2024-09-20 04:58:45
- ابكي على الماضي الذي لم يعود

نعم انه الماضي .قد يقول البعض نحن في القرن الواحد والعشرين وانت تبحث عن الماضي.انه الذكريات الجميلة التي لايستطيع احد في هذا العالم ان يمحيها من ذاكرتي

- ابكي على الماضي الذي لم يعود


نعم انه الماضي .قد يقول البعض نحن في القرن الواحد والعشرين وانت تبحث عن الماضي.انه الذكريات الجميلة التي لايستطيع احد في هذا العالم ان يمحيها من ذاكرتي .لانها ان ذهبت ذهبت انا ولن يبقى لي قيمة.كنت في الخامسة من عمري وكان بيتنا من البيوت الريفية الجميلة شجرة التين التي كانت تغطي نصف الدار واكثر تعطي لاكثر من من خمسين عائلة من ثمرها ليصنعوا (بالغةالعاميةالمئعود.مربى التين حاليا)وكان هناك عدة عرائش من العنب البلدي والزيني والحلواني.وثلاث شجرات من الرمان الحلو والحامض.وايضا شجرتين من التفاح.وكان نهر الديراني يمر من جانت بيتنا من الخلف (كان يسمى الباب المؤدي اليه باب النهر.كنانضع حاجزا في وسط النهر لكي ترتفع المياه وتدخل الى بيتنا من خلال ساقية اولها عند النهر ونهايتها في اول الجنينة .كانت هذه الساقية مغطاة كلها ومسقوفةبالتراب والحجارة .حتى لايراها الديارنة(اهل داريا المسؤلين عن حماية المي حتى لاتسرق)لان النهر لهم ومن حقهم ولكن قليل من الماء في ذلك الوقت لايضرهم اذا اخذ للسقاية.ولكن العادة كانت في ذلك الوقت انه كل اهل بلد يحمو نهرهم من السرقة.وكانت عدة انهر محيطة ببلدتي جديدة عرطوز من النهر الصحناوي والنهر المعضماني والنهر الديراني.اربعة انهر كانت تسقي اربعة قرى وكان يفيض الكثير منها ايام الشتاء وتذهب المياه هدرا.كانت المياه المهدورة تذهب الى اسفل البلدة الى مكان كان يسمى البيادر وفي الصيف بعد انتهاء موسم الدراسة اي (دراسة القمح عل اللوح.النورج)كانت تستمل البيادر ملعب لكرة القدم كانت تقام على ارضه مباريات في كثير من الاحيان بين اهل القري .كنا اطفال حينذاك وكنا نشجع الفرق بمفهومنا للتشجيع وكنا نضرب الفريق الضيف بالحجارة اذا ربح.كانت امهاتنا تخبز على الصاج خبز ولا اشهي منه.كانت تصنع العصاصير اما مع الزيتون او مع السكر والسمن البلدي (الذي ان اكلنا منه الان نموت او نمرض لان معدتنا الان اصبحت من الباله )اللهم اذ وجد الان سمن بلدي.الكثير منا كان يمشي ويلعب وهو حافي القدمين لساعات طويلة بعد عودتنا من المدرسة.ليس حبا ان نمشي حفاة ولكن خوفا من اهتراء الحذاء المصنوع من الكاوتشوك حتى لا ناكل اتله من اهلنا.لان البوط كان فقط يشترى مرة واحدة في السنة او عند الاعياد فقط.كانوا اهالينا من اغنى اغنياء العالم بالمحبة والشرف والفضيلة والكرم علما انهم كانو فقراء ليس لديهم النقود الكافية لسد احتياجات المصروف اليومي لانه لم يكن هناك مصروف يومي فقط لشراء السكر والقهوة والرز.اما الباقي فكانت الارض المعطاء تجود به .