثيرةِ، والممرُّ الطويلُ المفضي إلى غرفةِ الزوجية الخاصة به،


والفناءُ الكبيرُ الّذي استطاعَ أن يتّسعَ لمدعوين لم يكن ليدعوَ معظمهم؛ كلُّ ذلك لم يكن، يوماً، في خاطرِ "رياض". لم يتخيّل يوماً أنْ، أنّ بيتَه الصغير، سيتحوّلُ إلى هذا البناء الضخم.
على عادة الشباب السوري، عمل "رياض" على تأسيس بيت زوجيةٍ صغيرٍ ولائق. يمضي فيه ما تيسّر من زمنٍ إلى جانب شريكة عمره. على حلمٍ دائمٍ، يتحقّقُ أحياناً ولا يتحقّقُ في كثير الأحيان الأخرى، بأن يوسّع بيته في مستقبلٍ قريبٍ أو بعيد.
ثلاث سنوات خطوبة استكمل بيته وتجهيزاته وفي اسبوع العرس اضطر لترك شقى العمر ويغلق الباب على حلمه الصغير "مؤقتاً" على أمل العودة.
بقدر الأيام التي أمضاها بعيداً عن بيته كبر حلمه الصغير وكبرت معه صعوبات تحقيقه، لكنه أصرّ على تحقيقه.
كانت الفكرة من اللاشيء والعدم , بعيداً عن البيت وفي ظروف معاشيه قاسية.
بين دمعة من عيون الأم، وبسمة من شفاه طفل صغير.
سيكون الفرح .. نعم سيكون هنا. في مركز الإقامة المؤقتة، بعد سنوات الخطوبة الثلاث.
لا تقولوا نحن ضيوف .. كلَّيتنا أهلية
هي الكلمات التي تحمس لها الجميع بعرس المحبة .. و عرس الإخاء و الإنسانية
فأنت في بلدتك وبين أهلك , وبين أصدقائك ..
بمبادرة طيبة من شعبة الهلال الأحمر في صحنايا , ودعم من أصحاب الأيادي البيضاء , حضرت أولويات الزفاف :
طقم العريس – فستان العروس – الحلويات – العشاء – تجهيز الغرفة.
ولم يبق سوى الاحتفال الذي جمع أهالي العروسين وجميع المقيمين في مركز الإقامة المؤقتة و متطوعين من شعبة الهلال الأحمر في صحنايا.
صديقنا رياض ألف مبروك .. وكم نتمنى أن نعيد فرحة الزفاف مرة أخرى ونكون ضيوفك في قريتك ...


admin