2024-09-19 22:33:42
- أبناء من بلدتنا

- أبناء من بلدتنا

- أبناء من بلدتنا
بسم الله الرحمن الرحيم
أبناء من بلدتنا
أولاً:
هنيئاً لفلسطين و سوريا بلد العروبة والممانعة وللعرب وأحرار العالم بنصر غزة ومقاومتها على مدار اثنان وعشرون يوما
ً همجية وحقد وكراهية أبشع كيان عنصري على وجه الأرض اسرائيل.
وألف تحيا لشعبنا في غزة و وقوفه يداً واحدة وتحمله وتقاسمه أعباء الهجمة البربرية و صبره على العدوان .
وحراسة ودفاع أبناء كل بلدة و مزرعة و مدينة في غزة يذكرني بأبناء بلدتي صحنايا أيام حرب تشرين التحريرية عام 1973 م.

ثانياً:
صحنايا في تشرين أول 1973 م
كعادة أهالينا كنا مجموعة من الشباب تربطنا علاقات وثيقة و حميمية وتقريباً من جيل واحد و معظمنا طلاب
مساء الخميس4/10/1973 م
أي قبل الحرب بيوم و ليلة
قال أحدنا يا شباب اليوم في زيارة للنبي هابيل من أهل صحنايا و نايمين ليلتين الليلة و ليلة بكرى الجمعة شو رأيكن نلحقهن بكرى
منسهر و منام هنيك ليلة
قال أخر :
والله قكرة حلوة وراح ننبسط مثل الروحة الماضية يوم زرنا معلولا بعيد الصليب وقتها طول اليل ما نمنا.
قال ثالث:
شكراً الك يا زهير عبيد روحة ما بتنسا .
قال رابع:
يعني اتكلنا على الله .
قال خامس:
مابدا حكي باذنه تعالى منشد .
قال سادس:
أكل شرب شوبدنا ناخد
قال سابع:
لا تاخدوا شي هنيك كلن بيعزمونا ليش المرة الماضية أخدنا شي معنا كلن عزمونا وما نقص علينا شي . وهذا ما جرى
وصلنا الى مقام النبي هابيل ظهرًا غدونا و سهرنا طول الليل وقبل الظهر من يوم السبت 6/10/1973 م غادرنا ًالمقام
و وصلنا صحنايا ظهراً على الطريق شاهدنا رتل دبابات باتجاه الغرب يعني باتجاه الجبهة.
بعد الثانية ظهراً أصبحنا نشاهد الطائرات الحربية اسراب واسراب باتجاه الجبهة وتعود شرقاً الى قواعدها سليمة .
لن اصف لكم مشاعر الناس خلال مدة الحرب التي كانت كلها فرح و سرور وافتخار بالجيش والقائد العظيم حافظ الأسد ممزوجة
بالعزوالكرامة ولن أطيل بل ساكتفي برواية ما جرى أحد اليالي في بلدتنا صحنايا .
الجبهة الداخلية لصحنايا
كانت الجبهة الداخلية لصحنايا بقيادة الفرقة الحزبية .
_ أمين الفرقة: الرفيق أبو هشام ديب عربي _ مقر الفرقة :دار الست ماري _
_الأسلحة :بواريد تشيكية ورشاشات خفيفة _التنظيم :الجيش الشعبي _
طبعاً مناوبات ومجموعات على مدار الساعة وفي كل أنحاء البلدة.
أحد اليالي :
جائتنا التعليمات احتمال انزال جوي معادي في بلدتنا .
بعد أن توزعنا ضمن مجموعات و حددنا لكل مجموعة قطاع واتفقنا على كلمة السر ومجموعة الاتصال كان الاتفاق الاساسي
أخذ غدر العدو بالحسبان أي يمكن تضليلنا وهو محاولة انزال بسيط في جهة ويجعلنا نتجه جميعاًالى تلك المنطقة ثم انزال
كبير مباغت بعدها في جهة أخرى.
اذاً الحل بثبات كل مجموعة في قطاعها والقيادة تقرر دعم كل مجموعة أو نقلها . وقبل أن نتوزع كانت كل مجموعة تتمنى
وتقول ان شاء الله ينزلوا قبالنا ويكونوا من نصيبنا حتى نفرجيهم .
مجموعتنا كانت مما تضم_ أبو وهيب سليمان دبور أبو غازي يحيى الأزروني أطال الله باعمارهم
أبو نبيل نقولا شحادة أبو راشد الياس الحداد أبو رشدي عبد الله فروج أبو محمد صلاح شعبان الله يرحمهم
وغيرهم الكثير لكن الذاكرة والمجال لا يسعفان .
قطاعنا : شرقي طريق السكة والمدرسة الابتدائية مقابل تل المصطبة كنت الشاب الوحيد بينهم و من جيل أولادهم ولكن
الذي رأيته وسمعته منهم كان الكثير الكثير .
لمست المحبة لبعضهم البعض حبهم لبلدتهم والوطن ؛ لمست حب التضحية و الفداء؛ رأيت في وجوههم العنفوان و الكبرياء.
اكتشفت وقتها كيف تتجسد الحكمة و الشجاعة بالرجال ؛ شاهدت الجّلد و الصبر و قوة التحمل لم يطلبوا الكل ولا الشرب
لم تذبل لهم عين طول تلك الليلة . كانوا يقولون لي عمي نعسان روح نام ؛ جوعان روح كول ؛ كيف لي أن أفعل ما لا يفعلونه.
وأعظم ما سمعته منهم و رأيته ولمسته هو دراستهم ووضع المخطط الذي يكفل مفاجأة العدو اذا حصل و نزل كي يتم أسره
بالكامل ودون اطلاق أي رصاصة ان أمكن . انهم حقاً رجال ويحق لنا و لبلدتنا الفخر بهم و بأمثالهم وأمثالكم .
• والى القاء في مقال أخر ان شاء الله. صحنايا 31/1/2009 م . عاطف فروج


عاطف فروج .:. 2009-02-05



عاطف فروج