2024-09-18 20:44:00
- الهروب من الحب

- الهروب من الحب

- الهروب من الحب

الهروب من الحب (أتمنى أن أقرأ الآراء):



يقابل الإنسان في حياته كثيراً من الوجوه وكثيراً من القلوب ولكن الغريب في الأمر أن وجهاً واحداً وقلباً واحداً هو الذي يترسخ في ذاكرتنا مهما أبعدتنا الأيام عن ذلك الوجه وأخذتنا وشغلتنا الدنيا عن لقاء هذا القلب .. دائماً يكون في قلبنا، نتذكره من بين كل الوجوه ونفضّله حتى لو كان هذا القلب أبعد قلوب البشر إلى المحبة !! نعم، حتى لو كان هذا القلب الذي نتذكره لا يتذكرنا أو حتى لا نخطر في باله وبعيد كل البعد عن الحنين إلينا أو لا يفكر فينا لحظة واحدة ؟؟ غريب ذلك التعلق العجيب، أوقات عديدة تكاد قلوبنا تنفطر من شدة حبنا له ولكن صاحب هذا الوجه وهذا القلب لا يشعر بشوقنا الخفي تجاهه، وعندما نراه بمحض الصدفة أو حتى في المناسبات نخاف على أنفسنا من أن تكشفنا عيوننا التي هي نافذة القلب فنهرب .. نعم، نهرب، نخاف من أن يكشفنا شدة حبنا له، لان بكل بساطة من العيب في مجتمعنا أو جريمة أن نشعر بالعاطفة نحو إنسان ما فسرعان ما نخجل من عاطفتنا ونهرب بعيداً حتى لا ترانا العيون وتنفضح مشاعرنا فيترتب على هذا الشعور الرقيق أموراً لا يحمد عقباها، على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى أوجد فينا هذا الحب وهذا القلب.
العجيب في ذلك الهروب أنه هروب قاسي نحاول فيه إبعاد أحب البشر إلينا ونعامله بطريقة تبوح له أننا نكرهه ولا نريده؟ محاولة منا لكي نبعد أنفسنا عنه بقدر ماتتوق الروح إلى لقياه وبقدر ماتدمع العين رجاءاً إلى نظرة منه.
المنطقي في الهروب أن الانسان يهرب من شيء يكرهه أو أمر يخاف منه لكن هنا نهرب من مَن يعتصر القلب من حبه والدافع لهروبنا هو خجلنا وأحياناً كرامتنا من أن نبوح لهذا الشخص البعيد كل البعد عنا بأننا نريده داخل حياتنا أو حتى نريده أن يكون كل حياتنا.


د. شاهين



د. شاهين .:. 2009-02-12  


د. شاهين