كان الذي لايزرع وليس عنده ارض للزراعة يحصل اكثرمن الفلاح ؟لماذ لان كل القلاحين كانوا يقدمون له من انتاج اراضيهم من خضراوات وقمح وزيت .كنا اسرة واحدةفي هذه البلدة الصغيرة الحجم ولكنها كبيرة بالحب والعطاء كباقي قرى وطننا الحبيب سوريا .والدليل على ذلك ماحصل معي .كما قلت لكم كنت احمل من السنين اربع او خمس سنوات لااذكر بالضبط ولكن الذي اذكره انه كان عندنا في البت (قن للدجاج فيه جاجة وحدة فقط كل يوم تبيض بيضة وحدة)وكان محسوبكم متفقامع بنت الجيران وهي ليست من اهل البلد ولكن اهلها ساكنين بجديدة نظرا لعمل والدها موظف بالحكومة وكانوا مضطرين ان يسكنواببلدنا.المهم كانت تقلي تعال نسرق بيضة ونبيعها ونشتري ملبس اوارص عجوة كنا لانعرف ماذا تعني السرقة .كنت اوافقها وادخل قن الجاج واخذ البيضة وبيعها لابن جيراننا الذي كان عامل بسطة فيها عجوة وبرازق وملبس وبلضمينا.بقيت على هذه الحال تقريبا شي اربعة ايام وامي تقول (الله يرحمها الان )وين عم تروح هل البيضة ايه شو بطلت الجاجة تبيض خي انشالله.ولكن الجارة المحبة المخلصة لجارتها والتي كانت في ذلك الوقت بتمون على ولاد جيرانها كأنهم مثل اولادها .قالت لامي ياأم فلان عم شوفك عم تشتري البيض من الدكان وانا عم شوف ابنك عم يجيب كل يوم بيضة لعند ابني ويشتري فيها طيب احسن ما تعطيه بيضا اعطيه فرنك (الله يرحمك يا هلفرنك شو كان الك ايمة)حتى يشتري فيه.التلا امي شو انا عم اعطي ابني بيضا لاوالله شو هالحلكي ياجارتنا يلي عم تحكيه.التلها جارتنا اسئليه منين عم يجيب البيضة لكن.عيططلي امي تعال لاشوف ياروحي منين عم تجيب البيضة كل يوم وعم تشتري فيها التلها من الئن يلي عنا كل يوم الضهر بستنا الجاجة حتى تبيض وباخد البيضةوبشتري فيها اهاه التلي امي وانا عم اول وين عم تروح البيضة تاري انت يلي عم تاخدها .اه ياحرامي اه .حرامي اول مرة بسمع بهالكلمة شوحرامي يعني التلها لاامي.الحرامي يلي بيسرق كل شي من عند غيرو وحتى من بيته اذا ماقال لامه او لاابوه بكون حرامي .قل لي الان بأي ايد كنت تأخد البيضة التلها بايدي اليمين لاني كنت ازحف على بطني وايدي اليسار بجنبي وادخل عل الئن زحف وطول البيضةليس عم تسألي امي .ليش عم اسأل لاني بدي اقطع لك ايدك ياحرامي وصرت صرخ وابكي دخيلك ياامي ماعاد عيدها التلي ابدا حتى تضل تتذكر وبحياتك ماتعود تسرق ابدا .ربطتني من رجليي بالحبل وعلئتني بالتينة اجريي من تحت وراسي للاعلى وخود على ضرب بقضيب الرمان (الله لا يدوئو لحدا)اصعب من كرباح المخا.... طولت كتير عليكم ولكن اين نرى الان جارة تساعد جارتها على تربية اولادها لو لم يكن مثل هذه الجارة موجود لكنت اكبر حرامي بالعالم .وبتقلولي ليش عم تبكي عل الماضي الذي لم يعود بدي ابكي وابكي وابكي واتحسر على ايام زمان وتصبحون على خير توته توته خلصت الحتوته قوموا ناموا.
الاب بولص خياط .:. 2009-10-02


الاب بولص خياط