2024-09-20 23:38:31
أبناء من بلدتنا...

أبناء من بلدتنا...

أبناء من بلدتنا...

بسم الله الرحمن الرحيم

     ولد ونشأ و تربى وترعرع في أسرة مؤمنة متحابة وبلدة هادئة وجميلة بمناخها الطبيعي والاجتماعي منفتحة لا تعرف الانعزال والانغلاق ضمن محيطها, تعلم وحصل على الشهادة الجامعية في الهندسة المدنية فحمل ثلاثة هموم :

        أولا : هم نفسه

        ثانيا : هم أسرته

        ثالثا : هم بلدته

فلنترك الهموم الأول والثاني  ولنلقي الضوء على الهم الثالث .

كان محبا لزملائه وأهل بلدته.

فبادلوه حبا بحب واحترام باحترام

تعاون معهم بأشياء كثيرة لتلبيةحاجات مختلفة مشتركة وكان النجاح حليفهم فتعززت ثقته بنفسه وبزملائه وأهل بلدته والعكس صحيح .

        ونتيجة التطور المفاجئ والسريع والتوسع العمراني الأفقي و الشاقولي في البلدة ولضرورة المحافظة على العادات و التقاليد الجيدة في البلدة التي يؤمن بها و التي لمسها عند رفاقه وأهل بلدته .

خصوصا بعد أن لمس ظهور بعض المشاكل الاجتماعية الناجمة عن قلة وجود المنازل العربية في البلدة .

وإقامة المناسبات في الشوارع وصالات أفراح خارج البلدة  , فكر بإقامة صالة للأفراح لجميع أهالي البلدة عامة , والتي سميت فيما بعد "بصالة أفراح صحنايا "

        فرسم المخططات ووضع كل إمكاناته الفنية وحمل المشروع على كتفيه ليعرضه و ليقنع غيره بالفكرة طالبا المساندة بشتى أنواعها .

 فكان أصدقائه  أول المشجعين للفكرة وشكل معهم فريق عمل يسهرون الليل بالمداولات والعمل على كيفية البدئ وإنجاح هذا المشروع . وبالنهار يجوبون المحيط لتشجيع الأهل والمحبين للمشاركة والتعاون لإنجاح الفكرة وجعلها حقيقة على أرض الواقع ... إلا أن الطريق كانت لإيصال الفكرة لأهالي البلدة صعبة قليلا حيث تعرضت للنقد والرفض من البعض ..  أما بحجة الخوف من عدم النجاح في المشروع و صرف القليل والكثير على أمور فارغة..... و أما الخوف على أهالي البلدة من مغبة عدم القدرة على إتمام المشروع .. و أن تعيش  أهالي البلدة في وهم  .....و البعض كان يرى أن أهالي البلدة يستحيل أن يتفقوا مع بعضهم على أصغر الأمور فكيف سيتفقون على مشروع سيكلف الملايين ... وهناك من عارض لأجل المعارضة فقط و البعض كان يعارض لأن الفكرة ليست من عنده.... وآخرين  معارضون  خوفا من نجاح الأشخاص القائمين بالعمل .

 ولكن إرادة الله أقوى ويد الله مع الجماعة والتصميم الذي بدى على هذه المجموعة  " أي فريق العمل " وتعاون كافة الخيريين و خاصة المشايخ الأجلاء الذين كان لهم الدور الكبير بالتشجيع و الرعاية

        وكانت البداية بالتبرعات البسيطة و هي الخميرة الضرورية .

وعند بزوغ فجر ذلك اليوم .. وجدنا الشباب ورجال البلدة والمشايخ الأجلاء بابتسامتهم المعهودة تجمعهم النخوة وتشابك الأيدي وحب البلدة الذي يجري بعروقهم ...... فقد تطوعوا للعمل بعدتهم البسيطة  لإنجاز المشروع من " معول و رفش....  " وحضرت الآليات   من  " جرافات و جرارات  وشاحنات   ....  وغيرها "

فكان العمل تطوعي دون مقابل و تم صب سطح القبو بالعمل الجماعي التطوعي ....

أما اليوم الأجمل و الأحلى و الأنقى عندما صادف وجود الأخ الأكبر ابن صحنايا البار أبو كمال يحيى شعبان بزيارة الأهل بعد غياب طويل في بلاد المهجر و سماعه من أهله و أصدقائه عن العمل الجماعي وفريق العمل من الشباب و المشايخ فسر وأسرع لزيارة المكان و شاهد بأم العين الحب و التعاون و الثقة والفرح بين الناس فأخذ على عاتقه أن يحمل الراية و يتكفل بإكمال المشروع على نفقته الخاصة مهما كلف

و اجتمع مع فريق العمل وسهر عدة ليالي حتى توصلوا إلى فكرة مفادها: 

(هذه البلدة واجب علينا أن نقدم لها ما نستطيع)

أبو كمال يحيى قال جملة واحدة :

} طالما أنتم معي أنا معكم.. المال من عندي و العمل منكم {

فريق العمل من المشايخ و الشباب قالو جملة واحدة أيضا:

(طالما أنت معنا نحن معك وقتنا وجهدنا ملك همتك وعطائك )

       وما دامت الهمة عالية والعطاء كبير و الجهد مبذول ... و "العناية برموش العين"

  فما زال الصرح كبير ويكبر والتوفيق مؤيد الجميع .

ملاحظة :

 "فريق العمل أكتسب تسمية جديدة سنشرحها في مقال أخر "

 

30/11/2008                               عاطف فروج        

     

 

 

 



عاطف فروج