2024-10-18 05:15:57 | ||
- الينبوع |
- الينبوع - الينبوع التقى ثلا ثة مسافرين في يوم قائظ ،قرب ينبوع ماء صاف و بارد. وكان هذا الينبوع ينبجس من الأرض على حافة الطريق الرئيسية. وقد أحاطت به الأشجار و اكتنفه العشب الكثيف . و كانت مياهه الصافية ، مثل دموع العين ، تتجمع في حوض محفور في الأرض يذهب فائضه ليكوّن جدولاٌ ينساب مسرعاً عبر المرج . استراح المسافرون ، في الظل ،قرب الينبوع الذي شربو من مائه . و فوق الينبوع بالضبط نُصبَ حجرٌ كُتبَ عليه: " ليكن هذا الينبوع مثالاً لك " قرأ المسافرون هذه الكتابة المحفورة على الحجر و تساءلوا ما عسى أن يكون معناها. قال أحدهم و كان تاجراً، من غير شك : - هذه نصيحةٌ غالية. الينبوع يجري بلا توقف ، و هو يمضي بعيداً و يستقبل مياه ينابيع أخرى ، و يغدو نهراً عظيماً. وعلى الإنسان مثله ان يهتم أبداً بأعماله . إن فعل ذلك فلن يعرف سوى النجاح، و سيجمع كثيراً من الثروات. و كان المسافر الثاني شاباً، فقال : -لا . برأيي أن هذا النقش يعني أن على الإنسان أن يصون قلبه من الأفكار ومن الرغبات الشريرة، لكي يحتفظ بقلبه نقياَ مثل ماء هذا النبع . إن ماءه ، بصفائه ،يهب الذين يستريحون قربه مثلنا ، الفرح ، ويعطيهم القوة . و لوأن هذه الساقية قطعت الأرض كلها وكانت مياهها عكرة ووسخة فما الخدمة التي ستؤديها ، ومن ذا الذي سيروي ظمأه منها ؟ ابتسم المسافر الثالث ، و كان شيخاً ، و قال : - لقد نطق هذا الشاب بالحق . و إليكما المثل الذي نجده هنا : إن النبع يهب ماءه للعطاش مجاناً ؛و هو يقول للإنسان : اصنع الخير للجميع ، لتكن هباتك مجانية ، و لا تنتظر ، في مقابل ذلك ، جزاءً ولا شكورا. المصدرحكايات شعبية ليون تولستوي وفاء الحرشاوي 5 / 3 / 2009 وفاء الحرشاوي .:. 2009-03-06 0 admin |