2024-09-21 16:34:52
- المنقذ

- المنقذ

- المنقذ
اخذ جسد الغريق يطفو ويخبو ومن حوله عشرات الرجال فشلوا في إنقاذه الواحد تلو الآخر إذ كان الرجل يجذبهم إليه بقوة ويكاد يغرقهم معه

ومن العجيب جدا انه كان هناك عامل إنقاذ يجلس فوق منصة قريبة يرقب الموقف كله بتحفز شديد دون أن يندفع إلى الماء مع أن هذا هو صميم عمله وهو أكثر خبرة من كل هؤلاء الرجال الذين حاولوا إنقاذ هذا الإنسان الذي يغرق

وقبل أن يذهب إليه احد الجموع الذين على الشاطئ لكي يلومه على تقاعسه ولكي يحثه على العمل وجده انطلق كالسهم وفى لحظات خاطفة عاد بالغريق إلى البر وقام بإسعافه فاندهش الرجل من موقف هذا الغواص وعندما سأله لماذا توانى ولم يسرع في إنقاذ الغريق منذ البداية ؟

أجابه الغواص لقد كنت انتظر اللحظة المناسبة حين تخمد قوة الغريق ويستسلم لمصيره فيكف عن محاولة إنقاذ نفسه حينئذ أسرع إليه قبل أن يبتلعه الموج فاحمله سالما إن محاولة إنقاذه وهو لا يزال يضرب الماء محاولة فاشلة مصيرها الهلاك

صديقي العزيز......0

إننا نولد في عالم واسع الأرجاء تتلاطم أمواجه وتتباعد شطآنه وتتشعب بحوره في عالم مليء بالعوائق المادية التي تحيط بنا من كل جانب إننا كثيراً ما نحاول أن نعبر بحر الحياة بقوتنا المجردة فنصارع أمواجه ونضربها بأيدينا لكننا سرعان ما نكتشف أن أيدينا قصيرة وأنفاسنا لاهثة وأننا لا نستطيع أن نعبر بقوتنا الضعيفة بل نحتاج قوة تحملنا وتعبر بنا إلى شاطئ الأبدية وهذه القوة ليست بالقطع قوة شركائنا الغرقى الذين يواجهون نفس مصائرنا وليست قوتنا القاصرة التي تتضاءل أمام جبروت البحر الهائج لكنها القوة التي من العلى القادرة على إنقاذنا وتتابع حركاتنا وتراقب اندفاعاتنا وراء شهواتنا وجنوحنا وراء رغباتنا ثم تسرع لنجدتنا في الوقت المناسب إن اعتراف الإنسان بفشله وعجزه واحتياجه إلى الله ليسند ضعفه هو السلم الذي يصعد به إلى غايته فمثل هذا الإنسان يأتي الله إليه ويرفعه من هوة الخطية إلى أجواء الروح الطاهرة التي تعرف لغة السماء وتقدر أن تبنى علاقة مع الله على أسس سمائية مقدسة


نقلها الاب ملاتيوس شحادة زعفران-نيو يورك .:. 2009-07-14


نقلها الاب ملاتيوس شحادة زعفران-نيو يورك .:.